لم يشفع التاريخ لميكايل شوماخر؛ فبطل العالم سبع مرات في سباقات سيارات الفورمولا 1، تلقى طعنة أخرى. وهذه العبارة يمكن أن تثير استغراب كثيرين ممن عاصروا مسيرة «شومي»، إذ إن الحقيقة المرّة هي أن الألماني يعيش السيناريو عينه؛ فهو يخسر مرغماً مقعده الثاني على التوالي في الفئة الأولى.
وما حصل يعيدنا بالذاكرة إلى عام 2006، إذ إن قلة تعرف أن شوماخر دُفع إلى الاعتزال، ذلك ان فريقه السابق فيراري الايطالي حاول من خلال ذكائه الاعلامي اظهار ان «شومي» طلب بنفسه الاعتزال، وقد اصر صديق الأخير ورئيس الفريق لوكا دي مونتيزيمولو، على هذا الامر مراراً في احاديثه الصحافية. لكن الحقيقة هي ان شوماخر أخرج من حظيرة «الحصان الجامح» ليفسح المجال امام وصول الفنلندي كيمي رايكونن اليه.
الآن القصة نفسها تتكرر، لكن هذه المرة وجّه صديق قديم آخر الطعنة الى البطل الالماني، وهو مواطنه نوربرت هوغ صاحب الكلمة القوية في حظيرة مرسيدس. وطبعاً هناك ارتباط بين القصتين، اذ لو اراد شوماخر الاعتزال فعلاً فهو لم يكن ليعود للقيادة. لكن خطأ الاخير هو اعتقاده انه لا يزال جيداً كفاية لسحق منافسيه، لكن هذا الامر لم يحصل اطلاقاً.
ومن هذه النقطة يمكن تفهم وصول البريطاني لويس هاميلتون للحلول مكانه في السيارة الفضية. لكن الاخير يمكن ان يكون قد ارتكب خطأً أيضاً، اذ انه يعامل كالملك في ماكلارين مرسيدس حيث نشأ وترعرع وتوّج بطلاً للعالم. اضف انه يترك الفريق البريطاني - الالماني في الوقت الذي بدأت فيه السيارة تظهر تقدّماً ملموساً وسط توقعات بأنها سترتقي الى اعلى مستوى في الموسم المقبل، بحيث ان السائقين الاثنين في الفريق سيكونان مرشحين قويين لإحراز لقب البطولة العالمية.
أما الفائز الاكبر في هذه الضجة، فهو المكسيكي سيرجيو بيريز الذي أحسن بتركه ساوبر والتحوّل الى فريقٍ اكبر، وتحديداً ماكلارين، اذ هناك يمكن ان يحظى برعاية خاصة، حيث تبحث الحظيرة البريطانية عن بطلٍ جديد، وبالطبع فإن «تشيكو» يملك هذه الصورة، والدليل انه عرف اختيار الوجهة الصحيحة؛ لأنه لو فضّل فيراري الذي سعى ايضاً الى خدماته، لما كان بمقدوره هناك ان يتخلص من عقدة السائق الثاني في الفريق، وهو الامر الذي عاناه البرازيلي فيليبي ماسا الذي بقي في ظل شوماخر لفترة طويلة تماماً كما حصل مع مواطنه روبنز باريكيللو، ثم جاء الاسباني فرناندو ألونسو ليفرض شخصيته ويحظى بخصوصية من قبل الكل في الـ«سكوديريا فيراري».
الآن تطرح اسئلة اساسية، اهمها الى اين سيذهب شوماخر؟ وهل سيجد البطل الالماني مكاناً يؤويه في آخر ايامه في الفورمولا 1؟
الجواب قد يكون عند ساوبر الباحث عن بطلٍ لملء مقعد بيريز.



هاميلتون طلب المساواة

أوضح البريطاني روس براون مدير فريق مرسيدس أن لويس هاميلتون لم يطلب خلال المفاوضات أن يكون السائق رقم 1 على حساب الألماني نيكو روزبرغ. وأشار براون الى أن هاميلتون أراد التمتع بحظوظ متساوية مع زميله السابق في سباقات الكارتينغ وصديقه الحالي روزبرغ، مضيفاً: «شعرنا بالسعادة لأنه لم يظهر أي رغبة في الحصول على معاملة خاصة أو أي تسهيلات فريدة من نوعها».