مفاجأة من الإخاء، وفريقان قويان من الشمال وإبداع نجماوي، ثلاثة أمور أنتجتها المرحلة الأولى من الدوري اللبناني لكرة القدم. البداية من عند الفوز الأكبر، حيث برهن النجمة أنه أحد المنافسين البارزين بعدما باتت حملة استعادة اللقب مطلباً واسعاً، إذ وجّه الفريق النبيذي إنذاراً قوياً باكتساحه الشباب الغازية العائد الى الأضواء هذا الموسم 7-1 على ملعب صور البلدي بعد تجديده وأمام زهاء ألفي متفرج.
وقد لا تكون المباراة الأولى مقياساً لمستوى أي فريق، إلا أن النجمة يبدو عازماً على تحصيل ما فاته الموسم الماضي بعد خسارته بطولتي الدوري والكأس في اللحظات الأخيرة، وتمكن الفريق من توجيه إنذار شديد اللهجة للمنافسين، إذ لعب الفريق بطريقة ممتازة، مرتكزاً على عباس عطوي في الوسط وعلى البرازيلي فابيو دفاعاً مع «غارات» هجومية، وحسن المحمد في الأمام، إضافة الى عناصر مميزة كالظهير علي حمام و«الجندي المجهول» أحمد المغربي في الدفاع ومحمد جعفر وخالد تكه جي في الوسط ونزيه أسعد في حراسة المرمى، وموسى حجيج مديراً فنياً. ولا يمكن إغفال دور «السوبر» المحمد الذي افتتح الموسم برباعية، مطلقاً المعركة على لقب الهداف باكراً، وبدأ المحمد أهدافه في الدقيقة الثانية بتمريرة من عطوي، وسجل فابيو هدفين متتاليين: الأول برأسه إثر عرضية عطوي (19) والثاني بتسديدة إثر ركنية من تكه جي (30)، الذي مرر الى المحمد ليضيف الرابع (45). وفي الشوط الثاني، واصل المحمد مهرجانه بتسديدة من خارج المنطقة (60)، وقلص علي أسعد النتيجة للغازية (63). وكانت عودة زكريا شرارة مثالية بالهدف النبيذي السادس (78)، ثم أضاف المحمد نفسه الهدف السابع (81). وتبدو البداية صعبة جداً على العراقي عبد الأمير أحمد «الأموري»، إذ ينبغي أن يعيد حساباته لأن فريقه لم يقدم أي شيء في المباراة، باستثناء الهدف الوحيد بعد تراخي لاعبي النجمة.
وفي عاصمة الشمال، انتزع طرابلس نقطة من الأنصار بتعادلهما 1-1. الفريق الأخضر أهدر في المباراة فرصاً بالجملة بعد سيطرته على المجريات، وتقدم باكراً عبر البرازيلي راموس إثر تمريرة من الغاني ويسدوم (4). فرحة الفريق الأخضر دامت دقيقة واحدة، إذ قام محمد رضا بمجهود فردي مميز، وسجل هدف التعادل لطرابلس. وعانى الأنصار من سوء الحظ وعدم تركيز لاعبيه، ولا سيما المهاجمين حيث تم إهدار الفرص بغرابة. كما صدّ القائم تسديدة لمحمد عطوي (89)، لكن أداء الأنصاريين كان ممتازاً مع تجانس في كل الخطوط، وسنحت للمهاجمين فرص عدة، أبرزها تسديدة لمحمد عطوي ارتدّت من القائم في الدقائق الأخيرة.
وانتزع شباب الساحل فوزاً مستحقاً من الراسينغ 1-0 على ملعب صيدا البلدي. وكان الساحل كل شيء في المباراة من خلال الانتشار وصناعة الفرص والسيطرة على منطقة خط الوسط والتمويل الجيد بالكرات لخط الهجوم حيث يوجد المالياني أوليسيه ديالو، الذي كان بطلاً للمباراة بتسديدة مقصيّة خلفية سكنت شباك حارس الراسينغ حسن حسين إثر عرضية من مصطفى توسكا (71).
وتغلب العهد بصعوبة على الاجتماعي طرابلس 2-1 على ملعب المدينة الرياضية. وشهدت المباراة انتقادات كبيرة للحكم الدولي علي صباغ بسبب احتسابه ركلة جزاء للعهد في اللحظات الأخيرة. وجاء اللقاء قوياً مع سيطرة للعهد على المجريات وإهدار فرص بالجملة ومن كل الزوايا لحسن شعيتو وعباس عطوي «أونيكا» وعلي بزي، لذا يمكن اعتبار الفوز «الأصفر» مستحقاً. إلا أن الفريق الشمالي المنظّم في كل الخطوط كان يشكل الخطورة بواسطة هجماته المرتدة ولاعبيه الغانيين الثلاثة: غابريال أبياه وأفران إيبواه وفرانك بواتنغ بقيادة المدرب فادي العمري.



وظهر العهد الذي يقوده المدرب محمد الدقة فريقاً عادياً، وكاد أن يهدر نقاطاً في أول مباراة، إذ اعتمد الدقة على لاعبيه الدوليين من دون أي لاعب أجنبي. وأشار الى أن غياب ستة لاعبين دفعة واحدة أثّر سلباً على الأداء. ورغم ذلك، سيطر الفريق سيطرة كلية وأهدر الكثير من الفرص السانحة واستحق الفوز، وقد أشاد الدقة بمستوى الاجتماعي وأجانبه.
وكان عباس عطوي قد افتتح التسجيل للعهد من تسديدة بعيدة (45)، وأدرك فايز شمسين التعادل برأسية الى يسار الحارس (57)، وهذا الهدف الأول للفريق الشمالي في الدرجة الأولى منذ حوالى عقدين من الزمن. واحتسب الحكم ركلة جزاء للعهد في الدقيقة 88 إثر عرقلة من محمود الدهن على شعيتو، سددها حسين دقيق في أعلى الزاوية اليمنى.
وتسيّد التضامن مدينة صور بعدما حسم «الدربي» بفوزه على السلام 3-1 على الملعب البلدي أمام أكثر من 1500 متفرج. مباراة جاءت «حمراء» سيطرة ونتيجة، إذ تفوق التضامن على غريمه في كل الإمكانات المادية والبشرية والتحضيرية والجماهيرية، كما تفوق في اللياقة، ودفع السلام ضريبة كبيرة لتأخر الإعداد ولضعف الإمكانات، إذ لم يضم الفريق لاعبين كثراً ولا حتى أجانب، كما أنه تخلى عن لاعبيه الذين برزوا في الموسم الماضي، وقدم التضامن لاعبين شباناً جدداً، وبرز في صفوفه محمد الفاعور والعاجي ديدييه أوغ. وافتتح نصار نصار التسجيل للسلام في الدقيقة السابعة من تسديدة خدعت الحارس الشاب محمد معتوق، بعد ارتطامها بالقائم، وأدرك الفاعور التعادل من ركلة حرة مباشرة (31)، وتقدم كونان للتضامن بتسديدة قوية زاحفة (49) وعزز كونييه لادجي النتيجة بعد مجهود فردي رائع (94).
والأسبوع الأول شهد مستوى مقبول تحكيمياً، والمباراة الوحيدة التي لاقت اعتراضات هي ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم علي الصباغ للعهد، حيث اعتبرها لعبو الاجتماعي غير صحيحة.
إذاً، البداية أعطت عناوين عدة للمراحل المقبلة، حيث ستكون المنافسة على اللقب شرسة، والسلام والغازية في موقف حرج وينبغي خلط الأوراق لتحسين الفريق قبل فوات الآوان، والعودة الشمالية إلى الدرجة الأولى التي بدأها نادي طرابلس تكللت بعودة لافتة للاجتماعي، رغم الخسارة أمام العهد، إذ أظهر الفريق أن بمقدوره أن يقول كلمته أمام أي خصم هذا الموسم، والصفاء يبقى الفريق البطل والمدافع عن اللقب، رغم بدايته المتعثرة أمام الإخاء، إلا أن عناصره وجهازه الفني والإداري يستطيعون وضعه على السكة الصحيحة.