قد يكون مدرب منتخب ألمانيا يواكيم لوف الأكثر قلقاً حالياً في بلاد «البوندسليغا». كيف لا وهو يرى أن هناك احتمالاً كبيراً لفشل الخطط التي وضعها عشية انطلاق الموسم الجديد وحملته للتأهل الى نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها البرازيل عام 2014. لقد كان لوف واضحاً على هذا المحور، وقد بدأ بتنفيذ كلماته عبر سلسلة من التعديلات على تشكيلة «المانشافت»، تعدّ ضرورية بنظره في مرحلة البناء للمونديال المقبل، وسدّ الثغر التي أفشلت المشوار الألماني نحو لقب كأس أوروبا هذا الصيف.
وطبعاً أهم هذه التعديلات كانت في خط الدفاع وخط الوسط، حيث يرصد ضخ دماء شابة في الأول، على أن يطبّق هذا الأمر أيضاً في الخط الثاني في موازاة خلق عقلية هجومية جديدة. وتطبيق هاتين المسألتين يمرّ من بوروسيا دورتموند الذي أثبت في الموسمين الأخيرين أنه يملك في صفوفه مواهب محلية توازي تلك الموجودة عند الغريم بايرن ميونيخ الذي كان غالباً الرافد الأول للمنتخب الألماني في ما خص اللاعبين المؤثرين في صفوفه.
من هنا، وجد مارسيل شملتزر نفسه أساسياً في مركز الظهير الأيمن، ليكون الإضافة الأخرى القادمة من دورتموند الى دفاع منتخب ألمانيا، بعد ماتس هاملس الذي كان أفضل لاعبي بلاده في كأس أوروبا 2012. أما في ما خصّ الوسط، فإن لوف كان واضحاً عبر قوله «لن ننتظر أحداً لكي يهاجمنا ثم نبادر بدورنا الى الهجوم وتسجيل الأهداف. سنأخذ المبادرة نحن منذ البداية وطوال الدقائق التسعين، وهذا ما سنفعله طوال التصفيات». وهذا التصريح كانت ترجمته على الأرض عبر دفعه بنجمي دورتموند ماركو رويس وماريو غوتزه معاً الى جانب مسعود أوزيل في المباراة أمام جزر فارو (3-0) الشهر الماضي، وهو أمر لم يفعله المدرب الألماني سابقاً. وبقي رويس أساسياً في المباراة أمام النمسا (2-1)، تاركاً مكانه عند انتصاف اللقاء لغوتزه نفسه. كذلك، لم يغفل لوف موهبة الوسط الأخرى في دورتموند وهو إيلكاي غوندوغان، واعداً بأن يأخذ هذا الشاب دوره أيضاً في الحقبة المقبلة ضمن التوجه الجديد الذي سيعتمده.
لكن إذا تابع لوف مجريات المباراتين الأخيرتين لدورتموند أمام هامبورغ (2-3) وإينتراخت فرانكفورت (3-3) على التوالي في الدوري الألماني، فإنه عرف أنه قد يكون مجبراً على التفكير في حسابات أخرى لأن المستوى المخيّب لبطل ألمانيا أخيراً انعكس بشكلٍ عام على كل اللاعبين، ومنهم أولئك الذين يضعهم في صلب اهتماماته بالنسبة الى رؤيته الجديدة للمنتخب.
ففي الشق الدفاعي، تبدو الأمور واضحة، إذ إن دورتموند ورغم وجود هاملس قائداً في قلب دفاعه، فإن الفريق تلقى 8 أهداف في 5 مباريات، وهي نسبة مرتفعة نوعاً ما إذا ما قارنّاها بالموسم الماضي، حيث اهتزت الشباك ثماني مرات، لكن في المباريات العشر الأولى. والأسوأ أن الفريقين اللذين سجلا 6 أهداف مناصفة في مرمى الحارس رومان فايدنفلر، رشحتهما التوقعات للعب دور الهاربين من الهبوط الى الدرجة الثانية. وبالفعل، فقد كشفت المباراة أمام فرانكفورت والأهداف التي سجلها الأخير أن هناك تباعداً رهيباً بين خطي الدفاع والوسط. أضف إن الهدف الثالث لفرانكفورت جاء من كرة ثابتة نفذها لاعبو الأخير وكأنهم في حصة تدريبية، إذ لم يعرف لاعبو دورتموند ما حصل قبل وصولها الى شباكهم!
أما الشق الهجومي، فهناك يكمن القلق الأكبر، إذ إن غوتزه بدأ الموسم بشكلٍ جيّد، مسجلاً هدفين، لكنه يظهر الآن وكأنه ليس جاهزاً كليّاً، وهو الأمر الذي أشار إليه لوف خلال الـ«يورو»، حيث لم يعطِ نجم دورتموند دوراً كبيراً. إلا أن من خيّب الآمال هو رويس القادم لتعويض رحيل الياباني شينجي كاغاوا، وهو إذ بدأ الموسم بهدفٍ أيضاً، فإنه ضلّ الطريق الى الشباك منذ المرحلة الأولى، وفشل في إظهار شيء بسيط مما فعله بقميص بوروسيا مونشغلادباخ، حيث سجل 18 هدفاً في 30 مباراة.
لذا، فإن دورتموند يقف حالياً كثالث أفضل فريقٍ هجومي في ألمانيا بـ 11 هدفاً، وهي إذ تعدّ نسبة مقبولة لكنها ليست كافية إذا ما تطلعنا الى البداية النارية لبايرن ميونيخ، الذي دكّ شباك خصومه بـ 17 هدفاً في 5 مباريات، محققاً العلامة الكاملة.
صحيح أن الموسم لا يزال في بدايته، لكن الأكيد أن يواكيم لوف يعيش قلقاً يوازي ذاك الذي يختزنه داخل مدرب دورتموند يورغن كلوب، الباحث طبعاً عن خطة إنقاذ لفريقه حالياً وبلاده مستقبلاً.



برنامج الدوري الألماني والفرنسي

المانيا (المرحلة السادسة)

- الجمعة:
فورتونا دوسلدورف - شالكه (21.30)

- السبت:
باير ليفركوزن - غرويتر فورث (16.30)
هامبورغ - هانوفر (16.30)
نورمبرغ - شتوتغارت (16.30)
فيردر بريمن - بايرن ميونيخ (16.30)
هوفنهايم - اوغسبورغ (16.30)
بوروسيا دورتموند - بوروسيا مونشنغلادباخ (19.30)

- الاحد:
اينتراخت فرانكفورت - فرايبورغ (16.30)
فولسبورغ - ماينتس (18.30)
فرنسا (المرحلة السابعة)

- الجمعة:
رين - ليل (21.45)

- السبت:
باريس سان جيرمان - سوشو (18.30)
اجاكسيو - بريست (21.00)
نيس - باستيا (21.00)
تروا - تولوز (21.00)
نانسي - مونبلييه (21.00)
ايفيان - لوريان (21.00)

- الاحد:
فالنسيان - مرسيليا (15.00)
سانت اتيان - ريمس (18.00)
ليون - بوردو (22.00)