بدأ العد العكسي لكأس أوروبا 2016 في فرنسا مع سحب القرعة أول من أمس في باريس. الانطباع الأول عند رؤية نتيجتها هو أن البطولة تعد بمباريات حماسية وتنافس كبير بدءاً من دور المجموعات، اذ باستثناء مجموعتي فرنسا المضيفة والبرتغال، فإن كبار "القارة العجوز" أمام تحديات متفاوتة القوة والصعوبة. بدءاً من المجموعة الأولى، التي تطلق فيها فرنسا المضيفة ورومانيا شريط افتتاح البطولة في العاشر من حزيران المقبل، على ملعب "سان دوني"، فإن الأولى تبدو مرشحة بقوة للعبور إلى ربع النهائي، إذ إن مجموعتها جنّبتها مواجهات من العيار الثقيل، أو على العكس تماماً فقد منحتها مواجهات من "العيار الخفيف" بدءاً من ألبانيا، التي تشارك في البطولة للمرة الأولى في تاريخها. أما بالنسبة إلى رومانيا وسويسرا فهما تعدان من المنتخبات المتوسطة في القارة، لذا لا يُتوقع أن يلاقي لاعبو المدرب ديدييه ديشان صعوبة لحجز البطاقة الأولى إلى الدور التالي، فيما ستكون المنافسة محمومة بين المنتخبات الأخرى على البطاقة الثانية.
وبالانتقال إلى المجموعة الثانية، يبدو المنتخب الإنكليزي، منطقياً، مرشحاً للعبور إلى ربع النهائي، لكن هذا التأهل - في حال تحققه - ستكون دونه صعوبات وعوائق، إذ إن المنافسين يبدون أعلى مستوى من منتخبات المجموعة الأولى. القول بأن ويلز تشارك للمرة الأولى في البطولة لا يلغي أن مواجهتها لإنكلترا ستكون صعبة على الأخيرة، نظراً لاعتبارها "دربي" بين منتخبين بريطانيين ومثل هذه المباريات لها حساباتها الخاصة دوماً، هذا فضلاً عن تطور مستوى المنتخب الويلزي بوجود غاريث بايل وآرون رامسي. أما روسيا، التي تستعد بقوة لمونديالها في 2018، وسلوفاكيا فلا تقلان شأناً عن ويلز.
تنطلق البطولة في العاشر من حزيران المقبل بمواجهة فرنسا ورومانيا

وفي الثالثة، ينطبق على ألمانيا ما سبق ذكره على إنكلترا، إذ إن الترجيحات تصب، طبعاً، في مصلحة أبطال العالم للتأهل عن المجموعة، لكن المواجهة المتجددة مع بولونيا بعد مثيلتها في التصفيات، التي سقط فيها الألمان ذهاباً للمرة الأولى في تاريخهم أمام منافسيهم ستكون مرتقبة، فيما إيرلندا الشمالية التي تصدرت مجموعتها وأوكرانيا قادرتان على إزعاج ألمانيا وبولونيا، فيما لو ظل مستوى الألمان على ما كان عليه في التصفيات والمباريات الودية التي تلت مونديال البرازيل.
أما في الرابعة، فيختلف الحال قليلاً مع إسبانيا، حاملة اللقب، التي وقعت في مجموعة يمكن القول إنها من الأصعب نظراً لأن المنافسين فيها، وهم: تشيكيا وكرواتيا وتركيا يعدّون من المنتخبات القوية، وهذا ما يجعل كل مبارياتها على مستوى واحد من الأهمية والمنافسة، وإن كان الإسبان هم المرشحين، "عدة وعديداً"، للعبور إلى المرحلة التالية، إلا إذا عادوا بقيادة فيسنتي دل بوسكي وصدموا الجميع على غرار الخروج المخزي من مونديال 2014.
في الخامسة، يختلف الحال كثيراً مع إيطاليا، إذ إنها جاءت في المجموعة الأقوى على الإطلاق التي ضمتها إلى جانب بلجيكا، المدججة بالنجوم، والسويد، المدعّمة بنجمها المطلق زلاتان إبراهيموفيتش، وجمهورية إيرلندا الخطيرة والحاضرة دوماً في البطولات الكبرى، وخصوصاً أن الطليان فازوا بنتائج غير مقنعة في التصفيات، برغم تصدرهم مجموعتهم، وذلك مع التغييرات الكثيرة في صفوفهم في حقبة جديدة تلي اعتزال نجوم كثر. من هنا، فإن حسم المنافسة في هذه المجموعة قد يتحدد في الدقائق الأخيرة من الجولة الأخيرة.
وانتهاء بالمجموعة السادسة، فإن كريستيانو رونالدو بإمكانه من الآن الإحتفال بالتأهل وتوقع أرقام عالية لأهدافه في مواجهة منتخبات متواضعة، مثل إيسلندا رغم إطاحتها هولندا في التصفيات، والنمسا والمجر، إلا في حال حصول مفاجأة ضخمة، لكنها لا تبدو متوقعة.
قلنا مفاجأة؟ "يورو المفاجآت" قد يكون هو شعار البطولة في نسختها الفرنسية، هذا، على الأقل، ما دلّت عليه النتائج في التصفيات.