صحيح أن اللقاء الذي جمع بطل الدوري اللبناني فريق الصفاء وبطل الكأس الأنصار هو الكأس السوبر، الا أن المباراة لم تحمل من عنوانها شيئاً. فالموضوع بكل بساطة أن فريقين تواجها على مدى 95 دقيقة كان كل فريق أسوأ من الثاني، وفاز الأنصار فقط لأنه سجل هدفاً وليس كونه الفريق الأفضل في المباراة. فاللقاء الذي جرى تحت أنظار المدير الفني للمنتخب ثيو بوكير كان رتيباً مملاً أصاب الجمهور والحاضرين في الملعب بالخيبة نتيجة العرض المتواضع الذي قدمه الفريقان.ولعل الإثارة كانت قبل المباراة على محورين: الجمهور واللاعبين الأجانب. فقبل ساعات على انطلاق اللقاء سرت شائعة عن وجود نية بعدم السماح للجمهور بالدخول الى الملعب، لكن هذه المعلومات لم تكن صحيحة. ولعل سبب انتشارها التخبط الذي غالباً ما يطغى على قرارات القوى الأمنية في كل مباراة إذ يبقى سيف المنع مسلطاً على رقبة الجمهور والاتحاد. إلا أن لقاء الأمس كان عادياً، علماً أن هذه الشائعة أثرت بعض الشيئ على الحضور الجماهيري الخجول أصلاً. ورغم ذلك فقد دخل لاعبو الأنصار الى المباراة وهم يرفعون يافطة "شجعوا بحضارة حتى يتحقق الهدف".
أما المحور الثاني فكان عدد اللاعبين المسموح بمشاركتهم في كل فريق، إذ كان يظن معظم الحاضرين أن المسموح به ثلاثة لاعبين بعد القرار الذي صدر عن الجمعية العمومية برفع العدد الى ثلاثة بعد أن كان إثنين الموسم الماضي. إلا أن القرار الجديد محصور ببطولة الدرجة الأولى للموسم المقبل الذي ينطلق الجمعة، ومباراة السوبر يخضع نظامها لما هو معمول به في الموسم الماضي، وجرى توزيع نظامي النخبة والسوبر من قبل الاتحاد على الأندية وفق النظام السابق قبل فترة طويلة. هذا الأمر أثار بلبلة قبل المباراة، الا أن وعياً أنصارياً عبر مدير الفريق بلال فراج أنقذ الموقف ومنع دون حصول مخالفة قانونية، إذ أصرّ فراج على أن القانون ينص على لاعبين إثنين لا ثلاثة علماً أن فريقه هو المتضرر. وهو هذا الأمر أجبر المدير الفني للأنصار جمل طه على الاستغناء عن البرازيلي مارسيليو في اللقاء لصالح مواطنه راموس والغاني ويسدوم. أما الصفاء فلم يكن لديه مشكلة كونه لا يملك سوى لاعبين أجنبيين هما المغربي طارق العمراتي والنيجيري أوتشي.
فنياً، لا تستحق المباراة الحديث عنها كثيراً، فهي لم تشهد سوى هدف وحيد سجله نصرات الجمل بعد دخوله بـ 17 دقيقة بدلاً من محمود كجك، مستفيداً من تمريرة الغاني ويسدوم في الدقيقة 83.
وظهر الأنصار أنه يحتاج الى قائد في خط الوسط يربط الدفاع بالهجوم ويمرر الكرات الى المهاجمين، إذ أن ويسدوم لم يستطع الظهور بالصورة التي حكي عنها نتيجة ضعف التمويل.
إلا أنه يسجل للأنصاريين إصرارهم على إحراز اللقب رغم الظروف الصعبة التي يمر بها النادي مالياً وخصوصاً في الشهرين الأخيرين. هذا الأمر قد ينعكس على معنويات اللاعبين في حال لم يعمل المسؤولون على حل الموضوع سريعاً. إذ لا يمكن الدخول الى موسم بحجم الدوري بمعاناة مالية، خصوصاً أن الأنصار يعتبر نفسه منافساً جدياً على اللقب، وهو كذلك برأي أكثر من خبير كروي.
أما الصفاويين، فقد أهدروا فرصة إحراز لقب السوبر للمرة الأولى واضافة لقب ثالث في ظرف أربعة أشهر بعد الدوري والنخبة، في حين أضاف الأنصاريين كأساً خامسة لهم في هذه المسابقة بعد أعوام 96، 97، 98، و99.
قاد اللقاء الحكم وارطان ماطوسيان مع زياد بيراق وعلي عيد، وعلي رضا رابعاً. وبدا قرار التعيين غريباً، إذ كان رضا يستحق أن يكون هو الحكم الرئيسي بعد أن أصبح دولياً مساواة بزميله محمد درويش الذي قاد نهائي النخبة. فحينها جرت الاشادة بالقرار بفتح المجال أمام الحكام الشباب حتى في المباريات القوية ولو أخطأوا، الا أن هذا لم ينطبق على لقاء السبت، مع الأمل بأن لا يكون تكليف دوريش سابقاً صدفة.