«تفوز بوجود أفضل اللاعبين. لم أرَ في حياتي مدرباً يسجل هدفاً وهو يقف على خط الملعب». تصريح معبّر كثيراً لمدرب ميلان ماسيميليانو أليغري الذي كأنه قرأ المرحلة العصيبة التي سيقبل عليها. وبالفعل ما إن انتهت مباراة الفريق الإيطالي العريق مع ضيفه أندرلخت البلجيكي بالتعادل السلبي في مسابقة دوري أبطال أوروبا منتصف الأسبوع الماضي، حتى طفت في صبيحة اليوم التالي أنباء في الصحف الإيطالية تؤكد أن رأس أليغري أصبح تحت المقصلة، بانتظار أن يعطي رئيس النادي سيلفيو برلوسكوني أمره للجلاد من أجل فصله عن الجسم الفني للفريق.
وذهبت هذه الصحف الى حدّ القول إن برلوسكوني طلب إقالة المدرب فوراً، إلا أن نائبه أدريانو غالياني أقنعه بتأجيل هذا القرار...
هذه الأزمة لا شك في أنها تفاقمت إثر الخسارة أمام أودينيزي، وسيزداد الجدل حول مسؤولية أليغري من عدمها في ما حصل.
لكن الحقيقة أن المسؤولية مشتركة، إذ تتحمل إدارة ميلان جزءاً من الوضع غير الاعتيادي الذي وصل إليه فريقها المفترض أن يكون منافساً دائماً على البطولات المحلية والقارية. كذلك، يتحمل أليغري قسماً من المستوى الفني الذي ظهر عليه الفريق بعدم اتخاذه إجراءات تبدّل من الصورة وتمسّكه بالأفكار عينها.
البداية من القسم الأول المتعلق بإدارة ميلان التي وضعت المدرب في هذا الموقف الصعب، إذ إن سياسة التقشف التي أرادت اعتمادها أفضت الى ترحيل لاعبين لا يمكن تعويضهم، وتحديداً الهداف السويدي زلاتان إبراهيموفيتش وقلب الدفاع البرازيلي تياغو سيلفا. وبالفعل، في الوقت الذي يعاني فيه ميلان للتسجيل ولحماية شباكه، يتألق الثنائي المذكور مع باريس سان جيرمان الفرنسي، وذلك من دون أن يوظّف النادي الإيطالي المبلغ الكبير (62 مليون يورو) الذي حصل عليه جراء انتقالهما.
والأسوأ أنه مع رحيل عددٍ من أصحاب الخبرة إثر انتهاء عقودهم، لم يكن هناك تحرّك جدي لتعويضهم، بل إن صفقات النادي اللومباردي كانت خجولة، واقتصرت إما على لاعبين بأسعارٍ بسيطة وإما على استعارة آخرين، من دون أن يكون أي منهم يملك نصف الإمكانات التي طبعت أداء أسلافهم.
من هنا، لم يكن مقبولاً من إدارة ميلان أن تطالب أليغري بالعجائب، وهي التي لم تؤمّن له متطلبات النجاح التي كانت في حوزته في موسمه الأول على رأس الإدارة الفنية للفريق، حيث حقق إنجازاً كبيراً بقيادته الى لقب الـ«سكوديتو».
إلا أن هذا الأخير ليس بريئاً من الحال التي وصل إليها فريقه، إذ على اعتبار أنه مدرب جيد كان عليه أن يجد الحلول سريعاً في المرحلة الجديدة التي دخلها النادي على المستويين المالي والفني. وهنا الحديث عن مواكبة رحيل نصف الفريق تقريباً بأفكار فنية جديدة تكون متناسبة مع الأوراق التي يملكها في يده، وذلك لكي يسقط اللوم عنه.
والمطلوب من أليغري كان واضحاً إذا ما تمت قراءة أسماء التشكيلة برويّة، إذ كان من المفترض أن يستغني عن استراتيجية 4-3-1-2 التي اعتمدها منذ وصوله الى ميلان، وينتقل الى خطة 4-3-3 مثلاً.
وهذه الخطة كانت من دون شك ستؤمن فعالية هجومية أكبر، وخصوصاً أن أحد المهاجمَين اللذين يعتمد عليهما أليغري، أي جامباولو باتزيني وستيفان الشعراوي، لا يبرع أحدهما كرأس حربة صرف أي المصري الأصل. لذا، كان الأجدى بالنسبة الى المدرب أن يأخذ في الاعتبار وضع باتزيني أو البرازيلي ألكسندر باتو بين لاعبين على الأطراف، يكون أحدهما الشعراوي والآخر الإسباني بويان كركيتش أو البرازيلي روبينيو أو الغاني كيفن ــ برينس بواتنغ. وبهذه الخطة، سيكون خط المقدمة لدى ميلان خلّاقاً ويخفف الضغوط عن خطّي الوسط والدفاع عبر دفعه الفريق المنافس إكثر للانكفاء الى منطقته في محاولة للحد من المدّ الهجومي.
وهذه الخطة من دون شك قد تفضي الى النجاحات لأن أولئك الذين يحمون الوسط يتمتعون بقدرة على استخلاص الكرات وتسليمها الى الأطراف أو العمق، إذ سيكون مثالياً الدفع بالدوليين أنطونيو نوتشيرينو وريكاردو مونتوليفو مع الهولندي نايجل دي يونغ.
ميلان في ورطة، ومن دون مبالغة، هذا الموسم قد يكون الأسوأ في تاريخ النادي الإيطالي العريق، والمسؤولية مشتركة بين إدارية وفنية، وخطة الإنقاذ مطلوبة وباب الفرج قد يكون سوق الانتقالات الشتوية في نهاية السنة، التي قد تشهد إحياء النادي اللومباردي أو إعلان بداية احتضاره.



لائحة طويلة للمرشحين

توقّع كثيرون أن يعيش ميلان يوماً صعباً في أودينيزي، إذ إن الأجواء لم تكن أصلاً طيّبة عشية مباراة أمس، وسط الكلام عن مشكلة في ملعب التمارين بين المدرب ماسيميليانو أليغري ومدرب فريق الشباب المهاجم السابق فيليبو إينزاغي (الصورة). وهذه الأزمة التي جرى نفيها سرعان ما وضعت «بيبو»، كأحد المرشحين لخلافة أليغري، الى جانب الإسباني جوسيب غوارديولا، ونجوم سابقين أمثال أليساندرو كوستاكورتا والهولنديين ماركو فان باستن ورود غوليت.