يمكن المراهنة على انه لم يكن هناك مشجع واحد لمرسيليا يتوقّع ان يخرج الفريق الجنوبي فائزاً في مبارياته الخمس الاولى في الدوري الفرنسي لكرة القدم، وذلك بسبب الظروف التي مرّ بها خلال الصيف وقبله، اضافة الى الاجواء الأفضل التي طبعت اندية كثيرة في «ليغ 1»، ما جعلها في موقفٍ اقوى عشية انطلاق البطولة.
وما يجدر التوقّف عنده هو ان ما فعله مرسيليا حتى الآن يعدّ انجازاً لا يستهان به، اذ ما اصابه لم يفعله اي فريق منذ 14 عاماً وتحديداً منذ موسم 1998-1999 عندما افتتح بوردو مشواره بنفس الطريقة ليتجه بعدها للاحتفال بلقب الدوري. اما المفارقة فهي ان قائد السفينة لتحقيق النقاط الـ15 المتتالية هو المدرب عينه ويدعى إيلي بوب، الذي حلّ مكان ديدييه ديشان في الصيف بعد رحيل الاخير للاشراف على المنتخب الفرنسي خلفاً للوران بلان.
واللافت اكثر انه كان هناك امتعاض او تساؤلات من كثيرين حول قرار ادارة النادي والرجل القوي المدير الرياضي جوزيه أنيغو باعتماد بوب مدرباً، وخصوصاً انه عاش فترات مضطربة في كثير من مراحل مسيرته التدريبية، لذا كان هناك تشاؤم كبير لتكرار المشهد الذي ظهر عليه مرسيليا في الفترة عينها الموسم الماضي حيث وقف في المنطقة الحمراء القريبة من قاع الترتيب، وقد انتظر حتى المرحلة السابعة لقطف اول فوز، في فترة تخللتها مشادات اعلامية بين ديشان وأنيغو تركت اثرها السلبي ايضاً.
الواقع ان مرسيليا لم يتغيّر كثيراً لناحية تشكيلة الموسم الماضي لا بل خسر منها عناصر مؤثرة، لكنه يبدو في وضعٍ افضل ومرشح بالتأكيد لانهاء البطولة في مركز افضل من العاشر الذي حصل عليه في الموسم الاخير حيث كان فوزه بكأس رابطة الاندية الفرنسية المحترفة انجازه الوحيد، وقد خوّله اللعب في مسابقة «يوروبا ليغ».
كذلك، بدا تعيين بوب وكأنه قرار متسرّع، اذ لم يكد ديشان يهم بالرحيل حتى تمّ الاتفاق مع المدرب المثير للجدل في القدرات، فهو بعدما خرج مطروداً من بوردو عام 2003، لم يتمكن من انقاذ سانت اتيان ونانت من الهبوط الى الدرجة الثانية. وهذا الامر كان قريباً من التخصّص به عندما اشرف على تولوز رغم انه نجح قبلها في قيادة الفريق لحجز مركزٍ مؤهل الى مسابقة دوري ابطال اوروبا، قبل ان يوقف عمله التدريبي لثلاث سنوات ثم يعود من بوابة مرسيليا...
وما زاد الشكوك حول قدرة بوب على النهوض بمرسيليا هو رحيل عددٍ لا يستهان به من اللاعبين الاساسيين عن الفريق، وتحديداً الكابتن ألو ديارا وستيفان مبيا والاسباني سيزار أسبيليكويتا، في الوقت الذي كان فيه باريس سان جيرمان يبذّر في سوق الانتقالات. الا ان بوب رأى انه ليس بحاجة سوى الى تعويض ديارا في مركز الوسط ــ المدافع طالباً التعاقد مع الانكليزي «المشاغب» جوي بارتون، وذلك وسط اصراره على عدم التخلي عن ايّ كان وخصوصاً ثنائي الهجوم لويك ريمي واندريه ــ بيار جينياك الذي عاد الى مستواه الطبيعي مسجلاً 3 اهداف حتى الآن احدها هدف الفوز ضد مونبلييه حامل اللقب. ويضاف الى الاسمين المذكورين الحارس ستيف مانداندا وبنوا شيرو ومورغان أمالفيتانو، والغاني أندريه أيوو الذي كان مطلوباً من اندية اوروبية عدة ايضاً منها بايرن ميونيخ الالماني وميلان الايطالي.
ولا ضير في القول ان هدوء مرسيليا وابتعاده عن الضجة التي تصاعد صداها من باريس دون سواها، قد افاد الفريق الجنوبي كثيراً، وهذا ما اراده بوب اي ان يكون بعيداً من الترشيحات والحسابات الاساسية ثم يضرب ضربته تماماً كما فعل مع بوردو قبل 14 عاماً. وطبعاً يساعده في هذا الاطار موافقة كل المؤثرين في القرارات على وجوده في منصبه، اضافة الى تقبّل اللاعبين سريعاً لشخصيته، والروح الجماعية الموجودة في الفريق حالياً حيث تحدث عدد من اللاعبين عن اصرارٍ كبير على عدم السماح لباريس سان جيرمان بفرض حكمه بالقوة على الدوري الفرنسي متوعدين ابناء العاصمة بالويلات عند زيارتهم للجنوب حيث سيواجهون المصاعب اكثر من اي وقتٍ مضى.
المهم ان بوب يبقى واقعياً، فهو لا يتحدث حالياً عن اللقب او اي شيء آخر مؤكداً ان النقاط التي حصدها فريقه هي مهمة لانه سيحتاج اليها عندما تصعب احواله في المراحل المقبلة. ضربة معلم أخرى من ذاك الرجل الذي لا تفارق القبعة رأسه فهو يبعد الضغوط اكثر عن لاعبيه تاركاً لهم الجو بارداً لحرق خصومهم على المستطيل الاخضر.



برنامج الدوري الألماني والفرنسي

ألمانيا (المرحلة الرابعة)

- الجمعة:
نورمبرغ - اينتراخت فرانكفورت (21.30)

- السبت:
فورتونا دوسلدورف - فرايبورغ (16.30)
هامبورغ - بوروسيا دورتموند (16.30)
ماينتس - اوغسبورغ (16.30)
شالكه - بايرن ميونيخ (16.30)
فولسبورغ - غرويتر فورث (19.30)

- الاحد:
باير ليفركوزن - بوروسيا مونشنغلادباخ (16.30)
هوفنهايم - هانوفر(18.30)
فيردر بريمن - شتوتغارت (18.30)

فرنسا (المرحلة السادسة)

- الجمعة:
مونبلييه - سانت اتيان (21.45)

- السبت :
باستيا - باريس سان جيرمان (18.00)
سوشو - تروا (21.00)
تولوز - رين (21.00)
بريست - فالنسيان (21.00)
ريمس - نانسي (21.00)
لوريان - نيس (21.00)

- الأحد:
بوردو - اجاكسيو (15.00)
مرسيليا - ايفيان (18.00)
ليل - ليون (22.00)