هي محطة جديدة من سلسلة محطات المواجهة التي تشهدها لعبة السباحة، شأنها شأن عدد كبير من الألعاب. لكن غالباً ما تكون الانتخابات محطة مهمة، وخصوصاً أنها ستُنتج لجنة ادارية ستحكم اللعبة لأربع سنوات. يقود الاتحاد الحالي رئيسته مارسيل برجي التي تشكل مع نائبها كابي الدويهي وأمين سرها فريد أبي رعد «ترويكا» الحكم في اتحاد السباحة. ومن المتوقع أن تستمر هذه المعادلة لأربع سنوات جديدة.
فترجيحات المعسكر الحاكم تشير إلى الحصول على تأييد ما يقارب 17 نادياً من أصل 23 يحق لها التصويت بعد غد في الانتخابات التي ستقام في نادي الرمال عند الساعة 14.00. وترى شخصية اتحادية نافذة أن التجديد للأعضاء منطقي نتيجة الجهد الذي قُدّم في السنوات الأربع الماضية وفق امكانات الاتحاد المادية وأهمها تنفيذ الروزنامة السنوية وفق مواعيدها. ومن المتوقع ومع انتهاء العمل بمسبح الرئيس إميل لحود الأولمبي «والذي من المؤكّد سيكون في عهد اللجنة الادارية الجديدة» فحينها سيتحسن العمل الاتحادي فنياً، بعد التحسن الاداري الذي تمثل في وصول لبنان الى عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي عام 2009 عبر المين العام أبي رعد.
14 مرشحاً أقفل عليهم باب الترشيحات، هم: مارسيل برجي (نادي الرمال)، كابي الدويهي (أكوا مارينا)، أسعد شاهين (أبناء الخليج)، عبود عيسى (كولينا)، عدنان العميل (أشمون غولدن بيتش)، جورج حبايب (الجمهور)، نشأت دياب (أوركا)، عادل يموت (الجزيرة)، فريد أبي رعد (مون لاسال)، محمد صقر (النجاح)، محمد حمدان (العهد)، ميشال حبشي (ساتيليتي)، عصام عوكر (الصفرا)، وطانويس حنين (هوليداي بيتش).
نادي مون لاسال هو الدينامو المحرّك للانتخابات التي من المفترض أن تردّ الجميل لعدد من الأندية والأسماء التي وقفت إلى جانبها ورفضت مساومات من أطراف أخرى؛ إذ تفيد مصادر اتحادية بأن هناك ثمانية أسماء تُعَدّ من الثوابت في انتخابات السبت، وهي: برجي، الدويهي، أبي رعد، العميل، شاهين، حبايب، عيسى وحنين. ما يعني أن هناك نية لترك مقعد شاغر لمرشح العهد محمد حمدان، بانتظار أن تتوضح الصورة اليوم أو غداً مع الإعلان الرسمي لأسماء اللائحة الاتحادية.
هذه التركيبة لا تلقى قبولاً في المعسكر المعارض، وتحديداً في نادي الجزيرة، إذ تفيد مصادر من داخل هذا المعسكر بأن هناك عرفاً كان سائداً حتى ما قبل عام 2008 ويقضي بأن تكون التركيبة الاتحادية مؤلفة من 6 أعضاء مسيحيين و3 أعضاء مسلمين. وقد يكون الكلام من هذا المنطلق رياضياً أمراً غير مقبول بحسب تلك المصادر، إلا أن هذه هي الحال في لبنان. «وانطلاقاً من ضمن العيش المشترك والوفاق الوطني واحترام الآخر فمن المفترض أن تُحترم الأعراف ولا يتكرر سيناريو عام 2008 حين اختل التوازن الطائفي وأدى إلى انسحاب العضو الفائز عادل يموت بسبب عدم دخول عضوين مسلمين آخرين. ويفيد أحد المتابعين للملف الانتخابي بأن هناك أندية وهمية غير فاعلة في اللعبة ستؤدي دوراً في تغليب كفة على أخرى. وإذا أردت معرفة هؤلاء، يمكن أن تعود إلى نتائج البطولات وتعرف الأندية التي لا تشارك بسباحين في المسابقات.
هذا الأمر قد يتكرر السبت إن فاز يموت وحيداً، تفيد مصادر المعارضة؛ إذ إن هناك ستة أندية مسلمة هي: الجزيرة، النجاح، أوركا، 4B، الفجر والعهد، وبالتالي هناك توافق على عدم بقاء أي مرشح فائز في الانتخابات إن لم يكن هناك ثلاثة أعضاء مسلمين. ولا مشكلة لدى الجزيرة تحديداً بأن يكونوا خارج الاتحاد «بل على العكس قد يكون العمل مريحاً أكثر. ففي السنوات الماضية كنا خارج الاتحاد، ورغم ذلك تجد 95% من سباحي المنتخب من الجزيرة، ونحن من يحقق الأرقام القياسية، وحين كانوا يخطئون كنا نعرف كيف نرد عليهم»، يقول أحد المسؤولين في النادي الأبرز في السباحة اللبنانية.
من جهته يوضح أمين سر نادي العهد محمد عاصي أن الأعراف يجب أن تحترم في جميع الاتحادات، ومنها اتحاد السباحة. ومن المفترض أن يكون هناك جلسة اليوم مع أمين سر نادي مون لاسال جهاد سلامة لبلورة الأمور. ونادي العهد من الأندية الحديثة المنضمة إلى اللعبة، وهو يملك مسبحاً وشارك في البطولات، وترى إدارته أنه يحق لها أن يكون هناك عضو يمثلها، بعكس ما يشيع البعض عن رغبة أطراف معينة بأن يكون الأعضاء المسلمون الثلاثة يمثلون جهة معينة لها الأقدمية في اللعبة المائية.



عرض | 3 أعضاء من الأقليّة

كان من الممكن تجنيب اللعبة معركة انتخابية لو جرى السير بالعرض الذي قدمه الفريق الأكثري في اللعبة والمتمثل بمنح الفريق الآخر 3 أعضاء من ضمن خمسة مرشحين لأندية الجزيرة، النجاح، أوركا، الصفرا وساتيليتي. إلا أن هؤلاء أصروا على خمسة أعضاء، ما يعني الأكثرية في اللجنة الإدارية، ثم خفضوا العدد إلى أربعة أعضاء، وهو ما يشكل خطراً على الأكثرية مع احتمال انتقال مرشح هوليداي بيتش طانيوس حنين إلى الجهة الأخرى نتيجة ضغوط من ناديه. وفي ظل هذه الأجواء، كان لا بد من تحرك الفريق الأكثري تجاه الأندية للمحافظة على التفوق العددي، حيث لقوا تجاوباً كنوع من الوفاء لأشخاص لديهم صدقيتهم في العمل الرياضي. ومن هنا أصبح من الصعب التخلي عن هؤلاء حين عادت الأقلية لتقبل بالعرض الأول، لكن بعد فوات الأوان، وخصوصاً نتيجة التزام بعض الأطراف باتفاق في ما بينها.
وترى مصادر متابعة للموضوع أن فشل المعسكر الآخر في تأمين أكثرية في الانتخابات رغم إشاعة كلام على وجود 12 إلى 13 نادياً معهم دفعهم إلى القبول بعرض الأعضاء الثلاثة.