يبدو أن الثورة التي طاولت نادي باريس سان جيرمان الفرنسي لن تقتصر على فريقه الأول الخاص بالرجال، إذ إن فريق السيدات في النادي يشهد حقبة جديدة في مسيرته التي انطلقت عام 1971. وبعدما كان سان جيرمان الأنشط في أوروبا في سوق الانتقالات الصيفية بتعاقده مع نجوم، أمثال السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والبرازيلي تياغو سيلفا والأرجنتيني إيزيكييل لافيتزي، ها هو فريقه الخاص بالسيدات يسير على الخطى نفسها.
التقارير الواردة من فرنسا تتحدث عن صفقات عديدة على درجة من الأهمية قام بها فريق السيدات لنادي العاصمة الفرنسية، حيث عزز صفوفه بالألمانيتين ليندا بريسونيك وأنيكيه كران. وهو لم يكتفِ بذلك، بل عبر المحيط الأطلسي نحو الكرة الأميركية المتطورة على مستوى السيدات، مبرماً أهم صفقاته مع الدولية الموهوبة ليندساي هوران، وضم إليها الكوستاريكية شيرلي كروز.
الأمور لن تتوقف عند هذا الحد، إذ ثمة همس في فرنسا بأن سان جيرمان سيضرب ضربته الكبرى في الانتقالات الشتوية عبر ضم النجمة هوب سولو حارسة مرمى منتخب الولايات المتحدة حالياً وليون سابقاً.
ويشير جان ــ كلود بلان المدير العام لفريق السيدات أن لاعبات سان جيرمان حصلن للمرة الأولى على عقود احترافية، وللدلالة على مدى الاهتمام بقطاع السيدات في النادي، فإن بلان لا يخفي بأن مسؤولي النادي سيكونون موجودين في المباريات، كما أن مالك النادي القطري ناصر الخليفي سيحضر التدريبات.
ولا يخفي المسؤولون في قطاع السيدات في باريس سان جيرمان أن الهدف من هذه التعاقدات هو تحقيق لقب الدوري الفرنسي والمنافسة بقوة في دوري أبطال أوروبا، حيث وُضعت ميزانية بقيمة 4,5 ملايين يورو لهذه الغاية وهو رقم مهم في كرة القدم لدى السيدات.
ولم يسبق لفريق السيدات في سان جيرمان الفوز بالدوري الفرنسي، حيث كانت أفضل نتيجة له حلوله ثانياً في الموسم الماضي ليضمن مشاركته في دوري أبطال أوروبا، إضافة الى تحقيقه كأس فرنسا عام 2010، وهو يتطلع إلى كسر احتكار ليون للكرة الفرنسية والأوروبية بعدما توّج الأخير باللقبين المحلي والقاري في الموسم الماضي، علماً بأنه يسيطر على «ليغ 1» منذ 6 سنوات.
إلا أن الواقع المستجد لفريق السيدات في نادي العاصمة الفرنسية لم يَرُق جان ميشال أولاس رئيس ليون، الذي انتقد ما أبرمه الزرق من صفقات على غرار الانتقادات التي طاولت فريق الرجال للسبب عينه. وقال أولاس: «أنا على يقين من أن سان جيرمان يلعب لعبته الآن لدى السيدات. هذا التطور بإمكانه أن يزيد الدوري قوة، لكنني لست متفقاً مع خطواته. أعتقد أنهم سيركّزون في الشتاء على التعاقدات مع لاعبات أميركيات، وتحديداً مع الحارسة هوب سولو التي لعبت معنا حوالى 7 سنوات».
إذاً نادي ليون، الساعي الى لقب سابع متتالٍ لدى السيدات، على غرار ما فعله فريقه لدى الرجال، بدأ يتحسس رقبته جراء «هجمة» سان جيرمان، وإن كانت هذه الأخيرة تصبّ في مصلحة زيادة المتعة في البطولة المحلية، ومن ثم الأوروبية، وهذا ما يبدو جليّاً بإقدام الاتحاد الفرنسي لكرة القدم عبر إلحاح رئيسه نويل لو غراي على زيادة عدد المباريات المنقولة تلفزيونياً في بطولة السيدات.



مدرب جديد

لم يكتف باريس سان جيرمان بتدعيم صفوفه باللاعبات، بل تعاقد مع مدرب جديد هو فريد بونستيتي الذي اعتبر أن ما يحدث في نادي العاصمة الفرنسية بمثابة «مغامرة جميلة»، مشيراً إلى أن الهدف هو أن يكون فريق السيدات في النادي مشابهاً لفريق الرجال، لافتاً إلى الحاجة للتعاقد مع مهاجمة عالمية.