مرة جديدة تكون كرة القدم اللبنانية عند الموعد ويثبت أحد عشر لاعباً انهم قادرون على تناسي كل موبقات المشاكل اللبنانية اليومية ليرسموا بسمة على شفاه اربعة ملايين في الداخل وأضعافهم في الخارج ليسطر منتخب «رجال الارز» أول فوز له في الدور الرابع الحاسم من تصفيات القارة الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم جاء على حساب الضيف الايراني بهدف حمل توقيع رضا عنتر أمام 12 ألف متفرج تقدمهم وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي ورئيس لجنة الشباب والرياضة البرلمانية سيمون ابي رميا والسفير الايراني غضنفر ركن آبادي وأركان السفارة ورئيس اتحاد هاشم حيدر وأعضاء الاتحاد ورؤساء أندية وفاعليات رياضية.
وعشية عيد ميلاده، أهدى عنتر اللبنانيين أثمن الأهداف لتختلط الامور في المجموعة الثانية مجدداً حيث ألحق اللبنانيون أول هزيمة بالنمور الايرانية ورفعوا رصيدهم الى أربع نقاط ليتساووا معهم ومع قطر خلف كوريا الجنوبية المتصدرة بـ7 نقاط اثر تعادلها ومضيفتها اوزبكستان 2-2.
المدينة الرياضية لم تمتلئ كما يجب، ولم يحضر الجمهور بكثافة على غرار المباريات السابقة لا سيما اثر الفوز على كوريا الجنوبية في تشرين الثاني الماضي، كما ان عدداً كبيراً منهم انتقدوا المدرب ثيو بوكير وهتفوا لايران، لكن الفوز الذي تحقق جعل بوكير يُسكت منتقديه وإن حددهم في المؤتمر الصحافي في الجمهور فقط وليس الاعلام أو الاتحاد. وبالعودة الى المباراة فنياً، عرف المنتخب الوطني كيف يطفئ هالة الايرانيين ويتفوق على خبرتهم بتشكيلة جديدة عمادها الشباب بعد عملية «تطهير» كبيرة قام بها، وكسب الرهان على حارس نوركوبينغ السويدي عباس حسن الذي تألق فوق العادة فارضاً نفسه نجماً للمباراة وبالتالي للمرحلة المقبلة. أما خط الدفاع بقيادة الثنائي يوسف محمد وبلال نجارين، فأجهض خطورة علي كريمي ومسعود شجاعي ومنع الماء والهواء عن المهاجمين بينما «المقاتل الشرس» وليد اسماعيل أجاد كظهير ومعه علي حمام في الناحية الأخرى. أما خط الوسط، فكان متألقاً، «الارتكاز» هيثم فاعور كان ركناً أساسياً في الفوز وعلى الرغم من تحامله على وجعه قام بواجباته على اكمل وجه، بينما التناغم المثالي بين عنتر وعطوي وأمامهم مثلث خطر تكوّن من حسن معتوق ومحمد حيدر وحسن شعيتو، هذه التشكيلة دفعت المدرب البرتغالي لايران لأن يخرج عن طوره ويفقد أعصابه خصوصاً ان النقمة ازدادت عليه في ايران، وتعرض بالسباب للإعلاميين في المؤتمر الصحافي بعدما قدم حججاً واهية للخسارة، منها الوقت الإضافي وأرض الملعب وتألق الحارس اللبناني، دون ان يحمل المسؤولية على عاتقه أو ان يحمّلها للاعبيه الذين لم يقدموا جزءاً بسيطاً من الاداء المعروف عنهم، فباستثناء جواد نيكونام كان اللاعبون الايرانيون «خارج التغطية» إذ انهم لم يسيطروا بالشكل الكبير واستعملوا الخشونة، وفرصهم لم تصبح خطيرة إلا في الوقت المتأخر، لكن براعة الحارس اللبناني بددت أمل العودة الى طهران ولو بنقطة.
ومرة جديدة يثبت اللاعب اللبناني انه قادر على مقارعة الجميع دون استثناء، فبالأمس كوريا واليوم ايران ولم لا غداً مع أعتى القوى الآسيوية وصولاً الى العالمية. واكد بوكير في حديثه للصحافيين ان العمل بهذه الوتيرة ودون معوقات، وتقديم الامكانات المطلوبة ستجعل المنتخب يقدم النتائج الطيبة مستقبلاً.
ايجابيات كبيرة خرج منها المنتخب بهذا الفوز وهذا ما يجب على الدولة واتحاد الكرة ان يبنوا عليه للمباريات المقبلة وللمستقبل لتطوير الكرة اللبنانية والوصول الى ابعد ما يكون من مسابقات قارية وعالمية، وينبغي العمل على أكثر من جبهة ليكون التحضير ملائماً للمباريات الاربع الاخيرة خصوصاً ان ثلاثاً منها تلعب خارج الأرض والوحيدة في بيروت ستكون ضد كوريا. وبالطبع الامل حالياً في الوصول الى البرازيل كبيراً جداً، وكما فزنا على كوريا وايران والامارات والكويت، نحن قادرون على تكرار الامر إنما يتطلب هذا الجهود من الجميع دولة واتحاداً وجمهوراً واعلاماً ومؤسسات. والمباراة المقبلة ستكون ثأرية ضد قطر في 14 تشرين الثاني المقبل لا سيما بعد الكلام الذي ذكر في بعض المواقع الماليزية عن قيام لاعب لبناني بتسهيل مهمة الفوز القطري، وهذا ما أشار اليه بوكير أمس. والامر المؤسف الذي يجب ان يراعيه الاتحاد في مناسبات أخرى هو التنظيم الذي لم يرتق الى حجم المناسبة، والحل بإبعاد «الازلام والمحاسيب» عن هذه المهمة.
وفي المجموعة الثانية، ابتعدت اليابان في الصدارة بفوزها على العراق 1-0، فيما حقق المنتخب الاردني نتيجة لافتة بتغلبه على نظيره الاوسترالي 2-1 في عمان ليحيي آماله في هذه المجموعة ملحقاً الهزيمة الاولى بمنتخب «الكنغارو». وتتصدر اليابان بـ10 نقاط أمام الاردن بـ4 وتتساوى استراليا مع العراق وعمان بنقطتين لكل منها.