بين تلويح فرقٍ بالانسحاب من كرة القدم للصالات وبقاء أخرى في موقفٍ ضبابي، دخلت اللجنة الخاصة بالفوتسال كلاعبٍ أساسي على خط التطورات الحاصلة مع سلسلة من النقاط التي ترى ان اقرارها سيكون ضرورياً من اجل الابقاء على الصورة المشرقة للعبة وادخال عامل الاستقرار اليها لتكون بمنأى عن أي هزة في المستقبل. من هنا، يُنتظر ان يرفع رئيس اللجنة سمعان الدويهي كتاباً الى اللجنة العليا في الاتحاد اللبناني لكرة القدم على هامش اجتماعها الاسبوعي اليوم، لتوضيح واقع الصورة التي وصلت اليها اللعبة عشية انطلاق الموسم الجديد. وهذا الكتاب سيكون الخطوة الاولى نحو اجراءات ستتخذ في المرحلة المقبلة، واهمها تطعيم اللجنة العاملة بوجوهٍ يفترض ان تعطي اضافة ايجابية في مجالات مختلفة، وذلك لمواكبة المرحلة المقبلة حيث ستتسع دائرة العمل.
الا ان الأهم يبقى الكتاب المفصلي الذي سيقدّمه الدويهي اليوم، وفيه طلبات حاسمة، منها تطويري سيلقى ترحيب الجميع في عائلة اللعبة، وأخرى قد يراها البعض قاسية، بعكس أهل اللعبة الذين يرون فيها اجراءً احترازياً وضرروياً لتجنيب اهدار سنوات طويلة من العمل وحماية اللعبة من اي خضات.
وعلى خلفية بقاء الموقف غير الواضح لبعض فرق الدرجة الأولى في ما خصّ مشاركتها من عدمها في بطولتي الدوري والكأس، الامر الذي قد يلحق ضرراً لا يعوّض، سيكون أول الطلبات رفع عدد فرق الدرجة الأولى الى 12 فريقاً، بحيث يتمّ ترفيع 4 فرق من الدرجة الثانية، وهو أمر سيجنّب دوري الأولى الانطلاق بنصابٍ منقوص، وسيتماشى مع طلب الاتحاد الآسيوي الذي كان قد توجّه الى الاتحادات الناشطة في الفوتسال بوجوب رفع عدد فرق الدوري تدريجياً، بما يتناسب مع المعايير التي تخوّل هذه البلدان المشاركة في بطولة الأندية الآسيوية، على ان يزور لبنان قريباً للاطلاع على الاوضاع العامة والخطوات المتخذة.
أما الطلب الثاني فيحاكي مسألة انسحاب بعض الفرق، والتي شهدتها بطولة الأولى منذ انطلاق اللعبة من دون تتأثر بشكلٍ كبير لدخول فرقٍ أخرى مكانها في مجال العمل الجديّ، لذا سيتم طلب رفع قيمة العقوبة المالية المفروضة على الأندية المنسحبة من البطولات الرسمية، وتحديداً تلك التي تعلن انسحابها عشية انطلاق البطولات أو بعد انطلاقها، وذلك لعدم وجود قانون يلزم هذه الفرق بتأكيد مشاركتها خلال مدة زمنية محددة. كذلك، سيرتبط الطلب الثالث بهذا المحور ويصوّب على عدم قبول أي شخص أو مؤسسة غير معروفة الانضمام الى نشاط الفوتسال مستقبلاً، إذ يفضّل قبول مؤسسات أو اندية ذاع صيتها، بفعل امتلاكها الضمانات للاستمرار.
ويعتبر الدويهي ان هذه الاجراءات هي مناسبة للحفاظ على المستوى الفني والجماهيري التي وصلت اليه اللعبة، أقله في الموسمين الاخيرين، مؤكداً ان «انسحاب اي فريقٍ لا يستدعي اعلان حالة الطوارئ، اذ ان اللعبة مستمرة بلاعبيها الذين هم من صنعوها بالدرجة الأولى، وبالتالي هم لهم الكلمة الفصل في تحديد مسارها». ويذهب الدويهي الى ابعد من ذلك عندما يوضح «ان تحوّل اي لاعبٍ من الفوتسال الى كرة القدم يندرج ضمن الارتباط الأزلي بين اللعبة الأم وتلك المنبثقة عنها، اذ غالباً ما كانت الفوتسال في البلدان المتطورة الرافد الأساس لكرة القدم ناحية تغذيتها بأفضل مواهبها، وقد شهدنا هذا الامر في البرازيل مثلاً مع نجومٍ مثل رونالدينيو وروبينيو وغيرهم»، ومشدداً على ان من ايجابيات التطورات الأخيرة هو توزّع اللاعبين على فرقٍ
مختلفة.