يمكن وصف انتقال لاعب الوسط الاسباني خافي مارتينيز الى بايرن ميونيخ الالماني بـ «المسلسل التركي» نسبة الى طول الفترة التي استغرقتها المفاوضات لنقله الى مقاطعة بافاريا، لكن من دون شك كانت النهاية «أميركية»، اذ انتصر البطل وحصل على مراده فتخلّص من الادارة «الشريرة» لناديه السابق أتلتيك بلباو، التي ارادت وضعه في الأسر لتمرّده، بعدما طلب الالتحاق بـ «هوليوود الكرة الالمانية» الذي حرره بشيك قيمته 40 ملوين يورو.
ولولا الرقم المذكور لما كان قد حُكي الكثير عن هذه الصفقة والسؤال اكثر عن هذا اللاعب الذي يعدّ مجهولاً بالنسبة الى الكثيرين من الالمان، رغم انه حمل شارة قيادة منتخب اسبانيا للشباب، لا بل أكثر فهو فاز مع المنتخب الاول بلقبي كأس العالم 2010 وكأس اوروبا 2012.
والسؤال المشترك كان هل يستحق «مستر أكس»، بحسب ما وصفته الصحافة الالمانية التي يبدو انها تجهل قدراته، هذا المبلغ؟
سؤال ربما يمكن الاجابة عنه من خلال ما قدّمه مارتينيز في الموسم الماضي مع أتلتيك بلباو، وتحديداً في الدوري الاسباني ومسابقة «يوروبا ليغ»، حيث كان حجراً اساسياً في تشكيلة المدرب الارجنتيني مارتشيلو بييلسا، ما ابقى على ثقة مدرب المنتخب فيسنتي دل بوسكي به، فاستدعاه ليشارك في انجازٍ آخر لمنتخب «الغضب الاحمر». وبالفعل، كان هذا اللاعب نشطاً جداً في خط الوسط مضطلعاً بدور دفاعي وآخر هجومي مساند، وذلك بفضل لياقة بدنية عالية يرافقها طول فارع، وهما امران اساسيان للاعب في مركزه.
لكن الاهم من كل هذا ان بايرن ميونيخ يحتاج إلى لاعب من هذا النوع. وهنا الكلام عن نقاط عدة في هذا المجال، أولاها يختص بحاجة الفريق البافاري الى لاعب يجيد أداء الدور الذي يشغله مارتينيز في الوسط، وخصوصاً في المجال الدفاعي. والاهم ان بايرن عانى في الموسم الماضي كثيراً في مجال عدم وجود بدلاء مثاليين لبعض المفاتيح الاساسيين، اذ عند اصابة باستيان شفاينشتايغر لم يكن هناك من يستطيع ملء الفراغ، ولو ان البرازيلي لويز غوستافو والدولي طوني كروس قاما بمجهود جبار لحمل الفريق على أكتافهما.
وانطلاقاً من مسألة النقص الذي أثّر على بايرن في الامتار الاخيرة في الموسم الماضي، فخسر القاب الدوري والكأس المحليين، ودوري ابطال اوروبا على ملعبه، يمكن الحديث عن اهمية ضم «جوكر» بكل ما للكلمة من معنى، اذ ان مارتينيز يمكنه ان يكون بديلاً لأي لاعب وسط وطبعاً لأي قلب دفاع.
ومسألة «الجوكر» كانت دائماً حاسمة في نجاحات بايرن في العصر الحديث، اذ في السنوات الذهبية التي عاشها كان لديه دائماً لاعب بهذه الصفقات، امثال لوثار ماتيوس والسويسري شيرياكو سفورزا وينس يريميز. وطبعاً لم يجد المدرب يوب هاينكس اياً من هؤلاء في غوستافو او البلجيكي دانيال فان بويتن او الاوكراني أناتولي تيموتشوك، إذ فشل كلٌّ منهم في احد المجالين، فضلاً عن تقديمهم مستوى غير ثابت، وهو امر مقلق الى ابعد الحدود بسبب اضطلاعهم بمركزين حساسين جداً.
كذلك، يمكن استبعاد مسألة عدم نجاح مارتينيز في بايرن او عدم افادته الفريق، لان هاينكس يعرف تماماً اللاعبين الاسبان ومدى جودتهم وهم الذين يعدون اكثر الموهوبين بين لاعبي الوسط في العالم. والاهم انه يعرف نوعية القادمين من مصنع بلباو او الاكاديمية المعروفة باسم «ليساما» التي بدأت تجاري الاكاديمية الاشهر في بلاد «الليغا»، وهي «لا ماسيا» التي كتب برشلونة من خلالها التاريخ.



المرحلة الثانية| بايرن ودورتموند لانتصار ثانٍ


سيكون اختبار بايرن ميونيخ في المرحلة الثانية من الدوري الالماني لكرة القدم، التي تُفتتح الليلة في مواجهة ضيفه شتوتغارت الاحد، راصداً فوزه الثاني بعد سحقه غرويثر فورث في افتتاح الموسم.
بدوره، يسعى بوروسيا دورتموند حامل اللقب في الموسمين الأخيرين الى تحقيق فوز ثانٍ ايضاً عندما يحل ضيفاً على نورمبرغ. الذي حقق افتتاحاً فوزاً هاماً على ارض هامبورغ.
وستتجه الانظار الى مباراة فورتونا دوسلدروف الصاعد الى الدرجة الاولى مع بوروسيا مونشغلادباخ، بعد تألق الاول وفوزه على ارض أوغسبورغ بثنائية رائعة لمهاجمه داني شاهين (الصورة).
وتفتتح المرحلة الليلة بلقاء ماينتس مع غرويثر فورث (الساعة 21.30 بتوقيت بيروت)، وتستكمل غداً بمباريات باير ليفركوزن مع فرايبورغ، وفيردر بريمن مع هامبورغ، وهوفنهايم مع فرانكفورت (16.30)، وفورتونا دوسلدورف مع بوروسيا مونشنغلادباخ (19.30)، والاحد بمباراة فولسبورغ مع هانوفر (16.30)، وبايرن ميونيخ - شتوتغارت (18.30).