«كلام بيان الصباح يمحوه اتصال العصر». هذه العبارة يمكن أن تصف واقع ادارة الأنصار التي أرسلت بياناً صباح أمس تضمن مقررات اجتماع اللجنة الادارية للنادي الذي عُقد برئاسة رئيسها كريم دياب وحضور غالبية الأعضاء. فالبند الأول من البيان تطرق الى موضوع الأحداث التي شهدتها مباراة النجمة والأنصار على الصعيد الجماهيري. بيان ما لبث أن سُحب من الإعلام عصراً عبر اتصال من المسؤول الإعلامي للنادي الزميل عباس حسن الذي أشار الى أن بياناً مشتركاً سيصدر عن ادارتي الناديين النجمة والأنصار حول موضوع الجمهور. هي أقرب الى «زلّة قدم» تكررت مع ادارة نادي الأنصار التي تطرق في بيانها الى ظاهرة لافتة، لكن قد يكون مضمون الكلام هو الذي أثار حفيظة ادارة النجمة التي كانت تُعدّ لبيان مضاد رداً على تحميلها المسؤولية.
فالنجماويون مقتنعون بضرورة التحرك لحل مشكلة بعض من جمهورهم، ولهذا السبب شُكِّل مكتب جديد للجمهور مؤلف من أشخاص فاعلين على الأرض، كبهيج قبيسي ووسام بليق وغيرهما من أبناء النادي. وقد يكون هذا ما أزعج ادارة النجمة التي تعمل جاهدة مع روابط الأندية الأخرى لحل موضوع الجمهور والفلتان الحاصل على المدرجات.
لكن الإحراج الأنصاري أمس كان كبيراً، إذ ليس من اللائق سحب بيان أُرسل الى الإعلام، وخصوصاً أنه جاء نتيجة ضغوط على ادارة النادي التي بدت مصممة ظهراً على بيانها ومقتنعة به، وخصوصاً بعد الاتصال بأمين السر وضاح الصادق. وما دامت ادارة النادي غير قادرة على حماية بياناتها، أو لا تعرف أبعاد قراراتها، فمن الأفضل، في حالات مماثلة وحين يكون الموضوع يتعلّق بـ«محظورات»، عرض الموضوع على المراجع المختصة للموافقة عليه. كذلك إن ادارة الأنصار تضع الإعلام في حيرة لدى وصول أي بيان من النادي خوفاً من التراجع عنه، فيضطر البعض الى التريّث قبل نشر البيان بانتظار معرفة ردود أفعاله. واللافت أن تبرير سحب جزء من البيان هو لعدم خلق شرخ بين جمهور الناديين وإيجاد حساسية بينهما، على اعتبار أن جمهوري الفريقين «أخوة وأشقاء وأحباب وهناك توأمة بينهما!».
المهم أن ادارة الأنصار طلبت شطب جزء من بيانها، بانتظار بيان جديد. أما الجزء الآخر المسموح نشره، فيتعلق بأمر مهم أيضاً قررته الإدارة، هو «فتح باب الانتساب إلى الجمعية العمومية ودعوة كل محبي النادي إلى تقديم الطلبات في مقر النادي في الطريق الجديدة أو لدى مدير النادي بلال فراج في الملعب على طريق المطار، مع التذكير بأن قيمة الانتساب هي خمسمئة ألف ليرة لبنانية». ويأتي القرار انطلاقاً من «تأكيد الدور الأساسي للجمعية العمومية في عملية الرقابة وتحديد استراتيجية النادي والموافقة على عمل الادارة. ومن هذا المنطلق، وفي اطار انتقال النادي تدريجاً الى المؤسساتية، من الواجب تفعيل عمل الجمعية العمومية لتتمكن من القيام بواجبها على أكمل وجه».
وقررت الهيئة الإدارية تعيين وليد كجك رئيساً للرابطة المركزية لجماهير النادي، تماشياً منها مع الاتجاه الاحترافي للعبة في لبنان، وهي شكرت الرابطة المستقيلة على المجهود الكبير الذي بذلته لإعلاء شأن النادي، وتمنت على الجميع الوقوف إلى جانب الرئيس الجديد للرابطة لنجاحه في مهمته وعودة الجماهير إلى أرض الملعب في الموسم الجديد.
وأبدت الهيئة الإدارية ارتياحها للأجواء العامة التي رافقت فترة الإعداد الأولى وإقفال ملف اللاعبين الأجانب مبكراً، وخاصة أن النادي تنتظره استحقاقات الدوري والكأس المحليين وكأس الاتحاد الآسيوي.