تحتضن مدينة لاس فيغاس الأميركية بطولة مستر أولمبيا نهاية شهر تشرين الأول 2012، حيث يشارك في هذه البطولة أبطال العالم المحترفون أصحاب المراكز الأوائل في بطولة عديدة، إضافة الى خمسة لاعبين من أصحاب المركز الثاني في البطولات كان البطل اللبناني محمد بنوت أحد هؤلاء، ليحصل على شرف المشاركة في أهم حدث لكمال الأجسام. وإنجاز بنوت في هارتفورد هو الثاني في تاريخ الرياضة اللبنانية بعد البطل سمير بنوت عام 1983.
لكن في لبنان غالباً ما تموت الأحلام قبل أن تولد، وهذا ما قد يحصل مع بنوت الذي سيرسل كتاباً الى الاتحاد الدولي يعتذر فيه عن عدم المشاركة، أما السبب فهو «ما معي حق التيكت ولا مصاريف المشاركة»، يقول بنوت لـ«الأخبار». فالمشاركة تتطلب 15 ألف دولار شهرياً نتيجة المصاريف الكبيرة من نوعية طعام معيّنة ومكملات غذائية وأدوية، وهي كلفة تفوق قدرة بنوت الذي يستطيع المشاركة في بطولة واحدة كل عام، لكن ليس في بطولتين. ويبدو أن جميع السبل قد سدّت في وجه بنوت باستثناء وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي وكازينو لبنان، إذ إن جميع الجهود التي بذلت للبحث عن رعاة مموّلين باءت بالفشل، ما عدا مساعي كرامي الذي قدّم له مساعدات سابقاً ووقف الى جانبه كثيراً، وصديق بنوت هشام ناصر الذي يحاول أن يؤمن للبطل اللبناني رعاية عبر كازينو لبنان الذي سبق أن قدم مبلغ 18 ألف دولار دعماً له في بطولة هارتفورد.
والمؤسف أن بنوت مضطر إلى العمل في ثلاث وظائف إضافة الى إعطاء دروس خصوصية في الموسيقى كي يستطيع تأمين تكاليف الإعداد للبطولات. وهو يتوقف طويلاً عند دعم رئيس مجلس النواب نبيه بري له، لكون إحدى وظائفه في مجلس النواب، ويقدم بري له تسهيلات كبيرة في العمل.
ويكشف بنوت عن صعوبات رياضته ومتطلباتها خصوصاً على صعيد الغذاء، إذ إنه لا يحق له سوى تناول البروتينات من لحوم ودجاج وسمك وبيض، وهو لا يتناول الطعام المعتاد على مدار السنة. وتنعكس متطلبات اللعبة على نمط حياته الذي هو على حساب عائلته التي تسانده وتدعمه وتقدم التضحيات، حيث إنها لا تعيش مثل كل العائلات على الصعيد الاجتماعي. فبنوت متفرّغ للرياضة ويصل معدل تدريبه يومياً الى ثلاث مرات قبل البطولة اضافة الى النوم والأكل في أوقات محددة، ويخضع للتدريب على يد مدرب أميركي من أصل لبناني هو جورج فرح خلال شهرين قبل أي بطولة في الولايات المتحدة.
ولا يطلب بنوت أي أموال، بل رعاية رسمية تساعده على تحقيق الانجازات التي يرى أنه قادر عليها. فهو فاز على لاعبين يتقاضون أموالاً طائلة ويتم تأمين جميع مستلزمات التدريب في أهم النوادي، الا أنه يتفوق عليهم بالارادة والعزيمة رغم الظروف الصعبة.
وستكون الأيام المقبلة حاسمة بالنسبة إلى حلم بنوت، فإما أن تُقدم الأموال عبر مساعي كرامي وكازينو لبنان، وإما أن يكون «الكتاب المر» بالانسحاب. لكن هذا لن يكون نهاية مشوار بنوت، بل على العكس، بل سيكون دفعاً إضافياً للإعداد لبطولة عام 2013 التي سيشارك فيها بنوت، ويحرز لقبها، وهذا أمر متأكد منه البطل اللبناني.
لكن هل يستطيع تأمين الأموال لذلك؟