لم يكن الخلاف بين الحكمة والاتحاد اللبناني الأول في لعبة كرة القدم التي شهدت خلافات عدة بين أندية واتحادها، لكن جميعها كانت تحلّ داخل أسوار اللعبة. هذه المرة كان مسار الأزمة مختلفاً وجرى حلّها في مكتب قاضٍ مدني هو قاضي الأمور المستعجلة في بيروت نديم زوين. فهل هذا يعني أنه أصبح بإمكان الأندية التوجّه الى القضاء المدني عندما يحصل خلاف مع اتحاد اللعبة؟ «طبعاً إيه» يجيب أحد المتابعين للأزمة لكنه يكمل مستطرداً «إلا أنه سيشطب من عائلة كرة القدم». فالاتحاد اللبناني لا يقول أنه لا يحق لأي ناد التوجه الى القضاء المدني، فهذا مخالف للدستور إذ يحق لأي شخص أو شخصية معنوية على الأراضي اللبناني التوجّه الى القضاء، لكن بالنسبة للأنظمة اللبنانية الكروية والمتوافقة مع نظام الفيفا لا يحق للمنضمين الى العائلة الكروية التقاضي في المحاكم المدنية.
فهناك محاكم رياضية مستعدة للبت بالقضايا، وهذا ما حصل مع رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام الذي توجه الى محكمة التحكيم الرياضي «التاس» للبت في قضيته ولا يتوجه الى محاكم المدنية.
ويبدو من مسار الأحداث منذ تقديم الدعوى لدى القاضي زوين أن هدف الأخير كان التسوية بعد أن اطّلع على التفاصيل واستوضح مسألة عدم السماح باللجوء الى القضاء وعلاقة الموضوع بأنظمة الفيفا. ويقول المتابع للقضية إن الأمين العام للاتحاد جهاد الشحف أوضح للقاضي زوين أن أي قرار سيصدر عنه بحق الاتحاد سيتم ارساله الى الفيفا الذي بدوره سيقوم بإبلاغ لبنان بتجميد عضويته، وهو أمر لم يكن يعرفه زوين. أضف الى ذلك أن القاضي من البداية كان يرغب بحل الموضوع حبياً خصوصاً مع كلامه أن اتحاد اللعبة شخصية معنوية لا يمكن هزها كيفما حصل.
ومن هنا كانت التسوية بسحب الدعوى وتوجّه الحكمة نحو لجنة الاستئناف وفض النزاعات لسؤالها حول ما قام به الاتحاد على صعيد الجمعية العمومية وقرارها. وهنا قد يكون رد لجنة فض النزاعات بأن ليس من صلاحيتها البت في الموضوع. وهو أمر أثير خلال الاجتماع بين الاتحاد والحكمة والقاضي زوين. إذ جرى الاتفاق على الالتزام بقرار لجنة الاستئناف لكن في حال لم تقبل البت في الموضوع فحينها طالب ممثل الحكمة المحامي جان حشاش بالعودة الى القضاء اللبناني لكن رد القاضي زوين كان واضحاً «هذا الموضوع لن يفتح مجدداً في هذا المكتب. وفي حال رفضت لجنة الاستئناف فعلى الحكمة التوجه الى المحاكم الرياضية». لكن هذا الكلام ينفيه مصدر مطلع آخر مؤكداً أن محامي الحكمة لم يسمع هذا الكلام.
حشاش يرى أن الحكمة فتح الباب أمام الأندية للتوجه نحو القضاء، لكن الاتحاد يؤكّد استحالة الموضوع فالشطب سيكون جاهزاً تنفيذاً للقانون، وهو ما كان سيحصل أول من أمس في اجتماع اللجنة العليا الذي تم تأجيله بانتظار ما سيصدر عن الاجتماع مع القاضي زوين، وهنا تؤكّد شخصية بارزة أن الاتحاد كان من المستحيل أن يشطب الحكمة.
لكن الاتحاد يعتبر أن هدفه الرئيسي قد تحقق في الموضوع وهو سحب الدعوى وبالتالي لم يخرج منكسراً، أما بالنسبة للجوء الحكمة الى لجنة الإستئناف فالاتحاد لم يعلن ابداً أن هذا ممنوع، بل يعتبر أن هذا حق من حقوق الأندية.



استقالة حشاش من الحكمة

قدّم أمين سر نادي الحكمة جان حشاش استقالته شفهياً الى رئيس النادي إيلي مشنتف أمس في خطوة مفاجئة، بررها حشاش بـ«متطلبات العمل وإفساحاً في المجال أمام شخصية أخرى لتأتي وتعمل». وتفهّم مشنتف مبررات حشاش الذي تكلّم معه أولاً بالموضوع، دون أن يحسم رئيس الحكمة المسألة افساحاً في المجال أمام مساع تجري لبقاء حشاش في مركزه.