كالعادة يخبو وهج كرة القدم امام الرياضات الاخرى في الالعاب الاولمبية، إذ إن القادمين من زيارة العاصمة الانكليزية لندن التي ستستضيف الحدث ابتداءً من 27 الحالي يروون كيف أن الملصقات العملاقة لرياضيي السباحة والعاب القوى وغيرها تغزو الشوارع، وذلك من دون وجود اي حضور للنجوم الذين سيمثّلون منتخبات اللعبة الشعبية الاولى في العالم. وهذا الامر يترافق مع عدم نفاد تذاكر حضور مباريات المسابقة الكروية بعكس المسابقات الاخرى التي بيعت بسرعة قياسية حيث تعارك المشترون للحصول عليها.
وتبدو لافتة مسألة إدارة البريطانيين تحديداً ظهرهم لهذه المسابقة، فهي ستشكل حدثاً تاريخياً بالنسبة اليهم لكونها ستقدّم للمرة الاولى منتخباً موحّداً يضم لاعبين من انكلترا وويلز واسكوتلندا وايرلندا الشمالية، وهم الذين آزروا موحّدين منتخب الركبي مثلاً، والاهم عشقهم لكرة القدم ولبطولاتهم الوطنية التي قدم منها هؤلاء اللاعبين الذين اختارهم المدرب ستيوارت بيرس للدفاع عن الوان بريطانيا.
لكن الحقيقة ان مسابقة كرة القدم كانت دائماً في ظل الرياضات الاخرى في الالعاب الاولمبية، لكنها الآن يفترض ان تحظى باهتمام اكبر، وهناك اسباب عدة لهذه المقولة، وذلك بغض النظر عن ردّ فعل البريطانيين تجاهها، إذ ان هؤلاء انقسموا أصلاً بين مؤيدٍ ومعارض عند إقرار الدفع بمنتخبٍ بريطاني موحّد ثم لم يعرفوا اي شيء عن خيارات بيرس او شكل منتخبه، وخصوصاً ان التركيز كان كلّه حول اسم واحد هو ديفيد بيكام، وسط سؤال عمّا اذا كان سيكون ضمن التشكيلة أو لا.
اذاً بعيداً عن البريطانيين لا بدّ أن يهتم العالم كلّه بهذه المسابقة، فهي أولاً تملأ فراغاً كروياً في الفترة الحالية حيث توقفت النشاطات. أضف انها تقدّم الى متابعي اللعبة بشغف فرصة للتعرّف إلى أبرز المواهب الوافدة الى النجومية، وهي بالتأكيد كثيرة مع المنتخبات المشاركة التي لا شك في انها ستستعين بهؤلاء في كأس العالم والبطولات القارية المقبلة. وللتأكيد على اهمية المسابقة يمكن العودة الى العاب بكين 2008 عندما حضر نجوم المنتخب الارجنتيني وعلى رأسهم الثلاثي ليونيل ميسي وسيرجيو أغويرو وكارلوس تيفيز لقيادة بلادهم الى الذهب. كذلك حضر افضل لاعب في العالم سابقاً رونالدينيو مع المنتخب البرازيلي، الذي قيل ان مدربه مانو مينيزيس سيُقال من منصبه في حال عدم عودته بالميدالية الذهبية الى البلاد، لأن تشكيلته قوية وتضم أسماء رنانة، امثال نيمار وهالك والكسندر باتو وتياغو سيلفا. وهذا ما عمل عليه المدربون الآخرون، إذ على سبيل المثال سيحضر خوان ماتا ودافيد دي خيا مع اسبانيا، وادينسون كافاني ولويس سواريز مع الاوروغواي.
البريطانيون وغيرهم من الشعوب لا يدركون ربما ان المسابقة الاولمبية لكرة القدم تبدّل وقعها عند نجوم اللعبة، فها هو بيكام يصاب بخيبة كبيرة لعدم استدعائه الى المنتخب البريطاني، في الوقت الذي كان يهرب فيه أمثاله من هذا الواجب الوطني في الماضي القريب، بينما كان بيرس واضحاً مستبعداً النجم الانكليزي على اعتبار ان المسابقة على قدرٍ عالٍ من الاهمية ولا مكان للعواطف فيها، إذ بطبيعة الحال الميدالية الذهبية الاولمبية هي حلم كل ممارسٍ لأي نوعٍ من
الرياضة.



غيغز يقود بريطانيا

ستمنح شارة كابتن منتخب بريطانيا الى جناح مانشستر يونايتد راين غيغز، وهو احد اللاعبين الثلاثة المسموح بهم فوق سن الـ 23 في تشكيلة المدرب ستيوارت بيرس. وسيقود غيغز المنتخب البريطاني الموحّد للمرة الاولى في مواجهة البرازيل على ملعب ريفرسايد في 20 الحالي.