شهد مقر الاتحاد اللبناني لكرة القدم في اليومين الماضيين حركة على أعلى المستويات مع حضور وفد الاتحاد الدولي لكرة القدم الى بيروت أول من أمس للاجتماع باللجنة المنبثقة عن الاتحاد اللبناني لمناقشة التعديلات التي يطلبها الفيفا على الأنظمة اللبنانية. وحضر الثلاثاء السويسري بريمو كورفارو والأردني نضال حديد اللذان اجتمعا أمس باللجنة الرباعية المؤلفة من الرئيس هاشم حيدر والأمين العام جهاد الشحف والعضوين سمعان الدويهي وأحمد قمر الدين (حل مكان محمود الربعة العضو الرئيسي في اللجنة والموجود في السعودية كرئيس للجنة المنظمة لكأس العرب). واستغرق الاجتماع ما يقارب الخمس ساعات، حيث أن الوفد سيغادر بيروت اليوم عند الساعة السابعة صباحاً.
وجرى مناقشة التعديلات العديدة المطلوبة من الفيفا وفي أبرزها مسألة الأمانة العامة ووجوب أن يكون الأمين العام موظفاً متفرغاً بالاتحاد، اضافة الى طريقة احتساب الأصوات في الجمعية العمومية. وقد يكون الشق الثاني أهم من الأول. فمسألة الأمانة العامة محسومة من الفيفا (حتى لو لم تُحسم من قبل المسؤولين المحليين) في حين أن طريقة التصويت تتطلّب تعديلاً جذرياً في آليتها.
فالمعروف أن الأصوات في لبنان تتوزع على الدرجات الأربع بحيث يتفاوت عدد الأصوات بين درجة وأخرى. فتصويت نادي الدرجة الأولى بستة أصوات، ونادي الدرجة الثانية بأربع أصوات.... وهذا أمر يرفضه الفيفا الذي يرى بأن جميع الأندية يجب أن تكون متساوية في التصويت، بمعنى أن صوت نادي الدرجة الأولى مثله مثل صوت الدرجة الثانية والثالثة والرابعة.
لكن في الوقت عينه، لا يرضى الفيفا أن تكون هناك درجة معنية تسيطر على قرار الدرجات الأخرى. بمعنى أن أندية الدرجة الرابعة الـ 96 لا يمكن أن يتحكموا في عملية الانتخاب ويهيمنوا على قرار الدرجات الأخرى. وبالتالي فإن الفيفا يطالب بأن يكون مجموع أصوات كل درجة متعادلاً بين الدرجات جميعاً مع احتمال أن يكون العدد الإجمالي 58 الى 60 صوتاً للدرجات الأربع.
ومن الأمور التي جرى تداولها مسألة ضرورة وجود لجنة للانتخابات تدير العملية الانتخابية وتكون هي المرجع الوحيد لدراسة الطلبات وتحديد صلاحية كل ترشيح... طبعاً بعد أن تُقدّم الى الأمانة العامة.
ولم تتوقف النقاشات عند هذه القضايا، اذ جرى تداول أمور اخرى كطريقة انتساب الأندية غيرها، إذ أن الفيفا يتحسّب في قوانينه الى أي عملية لتغيير وجه الجمعية العمومية في أي بلد من قبل أي طرف كان.
وأصبحت الكرة حالياً في ملعب الفيفا بانتظار صدور تقريره حول الاجتماعات مع ترقب الى موقفه في حال لم يتم التجاوب مع موضوع تحويل الأمانة العامة الى وظيفة وتداعياته على لبنان. لكن ما هو مؤكّد أن جميع الأطراف في الاتحاد إيجابية تجاه ما قد يفرضه الفيفا، خصوصاً أن اجتماعات سابقة ناقشت طروحات بديلة تحفظ حقوق جميع الأطراف بحيث لا يتعرض أي طرف للغبن أو انتقاص من مكتسباتها.