لم تنجح المساعي التي بذلتها أطراف كروية للوصول إلى توافق في انتخابات منطقة الشمال (سبعة أعضاء) في الاتحاد اللبناني لكرة القدم ليتوجّه المتنافسون إلى الانتخابات يوم الأحد بمشاركة كاملة، أدت إلى اختلال في التوزيع الطائفي «العرفي»، حيث طار مرشّح العلويين سليمان تيشوري (نادي حركة الشباب)، فيما فاز أربعة مرشحين سنّة هم أحمد طوروس، أيمن معاليقي، طارق الرفاعي وعبد الله النابلسي، كذلك فاز إلياس إلياس، عماد طوروس وجوزف بو فرنسيس. وشارك في الانتخابات 32 نادياً من أصل 32، ما عدّه معسكر المرشحين الفائزين أنه يعطي صدقية وشرعية لنتائج الانتخابات، بغضّ النظر عن خروج المرشح العلوي.ويرى أحد المفاتيح الرئيسية في الفريق الفائز أن تيشوري دفع ثمن موقفه حيث كان بإمكانه الفوز لولا أنه تحالف ضد لائحة فردوس والرفاعي ومعاليقي، إذ كان الحديث يوم السبت نهاراً عن وصول النابلسي بدلاً من معاليقي، لكن فردوس والرفاعي علموا مساءً بأن هناك توجهاً من تيشوري للتحالف مع رئيس نادي طرابلس وليد قمر الدين والأب إسطفان فرنجية وتشطيب فردوس والرفاعي لمصلحة النابلسي. هذا التوجه كان بهدف قطع الطريق على وصول ثلاثة مرشحين سنّة إلى مستشار الوزير، ياسر عبوشي، الذي تتهمه أطراف شمالية بقيادة المعركة، فيما يؤكّد الفائزون أن عبوشي لم يتدخّل بتاتاً، وكانت مهمته محصورة بالوصول إلى تزكية بتكليف من الوزير فيصل كرامي، ويكون ذلك عبر سحب معاليقي لمصلحة التسوية، لا أي مرشّح آخر، وتحديداً الرفاعي، كما طُرح خلال المفاوضات.
وهنا يسخر أحد المتابعين لملف الانتخابات عن قرب قائلاً "إذا كان عبوشي لم يتدخل فمن أولم للاندية وأعلن عن كلمة السر" ليختم كلامه "خلاصة الموضوع أن الوعود، وأشدد على كلمة وعود، بالأموال المنتظرة من وزارة الشباب والرياضة أطاحت بالتوافق في الشمال. وأود أن اسأل كيف أن الوزير فيصل كرامي يقبل بأن لا يحصل توافق في المنطقة التي هو منها ويحصل انقسام بهذا الشكل".
لكن الفائزين يؤكّدون أنهم كانوا يعملون لنجاح المرشّح العلوي، وخصوصاً في ظل الظروف الراهنة في الشمال وكي تبقى الرياضة بعيدة عن السياسة، لكن تيشوري انقلب على الاتفاق الذي كان ينص على عدم حضوره في جلسة الانتخاب مع تأكيد فردوس نجاح تيشوري، وفي حال عدم حصول ذلك، فإن فردوس سيستقيل بدوره.
المهم أن العملية الانتخابية أفرزت يوم الأحد خللاً طائفياً حاولت بعض الأطراف الاتحادية معالجته وتحديداً الأمين العام جهاد الشحف وزميله سمعان دويهي عبر ضمان حصول استقالات تتطيح اللجنة الفائزة بهدف إعادة الأمور إلى نصابها بانتخابات تحفظ التوزيع الطائفي العرفي. وحُكي عن استقالات شفهية للنابلسي وبو فرنسيس وطوروس، لكن بقيت الحاجة إلى مستقيل رابع كي يفرط عقد اللجنة. وهنا رفض إلياس الاستقالة، وهو ما أثار حفيظة الدويهي الذي يرى أن إلياس خذله رغم كل ما قدّم له، إضافة إلى أن الدويهي هو من طالب بترشيح إلياس للانتخابات. كذلك حاول الشحف الطلب من معاليقي الاستقالة في اتصال هاتفي صباح أمس، لكن الأخير رفض. وهذا الرفض يستشهد به المصدر المتابع في أن كرامي أو عبوشي لا يريدان التوافق وإلا كانا طلبا من معاليقي الاستقالة.
وعُقدت أمس جلسة من أربعة أعضاء، حيث وزّعت المناصب، فجاء إلياس رئيساً ومعاليقي نائباً للرئيس وفردوس أميناً للسر والرفاعي أميناً للصندوق. وأُبلغت الأمانة العامة للاتحاد بالجلسة، لكن مصادر اتحادية أكّدت عدم قانونية الجلسة بسبب عدم الدعوة إليها من قبل بو فرنسيس الأكبر سناً. ويرد الفائزون بأن الأخير مستقيل، لكن المصادر الاتحادية تؤكّد عدم وجود استقالات خطيّة رسمية في الاتحاد، وبالتالي لا يمكن عقد جلسة بهذه الطريقة.
وهنا ينتظر الفائزون الدعوة إلى جلسة جديدة من قبل بو فرنسيس، متسائلين: «إن لم يستقيلوا ولم يوجهوا الدعوة لعقد جلسة توزيع المناصب فما هو الحل؟». سؤال برسم اتحاد اللعبة الذي اجتمع أمس في جلسته الأسبوعية، ولا شك في أن موضوع الانتخابات كان على طاولة اللجنة العليا التي هي المرجع النهائي لحلّ الموضوع.