صحيح أن فرنسا تبدو سعيدة لعدم تلقيها أي خسارة في مبارياتها الـ 23 على التوالي (وهي الفترة الأطول لفريق مشارك في البطولة) بعد انتهاء لقائها مع اوكرانيا، بيد أن الفرحة الفرنسية تبدو مضاعفة أضعافاً مضاعفة بالفوز في المباراة الرقم الـ 23 في هذه السلسلة، لما له من أهمية في الصراع على احدى بطاقتي التأهل الى الدور الربع النهائي عن المجموعة الرابعة.
في الواقع، استحق الفرنسيون الانتصار الذي حققوه امس على اكمل وجه، علماً انه الاول في نهائيات بطولة كبرى منذ مباراة البرتغال في نصف نهائي مونديال 2006، وبالتحديد منذ 2172 يوماً، بعكس التوقعات، التي كانت تشير الى إمكان أن تقلب اوكرانيا الطاولة على فرنسا، استناداً الى فوزها في المباراة الاولى على حساب السويد. وعلى غرار العواصف الرعدية التي حملت امطاراً في بداية المباراة، وكانت كفيلة بإيقافها لحوالى ساعة من الزمن، فإن الفرنسيين كانوا كالعاصفة في الميدان، تحديداً في بداية الشوط الثاني.




وبدا منذ انطلاق المباراة أن هذه الاخيرة ستسير وفق سيناريو واحد: هجوم فرنسي ودفاع اوكراني مع اعتماد الهجمات المرتدة، وخصوصاً عبر النجم اندريه شفتشنكو، وهذا ما كان متوقعاً نظراً لقوة الفرنسيين اولاً وثانياً لحاجتهم إلى الفوز، فيما لم يكن التعادل ليضر الأوكرانيين على الاطلاق. ولعل الرجل الاول الذي ستوجه إليه الإطراءات من قبل الفرنسيين المعروفين بنقدهم اللاذع هو المدرب لوران بلان. فمن ناحية، اصاب «البريزيدان» بتبديله الأسماء في تشكيلته عندما زج بالظهير الايسر غايل كليشي بدلاً من باتريس ايفرا، وبجيريمي مينيز بدلاً من فلوران مالودا، فمثّل الاول جبهة يسرى نارية مع فرانك ريبيري، فيما تكفل الثاني بتسجيل الهدف الاول لـ «الديوك».



أما ثانية النقاط التي اصاب فيها بلان، فهي قراءته المميزة لمجريات المباراة، فبعد شوط اول شهد سيطرة فرنسية لم تخل من خطورة على غرار تسديدة مينيز في الدقيقة 29، ورأسية فيليب ميكسيس من ركلة حرة بعدها بعشر دقائق، اللتين تكفل بصدهما ببراعة الحارس اندريه بياتوف، فإنه بدا واضحاً ان مفتاح النجاح التهديفي المفقود يتمثل في عدم اعتماد الفرنسيين على اسلوب الإسبان، وهو دخول احد الجناحين او لاعبي الوسط الى منطقة الجزاء عندما يخرج منها كريم بنزيما لصناعة اللعب كما فعل في المباراة، وهذا ما تنبه له «البريزيدان»



وبالتأكيد كان عنوان تعليماته في الاستراحة، اذ ان الموقف تغيّر في الشوط الثاني كلياً، وبصورة سريعة، ففي الدقيقة 53 وصلت الكرة الى ريبيري على الرواق الأيسر الذي مررها الى بنزيما الموجود خارج منطقة الجزاء، ليمررها بدوره الى مينيز المنطلق من الخلف، الذي سددها قوية في الشباك الأوكرانية.
ومباشرة في الدقيقة 56 وصلت الكرة الى «صانع الألعاب» بنزيما خارج منطقة الجزاء، فمررها الى المنطلق من الخلف، يوهان كاباي، الذي سددها مباشرة في شباك بياتوف.
ولم يتبدل الواقع في باقي الدقائق، مع استسلام الاوكرانيين الذين أيقنوا ان اليوم ليس يومهم، وخصوصاً انهم بدوا بعيدين عن المستوى الذي قدّموه تحديداً في الشوط الثاني امام السويد، ليعلن الحكم انتهاء المباراة بفوز فرنسي مستحق وفي غاية الأهمية.

السويد × انكلترا (2-3)

مباراة مثيرة تلك التي دارت بين انكلترا والسويد. أخيراً تمكن الانكليز من فك نحسهم امام السويديين في المباريات الرسمية. مباراة تنقلت فيها هوية الفائز اكثر من مرة، لترسو في المحطة الاخيرة عند الانكليز. السويد أصبحت خارج المسابقة، هذه هي الحقيقة المرة للسويديين.
اذاً، مباراة كبيرة كانت ليلة امس. في الواقع، يمكن توجيه الاشادة للمدرب الانكليزي روي هودجسون، الذي وفى بوعده قبل المباراة، عندما صرح بأنه سيعمل على تفعيل خط الهجوم، وهذا ما حصل عندما بدّل الرسم الخططي من 4-2-3-1 الى 4-4-2 عبر الزجّ بآندي كارول إلى جانب داني ويلبيك، حيث افتتح الاول التسجيل من رأسية جميلة في الدقيقة 23. نتيجة انتهى عليها الشوط الاول. نتيجة كانت تحتّم على السويديين بذل كل ما لديهم في الشوط الثاني بقيادة زلاتان ابراهيموفيتش، وهذا ما حصل. هدفان سريعان، الاول في الدقيقة 49 عبر تسديدة من اولوف ميلبيرغ، اصطدمت بغلين جونسون وتابعت طريقها الى الشباك، والثاني في الدقيقة 59 من ميلبيرغ نفسه. هدفان أربكا الانكليز. كان لا بد من تدخل من هودجسون مجدداً، فأخرج جيمس ميلنير وزج بالسريع ثيو والكوت، الذي سجل هدف التعادل في الدقيقة 64 من تسديدة من خارج منطقة الجزاء، ومن ثم مرر كرة هدف الفوز عندما توغل عن الجهة اليمنى ولعب الكرة عرضية الى داني ويلبيك، الذي تابعها بطريقة جميلة في الشباك، معلناً فوز بلاده وخروج السويد من المسابقة.
(الأخبار)