كان واضحاً منذ صافرة البداية ان بولونيا دخلت مناشدة الفوز، فالمدرب فرانتشيسك زمودا بدّل من طريقة اللعب التي اعتمدها في المباراة الافتتاحية امام اليونان، اذ أقرّ استراتيجية قوامها 4-3-2-1 من اجل الحدّ من سرعة الروس وتعزيز الزيادة العددية في حالة الهجوم. من هنا، تخلّص البولونيون بسرعة من رهبة الروس الذين لفتوا انظار الجميع بفوزهم الساحق على تشيكيا (4-1) في مباراتهم الاولى ضمن كأس أوروبا 2012، فكان روبرت ليفاندوفسكي شجاعاً في مواجهته للمدافعين الجزّارين اليكسي بيريزوتسكي وسيرغي إيغناشيفيتش، بينما برزت حيوية يوجين بولانسكي والكابتن ياكوب بلاتشيكوفسكي كسلاحٍ اساسي في مواجهة المدّ الروسي ثم نقله الى المنطقة المعاكسة، وقد تمكن الاول حتى من تسجيل هدفٍ جميل من انفراد، بيد ان الحكم الالماني فولفغانغ شتارك اصاب بقراره عندما الغاه بداعي التسلل.
وفي موازاة الاصرار البولوني على التسجيل، كانت الثقة بالنفس واضحة عند الروس الذين تعاملوا مع الوضع بطريقة ذكية، ما عدا الكسندر كيرزاكوف الذي رغم خطورته كان متسرعاً بعض الاحيان ومتوتراً بقدر التوتر الذي ظهر على وجوه المشجعين الروس الذين لم يتمكنوا من مجاراة جمهور صاحب الارض الذي اطلق صافرات الاستهجان في كل مرة لمس فيها لاعب روسي الكرة.
الا ان هذه الصافرات تحولت الى آهات في الدقيقة 37 عندما رفع الكابتن الروسي أندريه أرشافين كرة من ركلة حرة حوّلها الموهبة الجديدة ألان دزاغوييف خادعة الى يسار الحارس العاجز بريمسلاف تيتون.
ورغم التقدّم الروسي، كان واضحاً ان بولونيا ستفعل شيئاً في الشوط الثاني وسط ارتفاع مستوى الاثارة اكثر، فحكى بلاتشيكوفسكي عن سبب هيمنة بوروسيا دورتموند على الكرة الالمانية في الموسمين الاخيرين، وذلك عبر تسديدة رائعة بيسراه سكنت الزاوية اليمنى العليا لمرمى فياتشيلاف مالافييف (57).
وبعد هذا الهدف، بدا سعي المنتخبين الى الفوز حذراً حيث حاول اصحاب الضيافة مباغتة الروس المتراصين في الدفاع، فأفلتوا في كرات معدودة من دون ان يفلحوا في التسجيل، بينما كان مستغرباً فقدان الترابط بين خطي المقدمة في المنتخب الروسي وتراجع اداء ارشافين، فقام المدرب الهولندي ديك ادفوكات باستبدال كيرزاكوف ليدخل الهداف رومان بافليوتشنكو آملاً ان يكرر الاخير ما فعله ضد تشيكيا عندما هزّ الشباك.
صحيح ان بولونيا لم تخرج منتصرة، لكن جمهورها ترك الملعب سعيداً لأن الهزيمة امام روسيا كانت لتعتبر اهانة وطنية. فعلاً وصل زمودا الى الهدف الذي وضعه قبل المباراة عندما قال: «اياً تكن النتيجة المهم ألا نخرج خاسرين».
(الأخبار)