قبل مباراة كرواتيا وجمهورية إيرلندا، خرج مدرب الأولى سلافن بيليتش قائلاً إنه يعرف كل شيء عن المنتخب المنافس، وطريقة لعبه يسهل تحليلها «لذا من المستحيل أن يفاجئونا». ولم تمضِ دقائق طويلة حتى وجد منتخب بيليتش نفسه في المقدمة برأسية ماريو ماندزوكيتش (3)، فبدت الأمور غير معقّدة، ما أراح اللاعبين الكروات الذين طلب منهم مدربهم عدم الرهبة من الخصم ولو أنه لم يُهزم في 14 مباراة متتالية.
التخلّص من الرهبة كان عاملاً أساسياً في كسب الكروات سريعاً معركة القوة البدنية في وسط الملعب، اذ بعدما خلق كيفن دويلي مشكلات جمة لفيدران كورلوكا، عرف لوكا مودريتش وزملاؤه كيفية استعادة زمام المبادرة، ولعب الأخير مع إيفان بيريسيتش دوراً في إرهاق الإيرلنديين عبر إيصالهم الكرات بسرعة الى الخط الأمامي، حيث كان هناك دائماً ماندزوكيتش ونيكيسا يلافيتش. لكن، فجأة علت صرخات «الخضر» فأطلقوا هتافهم الشهير «لن تربحوا يوماً على الإيرلنديين»، ففي هذه اللحظة (د 19) تمّ تبرير تلك الإحصاءات التي أشارت الى أن رجال الإيطالي جوفاني تراباتوني سجلوا 10 من أهدافهم الـ 15 في التصفيات من كرات ثابتة، إذ من إحدى هذه الكرات ارتقى شون لدجر فوق الدفاع الكرواتي ليضعها في شباك ستيبي بليتيكوسا.
لكن الأمور لم تكن متساوية أبداً، إذ إن الكروات لعبوا كوحدة، فقام رأس الحربة يلافيتش والجناح بيريسيتش حتى في الواجب الدفاعي، قبل أن يثار الجدل في الدقيقة 43 عندما بدا أن لاعبَين كرواتيين وقفا متسللين خلال تسديدة لمودريتش أحدثت دربكة، ثم تحوّلت الى يلافيتش الذي لعبها من فوق الحارس شاي غيفن بذكاء.
من هنا، ومع بداية الشوط الثاني عرف الكروات أن المباراة في متناولهم فحاولوا التعامل بـ«نعومة» مع الإيرلنديين المندفعين الى منطقتهم تفادياً لاستغلال هؤلاء لكرات ثابتة أخرى، وذلك وسط ظهور التقدم في السن على الهداف روبي كين الذي كان ببساطة «حركة بلا بركة». وهذا الوصف لا ينطبق أبداً على مانزوكيتش الذي نصّب نفسه رجل المباراة بتوغلاته وحركته الدؤوبة، ثم بهدفه الرأسي الثاني الذي حسم الأمور (48). وهنا أصابت الإحصاءات مجدداً، لذا لم تكن مستغربة سهولة ماندزوكيتش في التسجيل، إذ إن الرأسيات كانت اختصاص منتخبه في التصفيات، فسجل المنتخب صاحب القمصان المرقّطة 43% من أهدافه (9 أهداف) بهذه الطريقة التي منحته ثلاث نقاط غالية جداً قبل الموقعة الصعبة أمام إيطاليا الخميس المقبل.
(الاخبار)