صراع تكتيكي كبير تجلى في القمة الإيطالية - الإسبانية بين المدربين الإسباني فيسنتي دل بوسكي والإيطالي تشيزاري برانديللي، أنتج تعادلاً إيجابياً 1-1، حرم به الطليان أبطال العالم من تحقيق الفوز الـ15 توالياً في المباريات الرسمية، ليبقى منتخب «لا فوريا روخا» عاجزاً عن فكّ عقدة الـ« أزوري». دل بوسكي دخل اللقاء ساعياً للظفر بالنقاط الثلاث، بتشكيلة 4-3-3 خالية من رأس حربة صريح، فدفع بستة لاعبين في خط الوسط، لكن برانديللي تمكن من منع إسبانيا من فرض سيطرتها وأسلوب لعبها، بعدما أوقف الى حدٍّ كبير سيطرة الاسبان على منتصف الملعب، وخصوصاً في الشوط الأول

، وذلك عبر خمسة لاعبين هم تياغو موتا وكلاوديو ماركيزيو وكريستيان ماجيو واندريا بيرلو وايمانويلي جاكيريني، وقد حمى ظهرهم الثلاثي ليوناردو بونوتشي وجورجيو كييلليني ومفاجأة الدفاع دانييلي دي روسي الذي ملأ مركزه، رغم أنه عُرف لاعباً في الوسط. خطة ذكية من المدرب الايطالي، حيث تمكن روسي مع بيرلو من إيصال الكرات سريعاً الى الامام، من دون الحاجة الى الانتقال بشكل بطيء بين خطٍ وآخر.
ولم يكن هناك من وقت لإضاعته، فتجاهل المنتخبان مرحلة جسّ النبض، واستهلا اللقاء بقوة، حيث فاجأت إيطاليا الجميع بطابع هجومي بعدما كان متوقعاً أن يكون الأسلوب الدفاعي هو الطاغي على أدائها. إلا أن الطليان كانوا الأخطر والأكثر فعالية، إذ تمكنوا من خلال دفاعهم المحكم ومرتداتهم الخطيرة إيقاف التمريرات القصيرة لإسبانيا. وفي شكلٍ موازٍ فشل الإسبان في وقف بيرلو الذي كان الحجر الأساس للتفوّق الإيطالي اللافت، فسلاسة أدائه وقدرته الفذة على التمرير بقدمه اليسرى تماماً مثل قدمه اليمنى منحتاه تفوقاً مبهراً على خصومه في الوسط، فصنع الهدف الأول بتمريرة متقنة للمهاجم البديل أنطونيو دي ناتالي الذي نجح في هزّ الشباك من أول لمسة له (٦٠).
وانتفض «الماتادور» الإسباني سريعاً وتحرّك «الرسام» أندريس إينييستا، فلم تستمر فرحة الإيطاليين أكثر من ثلاث دقائق، إذ وصلت الكرة من إينييستا الى دافيد سيلفا الذي مرّرها بطريقة ذكية بين المدافعين الى سيسك فابريغاس المندفع واضعاً إياه في حوار صريح مع الحارس جانلويجي بوفون الذي عجز عن التصدي له فحلّ التعادل مجدداً (63).
باختصار، سيطرة على الكرة، لكن من دون تحقيق خطورة كبيرة، هذه كانت حال المنتخب الإسباني الذي بدا عقيماً جداً. أما إيطاليا فقد حققت انطلاقة جيدة في البطولة ولعبت بأداءٍ منظم وقوي، خصوصاً في الشق الدفاعي، ما ينبئ بذهابها بعيداً.
(الأخبار)