دخلت بطولة لبنان في كرة اليد مراحل مختلفة عما كانت عليه سابقاً، حيث بدأ نادي الصداقة يستعيد مكانته التنافسية محاولاً كسر احتكار السد للألقاب الرسمية في السنوات الست الأخيرة. مباراة الفريقين أمس، والتي أجريت أمام حضور جماهيري هزيل، قد تكون الأفضل بين الفريقين (السد تأسس عام 2006)، وقد لا تهم النتيجة بقدر الأداء الفني المميز ولا سيما من جانب الصداقة الذي بدأ يحصد ثمار سياسته في السنوات الماضية بالاعتماد على الشباب الذين نضجوا مع المدرب الجزائري جليل بو عنان. أما السد الذي يعاني من غيابات عدة في تشكيلته بسبب الإصابات والسفر، فإنه يمتلك هيبة البطل مع خبرة كبيرة للاعبيه جنوها من التألق والإنجازات الخارجية، ولعل أبرزها إحراز لقب بطولة آسيا 2010 وبرونزية بطولة العالم للأندية 2011.
ومباراة أمس التي فاز فيها السد بفارق هدف واحد 23 - 22 (الشوط الأول 14-11) جاءت قوية ووعد بنهائي للبطولة مغاير تماماً لما كانت عليه الأمور سابقاً وبشكل كلي، وخصوصاً أن فوز السد جاء بحكم الخبرة والتفوق في اللاعبين الأجانب المدرب _ اللاعب بوزو دوريتش وملادن ميلانوفيتش (5 أهداف) ودانيال ارابوفيتش (9 أهداف) إضافة الى اللاعبَين اللبنانيين صاحبَي التجربة الاحترافية خضر النحاس والحارس حسين صقر، بينما استعان الصداقة بلاعبين أجنبيين فقط، هما: الصربي ايغور باكيتش (3 أهداف) والتونسي محمد النوري (7 أهداف)، لذا فإن خسارة الصداقة لم تكن مستحقة، وكان بإمكان الفريق الفوز لولا إهداره خمس رميات جزائية، عدا عن الانفرادات والمرتدات التي أهدرت برعونة.
وكشفت المباراة عن خامات شبابية جيدة لدى الفريقين، فمن السد برز حسن جهاد صقر وحسين شاهين، فيما تألق من ناحية الصداقة ميثم الحركة ومصطفى عمار، إضافة الى رائد عميرات والحارسين علي المقداد وشادي فوعاني، علماً بأن مخضرمي الفريقين تباينت مستوياتهم حيث شهد بعضهم تراجعاً في الأداء، مقابل ثبات عند البعض الآخر.
وأشار خبير فني باللعبة إلى أن هذا الموسم هو الأفضل في السنوات العشر الأخيرة، حيث إن التنافس على أشده بين الفريقين، ولكن تبقى الأمور محصورة بالثنائي: السد والصداقة، وهذا ما يضعف اللعبة التي تبقى محصورة في نطاق ضيق وهذا يتطلب عمل الاتحاد على نشرها وتوسيع رقعتها، إضافة الى ايجاد نقل تلفزيوني يزيد من حماستها. ورأى ان التحكيم كان جيداً الى حد ما، لكن يجب الاستعانة بحكام غير محليين في الدورين النهائيين للبطولة.
ومن المنتظر ان يجري الفريقان تغييرات على صعيد أجانبهما، إذ سيتفرغ بوزو للمهمات التدريبية في السد مع استقدام اللاعب سيرغو داتوكاشفيلي، إضافة الى ملادن ودانيال، بينهما تتعدد الخيارات لدى الصداقة. وهناك أسماء عدة مقترحة لم يتم الحسم بها. وسينطلق الدور نصف النهائي الثلاثاء المقبل.



درويش: هوية البطل غير محسومة

اعتبر نائب رئيس اتحاد اللعبة ومدير نادي الصداقة أحمد درويش أن هوية البطل غير محسومة، كما درجت العادة في السنوات الأخيرة، فالسد يسعى الى التمسك بلقبه، والصداقة مع الفريق المتجدد يطمح إلى استعادة اللقب الغائب عن خزائنه منذ مدة طويلة، والفريقان أعلنا عن إمكانيات كبيرة في المباراة، وينتظر أن يكون النهائي ممتعاً
ومثالياً للعبة