رام الله | كان محمود السرسك لاعباً في منتخب فلسطين لكرة القدم، وكان في طريقه من غزة إلى الضفة الغربية، بعدما وقّع عقد احتراف مع نادي شباب بلاطة في نابلس، لكن ذلك كان قبيل اعتقاله في 22 تموز 2009، حيث أصبح الآن لاعباً من نوع آخر، فهو يلعب بحياته كلها من أجل كرامته، وقد قطع اليوم الـ 82 من إضرابه المتواصل والمفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال. السرسك مضرب عن الطعام منذ 19 آذار الماضي، للمطالبة بإلغاء قرار اعتقاله الإداري، الذي صدر بحقه قبل ثلاثة اعوام، بحجة ما يسمى «إسرائيلياً» «قانون المقاتل غير الشرعي»، وهو قانون «اخترعته» سلطات الاحتلال بعد العدوان الإسرائيلي على غزة في 2009.
السرسك شاب يبلغ من العمر 25 عاماً، وقد اعتقلته سلطات الاحتلال ليخضع للتحقيق طوال 30 يوماً في سجن عسقلان. ولم ينجح الاحتلال في تقديم أية دلائل لإدانته، لذا أَقرّ اعتقاله وإبقاءه في الحجز بذريعة ما يسمى «المقاتل غير الشرعي»، وقد رفضت سلطات الاحتلال طوال تلك الفترة الإفراج عنه، والاستجابة لطلبات كثيرة من المحامين، الذين رأوا أن اعتقاله غير شرعي وغير قانوني.
وبعد أكثر من 80 يوماً على إضرابه عن الطعام، السرسك في مستشفى سجن الرملة اليوم، وقد ازداد وضعه الصحي سوءاً عن السابق، وأصبح يصاب بحالات إغماء بمعدل ثلاث مرات يومياً، ويعاني هبوطاً في السكر والضغط، وانخفاضاً في الحركة ونقصاً في الأوكسجين بالدم، الأمر الذي يترتب عليه الغثيان أثناء الوقوف، إضافة إلى الألم في المفاصل ووجع وألم بالمعدة، وهزل شديد وانخفاض في الوزن وفقدانه 26 كيلوغراماً، ليصبح وزنه 48 كلغ عوضاً عن 74 كلغ قبل بداية إضرابه عن الطعام.
الجديد في وضع الأسير السرسك الصحي، بحسب محامي نادي الأسير الفلسطيني، هو فقدانه القدرة على السمع والبصر، ومن المحتمل أن يستشهد في أي لحظة، علماً أن لا تقارير واضحة عن وضعه الصحي تصل إلى عائلته.
وبحسب وزارة الأسرى الفلسطينيين فإن الأسير السرسك، مصرّ على أن يجري الإفراج عنه بتاريخ 12/7/2012، لا بتاريخ 22/ 8/ 2012، حيث وافقت لجنة السجون على هذا التاريخ، لكنها لم توثّق ذلك «خطياً»، ويخشى أن يجري التلاعب به والتنصل من هذا الالتزام، إذ منذ عام 2009 كانت سلطات الاحتلال تمدد اعتقاله كل 6 اشهر، إضافة إلى تعرضه للعزل الانفرادي أكثر من مرة.
كذلك علمت «الأخبار» أن الأسير السرسك رفض عرضاً إسرائيلياً بإبعاده إلى النروج، وأصر على أن يجري الإفراج عنه إلى مسقط رأسه في قطاع غزة، فيما شهدت العاصمة النروجية أوسلو اخيراً أكثر من وقفة تضامنية مع السرسك، رفعت خلالها لافتات تطالب بإطلاق سراحه من دون أي تأجيل، وخصوصاً أن السرسك شارك في العديد من البطولات على مستوى الناشئين في النروج، برفقة منتخب فلسطين خلال الأعوام السابقة.
من جهته طالب الدكتور محمد المدهون وزير الشباب والرياضة والثقافة في الحكومة المقالة بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة السرسك، محملاً الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن حياة الأسير الذي لم توجّه اليه أي تهمة.
وجاء ذلك خلال مشاركة الوزير المدهون في المسيرة والوقفة التضامنية التي نظمتها وزارته، أمام مقر الأمم المتحدة في مدينة غزة، بحضور ممثلي الوسط الرياضي، يتقدمهم وليد أيوب نائب رئيس اللجنة الأولمبية، وإبراهيم أبو سليم نائب رئيس اتحاد كرة القدم، وفتحي أبو العلا رئيس نادي خدمات رفح.