كان يمكن أن يخرج المنتخب اللبناني بنقطة على الأقل من المباراة التي خسرها أمام ضيفه القطري 0-1 على ملعب المدينة الرياضية في انطلاق مباريات الدور الرابع والحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم لكرة القدم في البرازيل، إذ إن الفريق الضيف لم يكن أفضل من مضيفيه. المباراة أرادها كل من المدربين الألماني ثيو بوكير من ناحية «رجال الأرز» والبرازيلي باولو أوتوري في ناحية «العنابي» لخطف النقاط قبل المواجهات الصعبة ضد الثلاثي الآخر في المجموعة الأولى: كوريا الجنوبية وأوزبكستان وإيران، فكانت الغلبة للبرازيلي الذي نال مطلبه بالحصول على النقاط الثلاث خارج أرضه.
وبالغوص في أسباب الخسارة، فإن اللاعبين اللبنانيين لم يكونوا في قمة مستواهم وتبدل غالبيتهم عما كان عليه في الدور الثالث، ولا سيما حسن معتوق الذي ظهر بعيداً عن مستواه الاحترافي وكذلك عباس عطوي، كما أن خطي الوسط والهجوم لم يكونا على تماس، وهنا برزت الثغرة الواضحة بغياب رضا عنتر. فلم يُجد حسين دقيق لعب دور عنتر، وبدا مستغرباً إبقاءه في الملعب في الشوط الثاني، وخاصة بعد دخول الهدف، وخط الدفاع رغم متانته معظم الأوقات إلا أنه كان مرتبكاً، وهذا ما سبب في الخطأ الفادح الذي ارتكبه رامز ديوب بإرجاعه كرة ضعيفة الى الحارس الممتاز زياد الصمد، فاستغل الأوروغوياني الأصل سيباستيان سوريا الأمر لينفرد ويضع العنابي في المقدمة (65)، وتميز بلال نجارين بانضباطيته العالية وكذلك يوسف محمد، بينما بذل وليد اسماعيل مجهوداً جباراً بقطع الكرات ومساندة الهجوم الذي كان فيه محمد غدار، اذ سبب القلق الدائم للمدافعين القطريين، إلا أن الإسناد عبر الطرفين أحمد زريق، التائه، ومعتوق لم يكن بالشكل الذي يخوله الوصول الى شباك الحارس القطري قاسم برهان. القطريون لعبوا بانضباطية عالية، ولم يكن مستواهم مساوياً للهالة الممنوحة لهم، على الرغم من أن الأكثرية من المجنسين وذوي البنيات الجسدية الممتازة، ولا سيما المهاجمين سوريا ويوسف أحمد وخلفهما صانع الألعاب خلفان ابراهيم (أفضل لاعب آسيوي 2006)، وبرز خط الدفاع الذي شغله محمد كسولا ومسعد الحمد وإبراهيم عبد الماجد، واستطاعوا امتصاص الحماسة اللبنانية وتهدئة اللعب لفترات طويلة في المباراة.
وبالعودة إلى الأداء اللبناني، فإن علامات استفهام كبيرة وأسئلة كثيرة توجه الى بوكير، فكانت الفرصة متاحة للبنانيين لتحقيق أفضل انطلاقة في الدور الحاسم، إضافة الى عاملي الأرض والجمهور الذي ناهز 33 ألف متفرج، السلاح القوي في الدور الثالث. وظهر بوكير كالحمل الوديع عوضاً عن الثعلب الماكر، فلم يضف شيئاً من دهائه خلال المباراة التي من المفترض أن تكون الأسهل، وأصابه الشلل في التبديلات في النصف الثاني، الى أن أيقظته صيحات الجمهور الذي بدأ يخرج غاضباً من الملعب ليدفع بالشاب نادر مطر محركاً خط الوسط نوعاً ما، ثم إشراكه كلاً من حسن شعيتو وحسن المحمد اللذين لديهما مهارة جيدة كادت أن تنتج هدفاً للتعادل في الثواني الأخيرة، لكن تسديدة «دودو» لم تهز الشباك (91).
هذه المباراة التي كان فيها المنتخب اللبناني قادراً على انتزاع الفوز لكونه كان أخطر من ضيفه «العنابي»، باتت خلف الظهر وينبغي التطلع إلى المباراة المقبلة يوم الجمعة ضد الأوزبكي العنيد على الملعب عينه، وبات لزاماً على بوكير إعادة ترتيب أوراقه لأن الصعوبة ستتصاعد تدريجاً، إذ المباراة الثالثة ستكون في الثاني عشر من حزيران الجاري في ضيافة كوريا، علماً بأن إيران خطفت فوزاً ثميناً من أوزبكستان بعدما هزمتها 1-0 في طشقند، سجله رضا خلتعبري (94).