لكريستيانو رونالدو قصة لم تنته بعد، ما بين البرتغال وبطولة كأس أوروبا، حيث ستكون قد مرت ثماني سنوات هذا الصيف عندما ذرف المهاجم دموعاً مريرة على ملعب «استوديو دا لوز» في البرتغال بعدما عانت البرتغال صدمة الخسارة على أرضها أمام اليونان في نهائي «يورو 2004» (0-1). ولم تصدق البرتغال العاشقة لكرة القدم كيف أخفقت في الفوز بأول لقب كبير عندما خسرت على أرضها. وترك رونالدو الشاب آنذاك الملعب باكياً، رغم اختياره ضمن التشكيلة المثالية للبطولة بعد إحراز هدفين فقط.
واذا كانت هذه البطولة قد سببت خيبة أمل لرونالدو، إلا أن خيبة الأمل زادت في البطولات الكبرى الثلاث التالية على الصعيد الدولي؛ إذ خرج من كأس أوروبا 2008 كما في كأس العالم 2006، وأيضاً في كأس العالم 2010.
ويأمل رونالدو أن يبدأ بمحو الذاكرة السلبية عندما يواجه المرشح الأول للظفر بالبطولة، ألمانيا في 9 حزيران، أولى مبارياته ضمن «مجموعة الموت» مع منتخبي هولندا والدنمارك. وعلى رغم أن المهاجم البرتغالي (27 عاماً) يعتبر بالفعل شخصية تتمتع بشعبية كبيرة في وطنه، إلا أن بطولة هذا الصيف هي فرصة لنجم ريال مدريد لتأكيد مكانته بأنه واحد من بين العظماء في البرتغال بعدما اعتمدت البرتغال 2004 على الثنائي المخضرم لويس فيغو وروي كوستا. وقد اكتسب الـ«سي ار 7» منذ تلك البطولة وما تلاها تجربة قوية حين كان مراهقاً في صفوف مانشستر يونايتد الإنكليزي، ومع ذلك فإن تحسن أداء المهاجم البرتغالي يبدو طبيعياً، حيث إنه لم يكن قانعاً أبداً مهما اكتسب من خبرات، وهو دائماً على استعداد للتطور.
ويبدو أن رونالدو، ماكينة الأهداف وصاحب الأرقام القياسية، يمر بأفضل فترة في مشواره الكروي، لكن أغلى لاعب في العالم يبقى أمامه هدف لم يتحقق، هو الفوز ببطولة كبرى مع منتخب البرتغال. وسيجتذب رونالدو أنظار محبي كرة القدم بسبب مهاراته العالية وسرعته وتسديداته القوية، ويأمل أن يكون بوسعه قيادة منتخب بلاده إلى نجاح طال انتظاره. وسيحاول «الدون» أن يبذل جهداً أكبر من أي وقت مضى بعد فشله في الفوز بدوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد هذا الموسم، رغم أنه أسهم بفضل أهدافه المتتالية في الفوز بلقب الدوري الإسباني.
وفي البرتغال ستتمثل المهمة الكبرى لباولو بينتو، مدرب «برازيل أوروبا»، في استخراج أفضل ما لدى رونالدو وتوفير الظروف التي تجعله يظهر بنفس مستواه مع ناديه. ومنذ تولي بينتو تدريب البرتغال خلفاً لكارلوس كيروش، بدا أنه وضع رونالدو على الطريق الصحيح؛ إذ تطور مستوى اللاعب كثيراً إلى جانب زملائه، فبعد أن كان قد سجل هدفين فقط في غضون عامين تحت إدارة كيروش، هزّ رونالدو شباك المنافسين 9 مرات في مبارياته الـ11 الأولى تحت قيادة بينتو، الشيء الذي يعكس عن كثب صيغة النسبة الممتازة في تسجيل الأهداف لناديه. ويبدو أن رونالدو أكثر سعادة الآن بعدما احتفظ بصفة كابتن بلاده، أضف إلى أن الثنائي يعرف أحدهما الآخر منذ زمن؛ إذ كان بينتو من كبار النجوم في سبورتينغ لشبونة البرتغالي عندما تخرج رونالدو من أكاديمية النادي.
وأكد بينتو أنه لن يضع على كاهل كريستيانو ضغط حل مشكلات المنتخب، ويرى المدير الفني أن العلاقة نسبية، بين الضغط الذي قد يقع على كاهل رونالدو لتقديم بطولة قارية جيدة وتتويجه بلقب أفضل لاعب في العالم لعام 2012، وذلك بعدما أعلن رونالدو أن طموحه يحدوه لجائزتين: الأولى هي البطولة، والثانية هي الكرة الذهبية التي تمنح لأفضل لاعب في العالم، وذلك لو قدم أداءً رائعاً كما هو متوقع مع منتخب بلاده. كذلك أبرز المدرب أنه ولاعبيه سيحاولون حل المشاكل كفريق واحد، وعندما لا يتمكنون من ذلك «سيساعدنا آخرون على حلها بشكل أكثر فردية، لمهاراتهم وقدراتهم (قاصداً رونالدو)»، فالمنتخب الحالي لا يُعَدّ من الجيل الذهبي، ولكن لديه الورقة الرابحة في رونالدو الذي يأمل أن ينتعش على المستوى الدولي.
إلى ذلك، يبدو التاريخ الآن في متناول اليد، فإذا وصلت البرتغال إلى الدور نصف النهائي ولعب رونالدو كل مبارياته حتى ذلك الحين، فإنه سيتخطى روي كوستا على أنه الثالث الأكثر مشاركة مع منتخب بلاده.
ومع أن البرتغال، بحسب النقاد، ليست المرشحة المفضلة للفوز بلقب يورو 2012، لكن في إمكانها بوجود رونالدو وبقيادة بينتو أن تقلب الطاولة فوق رؤوس الجميع في هذه البطولة.



ريمي يغيب عن الـ «يورو»


أعلن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم أن مهاجم المنتخب لويك ريمي (الصورة) سيغيب عن كأس أوروبا 2012 التي تستضيفها بولونيا وأوكرانيا معاً من 8 حزيران إلى 1 تموز، لعدم تعافيه من إصابة في فخذه. كذلك، تعرض مدافع ملقا الإسباني والمنتخب الهولندي، يوريس ماتيسن، لإصابة في فخذه خلال المباراة الدولية الودية أمام بلغاريا. وأصيب ماتيسن بتمدد في فخذه في الدقيقة 16. كذلك تعرض لاعب وسط مانشستر سيتي ومنتخب إنكلترا غاريث باري، لإصابة في المحالب في المباراة الدولية الودية أمام النروج.