لا يختلف اثنان على أن المنتخب الألماني من المرشحين الجديين للفوز بكأس أوروبا 2012. هذا الأمر يبدو واضحاً استناداً الى الأداء القوي الذي قدمه الـ«مانشافت» في كأس العالم الأخيرة في جنوب أفريقيا وفي تصفيات البطولة الأوروبية، اضافة الى المباريات الودية وخصوصاً أمام البرازيل (3-2) وهولندا (3-0)، وانطلاقاً من خبرة المنتخب الألماني في البطولات الكبرى، حيث كان حاضراً دائماً في تلك المناسبات، إذ يعد الـ«مانشافت» من أكثر المنتخبات تجربة في كأس أوروبا حيث يحمل الرقم القياسي في الفوز بها بـ 3 ألقاب.
غير أن ثمة ما يربك الألمان مع قرب انطلاق البطولة (في 8 حزيران)، حيث لم يخف القائمون على المنتخب والكرة الألمانية تخوّفهم من تأثير خسارة بايرن ميونيخ أمام تشلسي الانكليزي في نهائي دوري أبطال أوروبا، السبت الماضي، على لاعبي بايرن الدوليين، إذ كما هو معلوم فإن المانشافت يضم 8 لاعبين في صفوفه من النادي البافاري. هذا الأمر تحدث عنه كل من يواكيم لوف، مدرب المنتخب، ومديره اوليفر بيرهوف، و«القيصر» فرانتس بكنباور، حيث كان الثلاثة واضحين في هواجسهم في هذا المجال، ولم يتردد «يوغي» في القول بأن لاعبي بايرن سيكونون بحاجة الى برنامج منفصل لعلاج الآثار التي ستترتب عن الهزيمة.


ما هو أكيد أن الصدمة كانت كبيرة على لاعبي بايرن، بعدما كان اللقب قريباً منهم وفي ملعب فريقهم، وخصوصاً على الثنائي القائد فيليب لام وتحديداً على باستيان شفاينشتايغر الذي اغرورقت عيناه بالدموع وتناسى حتى مصافحة رئيس بلاده بعد المباراة، رغم أن الأخير بادر الى مد يده له، فيما التقطت صورة لباستيان وهو في حال يرثى لها في أحد شوارع ميونيخ.
بيد أن الأمر المفرح في المقابل يتمثل بالحالة المعنوية المرتفعة التي يشعر بها لاعبو بوروسيا دورتموند بعد تتويجهم بلقب الدوري والكأس في البلاد، من هنا ينتظر أن تنعكس حالة ماتس هاملس ومارسيل شميلزر والكاي غوندوغان وسفين بندر وماريو غوتزه الإيجابية على المنتخب ككل، وهذا ما يمكن أن يخفف من وطأة شعور لاعبي بايرن بالخيبة. غير أن ثمة أمراً آخر بات يشكل هاجساً للألمان، بغض النظر عن مأساة لاعبي البافاري، ويتمثل بالخسائر المتتالية في المباريات النهائية أو نصف النهائية منذ نهائي مونديال 2002 أمام البرازيل، ومن ثم في نصف نهائي كأس العالم 2006 أمام إيطاليا ونهائي كأس أوروبا 2008 أمام إسبانيا ونصف نهائي مونديال 2010 أمام اسبانيا كذلك، هذا فضلاً عن ان الأرقام تشير الى ان الألمان خسروا 7 مباريات نهائية في مسابقات خارجية منذ 2002 عبر المنتخب وأندية بايرن ميونيخ وبوروسيا دورتموند وباير ليفركوزن وفيردر بريمن. بالفعل، بات هذا الكابوس يُطارد الالمان ولا بد أنهم يضعونه في حساباتهم في البطولة الأوروبية المقبلة. هنا، ثمة شخص يمتلك «الحل السحري» وهو الوحيد القادر على تهيئة نفسيات اللاعبين بالشكل المطلوب، ألا وهو لوف. اذ ان هذا المدرب أثبت انه قادر على بث روحية في تشكيلته ملؤها الحماسة والعزيمة، ولا شك بأنه تعلم من درسي كأس أوروبا وكأس العالم السابقين.
الأكيد ان المانشافت يبدو في جهوزية تامة وهو يمتلك «الأسلحة» اللازمة للمضي قدماً في «يورو 2012» عبر وجود أهم النجوم في تشكيلته، على رأسهم مسعود اوزيل صانع ألعاب ريال مدريد الاسباني، اضافة الى الانسجام الذي بات واضحاً بين اللاعبين على أرض الملعب، الا ان العامل النفسي يبدو ضرورياً ومصيرياً اذا ما أراد نجوم المانشافت الوقوف على اعلى منصة التتويج في الأول من تموز المقبل.



الاستعداد البدني

أكّد أندريه شورلي، لاعب وسط منتخب ألمانيا، خلال معسكر بلاده في سردينيا أن الاستعداد البدني مهم جداً قبل البطولات الكبرى، وهذا ما يركز عليه الـ«مانشافت» غالباً.



رسالة صوتية

كشف جوليان دراكسلر، الموهبة الصاعدة في الكرة الألمانية، أنه علم باستدعائه الى صفوف منتخب بلاده وهو في المدرسة من خلال رسالة صوتية بعثها له مدرب الـ«مانشافت» يواكيم لوف.



ألمانيا تواجه سويسرا السبت

تستهل ألمانيا استعداداتها لنهائيات كأس أوروبا بمواجهة نظيرتها سويسرا التي يدربها الألماني أوتمار هيتسفيلد، السبت المقبل (الساعة 19,00 بتوقيت بيروت)، في مدينة بازل.