«صراحةً، وصول القطريين لا يزعجني، أتمنى أن ينجحوا، لكن هل فعلاً المال يجلب السعادة؟ سنرى إن كانوا يستطيعون تحقيق اللقب بمزيد من الأموال». هذه الكلمات قالها لويس نيكولان، رئيس مونبلييه، قبل انطلاق الموسم المنتهي أول من أمس من الدوري الفرنسي لكرة القدم، متوجهاً الى نادي العاصمة الفرنسية، باريس سان جيرمان، غداة استحواذ مؤسسة قطر للاستثمارات على 70% من اسهمه (قبل أن تستحوذ في ما بعد على كامل الأسهم). ولسخرية القدر، فإن مونبلييه نفسه هو من توّج أول من أمس باللقب، متقدماً على سان جيرمان.
إذاً، فشِل القطريون في موسمهم الاول في الدوري الفرنسي. لم تنفع الاموال، كما اعتقد نيكولان، ولا النجوم على غرار الارجنتيني خافيير باستوري والمدرب الايطالي الشهير كارلو انشيلوتي في تجيير اللقب لمصلحتهم. وقع القطريون ومعهم ابناء العاصمة الفرنسية في فخّ مونبلييه، بعدما كانت كل التوقعات تشير الى أنهم سيكتسحون الكرة الفرنسية، فإذا بفريق لم يتذوق طعم الفوز بالبطولة في تاريخه يذيقهم الكأس المرة.
في الواقع، يمكن القول إن مونبلييه قدم درساً كبيراً يتمثل بقدرة فريق متواضع نوعاً ما على أن يقف بوجه إمبراطورية مالية. إمبراطورية قدمت بقضها وقضيضها للسيطرة على الكرة الفرنسية، ولاحقاً على الكرة الأوروبية، واذا بالفشل يلاحقها من الخطوة الأولى.
بالفعل، يبدو محرجاً موقف رجل الأعمال ناصر الخليفي، مالك باريس سان جيرمان، بعد هذا الفشل، علماً انه كان واضحاً لحظة وصوله الى باريس بأنه لن يقبل في الموسم الأول غير التتويج باللقب، قائلاً بالحرف الواحد لمجلة «ليكيب» الرياضية، وصحيفة «لو باريزيان»: «اليوم، بالتأكيد، نريد أن نكون أبطالاً».
من هنا، فإن هذا الفشل في الموسم الأول في البطولة الفرنسية، وأمام فريق بحجم مونبلييه من شأنه أن يفقد القطريين صوابهم، بحيث من المنتظر أن يقدموا على تعاقدات مليونية تهتز لها أوروبا من اجل تغطية الإخفاق الذي تعرضوا له، حيث يحكى أن النادي تقدم بعرض بلغ 25 مليون يورو من اجل استقطاب البرازيلي كاكا من صفوف ريال مدريد الاسباني، وأن مديره الرياضي، النجم البرازيلي السابق ليوناردو، أجرى اتصالات مع النجم الكاميروني صامويل ايتو، مهاجم انجي ماخاشكالا الروسي، لضمه الى صفوف النادي، في الوقت الذي كشفت فيه تقارير، قبل ايام، أن الخليفي شخصياً ومعاونيه طاروا الى مدريد لمقابلة الارجنتيني غونزالو هيغواين، مهاجم ريال مدريد من اجل إقناعه بالمجيء الى باريس.
اذاً، القطريون ماضون في مشروعهم الفرنسي، وهم بالمناسبة وصلوا حتى الى الحصول على جميع حقوق نقل مباريات الدوري الفرنسي عبر قناة الجزيرة الرياضية (التي يديرها الخليفي نفسه)، حيث ستخصّص قناة ناطقة باللغة الفرنسية لبث المباريات للفرنسيين، وهي الخطوة الذي لقيت امتعاضاً شديداً من قبل الرأي العام الفرنسي. مشروع لا يخفى أن أهدافه تنطلق من محاولة ابراز صورة قطر في اوروبا، ولدى الرأي العام الأوروبي، كما تأخذ ابعاداً طويلة الأمد تصل الى استعداداتهم بأفضل الوسائل الممكنة للمونديال، الذي سينظمونه عام 2022.