بطولات عشر في 4 مواسم حازها مدرب برشلونة، جوسيب غوارديولا، لتنتهي حقبته مع ناديه، بعدما أعلن المدرب الإسباني رحيله رسمياً عن النادي، عقب مسيرة ناجحة لا يستحق عليها سوى التقدير والتصفيق والإشادة، مسيرة تضمنت إنجازات عدة ستجعل المدرب المقبل تيتو فيلانوفا في مأزق حقيقي. فعشية إعلان غوارديولا رحيله عن ناديه، كثرت الأقاويل عن وجهته المقبلة، كما كثرت التحليلات عن سبب اختياره الخروج من أسوار النادي، التي بررها بالتعب والحاجة الى الراحة. الجميع الآن ينتظر العمل الجديد للمدرب لكي يجري تقويمه جيداً، وبعيداً عن الأرجنتيني ليونيل ميسي، لذا سيعمل على اختيار نادٍ أو منتخب يوفر له جميع الأدوات اللازمة التي تمكّنه من السيطرة الكاملة على من يدربه.
والخيارات المتاحة أمامه متعددة، ومنها تشلسي الإنكليزي، إذ إنّ العديد من التقارير تتحدث عن الأمر، كما برز خبر يتحدث عن لقاء جمع المالك الروسي رومان أبراموفيتش مع المدرب الإسباني في باريس. فالميزانية ستكون ضخمة للمدرب لاختيار صفقات الموسم الجديد، وأيضاً قد تكون الرغبة الشخصية لدى «بيب» بخوض تحدٍّ من نوع خاص مع البرتغالي جوزييه مورينيو، تدفعه إلى الذهاب للـ «بلوز» والسعي وراء نجاح كبير يتجاوز نجاح الـ «سبيشل وان».
أما الخيار الآخر الذي ورد في التحليلات، فهو انتر ميلانو الإيطالي، إلا ان حالة التقشف التي يعيشها إنتر منذ موسمين، وامتناع الرئيس ماسيمو موراتي عن إتمام أي صفقات ثقيلة قد تحول دون ذلك.
أما المكان الثالث الذي يمكن لغوارديولا أن يكون فيه، فهو المنتخب الإسباني، وذلك بعدما أعلن المدرب الحالي فيسنتي دل بوسكي ان الأكثر قدرة على اكمال النهج الإسباني المتوج بالبطولات في آخر 4 سنوات هو غوارديولا، وهو ما يبدو الأكثر ترجيحاً، ويعود ذلك الى قرب طريقة اللعب ما بين المنتخب الإسباني والنادي الكاتالوني. وبما أن دل بوسكي، حسبما قال، سيترك المنتخب بعد كأس أوروبا 2012 مهما كانت النتيجة، فإن غوارديولا سيكون خير خلف لخير سلف.
أما في موضوع خروجه الذي فاجأ محبي النادي الكاتالوني، فرجح العديد من النقاد أن السبب هو في العقلية الانهزامية التي تملكته في موسمه الأخير بعد نجاحاته السابقة التي أرجعها البعض الى قوة وموهبة اللاعبين الذين يمتلكهم. غوارديولا جزء من المنظومة المتكاملة، نعم، إلا أن أفكاره التكتيكية والفنية، هي التي أوقعته في المحظور في نهاية المشوار، وخصوصاً الاعتماد على خطة 3-4-3 في المباريات المصيرية. إذاً، عندما بانت طريقة ايقاف خطة الـ «تيكي تاكا» من فرق متعددة، لم يتمكن غوارديولا من تقبل الخسارة وبدء عصر تحدّ جديد له شخصياً، ببناء خطة إبداع جديدة يقهر بها الفرق الأوروبية الكبرى. ولم يسكت أفواه من يرجعون فضل الفوز الى لاعبيه، بل كأنه سلم بالأمر، ورأى أن عصر الانتصارات والتتويجات انتهى لينسحب بسرعة جداً من سباق التحدي. إما الكؤوس أو الرحيل، هذا ما يمكن اختصاره في شخصية غوارديولا، التي يبدو أنها أصبحت انهزامية، بعدما كان قد أعلن مبكراً وقبل 16 جولة، انتهاء سباق «الليغا» لمصلحة غريمه ريال مدريد!



لوحات زيتيّة تقديراً لـ«بيب»

ستشهد كاتالونيا معرضاً للوحات زيتية تمثل المدرب جوسيب غوارديولا وبعض لاعبي الفريق، أهمهم الأرجنتيني ليونيل ميسي وشافي هيرنانديز، وذلك في تاريخ ٢٣ أيار الحالي. وسيكون المعرض على هيئة شكر لغوارديولا تقديراً للمواسم الأربعة الرائعة التي قضاها مع الفريق. والرسوم هي للفنان الألماني أوليفر كوريبنلوم والكاتالونية ماريا فيدال.