تلقى الاتحاد اللبناني لكرة القدم أمس كتاباً عاجلاً من الاتحاد الدولي يسأله فيه عن تفاصيل الأحداث التي شهدها لبنان أول من أمس، وخصوصاً أن بعضها جرى بالقرب من ملعب المدينة الرياضية والذي ستُقام عليه مباريات منتخب لبنان في التصفيات الآسيوية المؤهلة الى كأس العالم 2014 والتي تبدأ في 3 حزيران مع المنتخب القطري.
هذا الكتاب نوقش في جلسة اللجنة العليا للاتحاد أمس، حيث اتصل الرئيس هاشم حيدر بوزير الشباب والرياضة فيصل كرامي ووضعه في أجواء الكتاب ليتفقا على تحرك سريع اليوم قد ينجم عنه لقاء يجمع حيدر وكرامي مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، قبل سفر حيدر الى الخارج للمشاركة في أعمال مؤتمر الفيفا.
ويأتي التحرك الرياضي ـــ الرسمي لقطع الطريق على حرمان لبنان حق لعب منتخبه على أرضه وأمام جمهوره، وخصوصاً أن الأوضاع الأمنية في لبنان لا تدعو إلى القلق، وليس هناك أحداث تستوجب نقل المباريات الى بلد آخر. فبغض النظر عن بعض الأحداث المتفرقة، الا أن الوضع الأمني في لبنان مستقر ولا يوجد ما يهدد أمن المنتخبات التي ستحضر الى بيروت لمواجهة المنتخب اللبناني. قد تحدث بعض الإشكالات، لكن تردداتها لا تلبث أن تهدأ خلال فترة قصيرة، ما يعيد دورة الحياة الى طبيعتها في ظل استقرار أمني لا يمنع من الاستضافة. وقد يحاول البعض استغلال هذه الإشكالات وتكبير صورتها وتعظيمها والمبالغة في تحليل نتائجها بهدف حرمان المنتخب اللبناني من دعم جمهوره الكبير، الذي من المتوقع أن يؤازره في المباراة الأولى أمام قطر. ومن هنا ستكون المسؤولية الملقاة على عاتق السلطات الرسمية كبيرة لتقديم الضمانات المطلوبة من الفيفا.
وتشكل هذه النيات المبيتة خطراً حقيقياً على لبنان، إذ إن نقل مباريات المنتخب لن يكون محصوراً بمباراة أو اثنتين لحين «هدوء» الأوضاع بنظر الفيفا، بل يتم نقل جميع المباريات وإلزام المنتخب اللبناني بخوض التصفيات في بلد آخر يختاره لبنان.
ومن هنا، سيكون اليوم حافلاً على صعيد تحرك الاتحاد والوزارة لتقديم كل الضمانات للاتحاد الدولي ونقل الصورة الصحيحة عن الأوضاع في لبنان والتي تسمح باستضافة أي مباراة دون التخوف من حصول إشكالات، وخصوصاً أن الاتحاد اللبناني والسلطات الرسمية بصدد وضع خطة عمل أمنية بجهود مضاعفة لقطع الطريق على أي أمر يمكن أن يحسب على لبنان ويحرمه من استضافة باقي مبارياته.
وجاء كتاب الفيفا تزامناً مع بعض المعلومات عن احتمال تجيير الأحداث لمصلحة نقل المباريات خارج لبنان، وتحديداً بطلب قطري بعد التحذيرات التي تلقتها رعايا بعض الدول الخليجية بعدم التوجه الى لبنان كقطر والإمارات والبحرين والكويت. لكن لا شك أن طلب مثل هذا لن يكون مبرراً في ظل ما يمكن تلمّسه من استقرار أمني، بغض النظر عن الأحداث التي تثير القلق، لكن ليس الى درجة نقل المباريات الى خارج لبنان.



الاتحاد لم يناقش «الثانية»

كان موضوع كتاب الفيفا من أبرز ما جرت مناقشته خلال جلسة اللجنة العليا أمس، برئاسة هاشم حيدر، فيما غاب موضوع بطولة الدرجة الثانية عن المناقشات، وخصوصاً أن الاتحاد لم يتلقّ من لجنة الاستئناف القانونية أي كتاب رسمي حول قرارها في ما يتعلّق بالطعن المقدم من بعض أندية الثانية.