قد تكون النتيجة آخر الاهتمامات في المباريات التجريبية التي يخوضها المنتخب اللبناني استعداداً لتصفيات كأس العالم التي تنطلق في 3 حزيران. فخسارة لبنان أمس أمام الأردن تختلف عن الخسارة أمام مصر قبل أسبوع. فالاختلاف ليس في النتيجة فقط، بل أيضاً في التطور الذي طرأ على الأداء اللبناني في اللقاء الثاني، حيث كان بإمكان أصحاب الأرض الخروج فائزين من المباراة، لو حالف الحظ العائد حسن معتوق، الذي أهدر ثلاث فرص شبه محققة أمام مرمى الحارس الأردني عامر شفيع.
وبما أن المباراة تجريبية، لم يكن لدى الجهاز الفني بقيادة الألماني ثيو بوكير مشكلة في تجربة بعض العناصر في أماكن معينة، إذ شارك حسين دقيق في مركز قلب الدفاع مع بلال نجارين، فيما شارك حسن شعيتو كمهاجم صريح، ومن خلفه الثنائي حسن معتوق ونادر مطر يحركهما القائد عباس عطوي.
لكن هذه التوليفة لم تقدم المطلوب منها في الشوط الأول، إذ قدم اللبنانيون أداء ضعيفاً ورتيباً دون وجود فرص محققة، نتيجة غياب الترابط بين الخطوط وعدم وجود تفاهم في العمق الهجومي بين الثلاثي شعيتو ـــــ مطر ـــــ معتوق، لكن رغم هزالة العرض اللبناني فإن الهدف الأردني جاء مفاجئاً من خطأ مشترك بين خط الوسط والدفاع، استغله الأردني حمزة الدرادرة ليفتتح التسجيل للضيوف. وسيطر الملل على مجريات الشوط الأول، بخلاف أحداث الشوط الثاني، التي كانت مثيرة لبنانياً مع دخول زكريا شرارة ومعتز الجنيدي وأكرم مغربي فتحركت الماكينة اللبنانية، منتجة الفرص التي ضاعت على مدار الشوط، وخصوصاً عبر معتوق، الذي مثّل مع نادر مطر وشرارة ثلاثياً خطراً كاد أن يعادل النتيجة قبل أن يعزز الأردنيون النتيجة بعكس مجريات اللقاء عبر اللاعب عينه، الذي سجل الهدف الأول. وأثر الهدف المباغت على معنويات اللاعبين، الذين هبطت عزيمتهم قبل أن يقلص السعدي النتيجة من ركنية في الدقيقة 88، لكن الوقت الباقي لم يسمح للبنانيين بتعديل النتيجة، أمام جمهور كبير حضر المباراة ووصل عدده الى 6 آلاف مشجع.
هذا الجمهور يجب التوقف عنده، إذ إن الصورة خارج الملعب كانت رائعة مع أعلام لبنان وقمصان بيضاء عليها صور اللاعبين، وجمهور غفير يحتشد للدخول الى المدرجات، لكن الصورة في الملعب تتغير كلياً لتتحول الى واحدة بشعة نتيجة الهتافات التي أطلقها بعض الجمهور الحاضر على مدى شوطي المباراة بحق الأردنيين. وهو أمر يطرح تساؤلات عن الصورة التي ستظهر في لقاء قطر، مع كل ما يتضمنه من حساسية سياسية. وبناءً عليه، قد يكون على القيمين على اللعبة من اتحاد وقوى أمنية وضع خطة واضحة للتعامل مع أحداث مشابهة في لقاء 3 حزيران على ملعب المدينة الرياضية. إذ لا يمكن لقلة أن تفسد عرساً كروياً من المفترض أن تشهده مباراة لبنان وقطر.




استياء اللاعبين من الاتحاد

يواجه الاتحاد اللبناني لكرة القدم، وتحديداً رئيسه هاشم حيدر، مشكلة على صعيد لاعبي المنتخب، المستائين من عدم صرف مكافآت مالية لهم بعد التأهل إلى الدور الحاسم كما كانوا قد وعدوا سابقاً. وتشير معلومات مؤكدة من داخل المعسكر اللبناني إلى أن اللاعبين يتذمرون من عدم الإيفاء بالوعود، ما قد يفرض حلاً سريعاً قبل السفر الى عُمان يوم الاثنين.