لا تزال صورة الجمهور الذي حضر الى لقاء لبنان وكوريا الجنوبية في 15 تشرين الثاني الماضي عالقة في الأذهان. فالجمهور الذي فاق عدده الـ 40 ألف متفرج لعب الدور الرئيسي في الفوز اللبناني. لكن، هل تصبح هذه الصورة مجرّد ذكرى لن تتكرر في لقاءات المنتخب المقبلة؟ هذا السؤال طُرِح مع تحديد أسعار الدخول الى المباريات. فالأماكن التي كان الدخول إليها مجاناً أصبح بعشرة آلاف ليرة للبطاقة، وأماكن الـ 15 ألف ليرة أصبحت بـ 25 ألف ليرة، أما منصة الشرف فمقسومة قسمين: العلوي بـ 50 ألف ليرة، والمنصة الرئيسية في الوسط بمئة ألف ليرة. الجدال الدائر حالياً هو حول أسعار الدرجة العادية (الثانية) والمحددة بعشرة آلاف ليرة. فالقسم الأكبر من الملعب سيكون مخصصاً لهذه الفئة التي تشكل العصب الرئيسي للجمهور مع تخوفات من أن يؤثر المبلغ، الذي يعتبره البعض كبيراً، على الحضور الجماهيري. فعشرة آلاف ليرة ليست مبلغاً كبيراً على فرد يريد الدخول لمشاهدة المباراة، لكن قد يتحول الى عبء مالي على رب عائلة يريد أن يذهب مع عائلته الى الملعب، إذ قد تكلفه المباراة ما بين 30 و50 ألف ليرة كمعدل وسطي، بحسب حجم العائلة، وبالتالي فهو مبلغ ليس بالأمر السهل في هذه الظروف الاقتصادية. ويلاحظ عبر المنتديات وصفحات الفايسبوك ردود الأفعال التي بدأت تتوالى بعد اعلان الاتحاد أسعار البطاقات. إذ يعتبر القسم الأكبر من الجمهور اللبناني الذي يناقش هذا الموضوع عبر الإنترنت أن المبلغ كبير ويجب خفضه الى خمسة آلاف ليرة كسعر وسطي بين المجاني والمبلغ الحالي. وتصاعد الاستياء الجماهيري عبر الفايسبوك، متسائلين عن أسباب تحديد هذا السعر ودرجة تأثيره، وخصوصاً على صعيد الحضور العائلي الذي كان ميزة مباريات المنتخب اللبناني، بعكس مباريات الدوري والكأس.
لكن في المقابل، يبرز رأي آخر يعتبر أن هذه القيمة المادية لا يمكن أن تشكل عبئاً على من سيدفعها، إذ إن من يريد أن يشاهد فيلم سينما قد يدفع مبلغاً مضاعفاً، وبالتالي لا يمكن اعتبار العشرة آلاف ليرة كثيرة على منتخب لبنان.
وقد تكون أسباب أخرى وراء تحديد هذا المبلغ، إذ إن المباراة مع قطر تعتبر حساسة جماهيرياً من الناحية السياسية، وبالتالي فإن اتحاد اللعبة قد يكون يسعى الى رفع مستوى الجمهور عبر تحديد سعر العشرة آلاف، بعكس الدخول المجاني الذي قد يؤدي الى دخول عشوائي الى الملعب وانفلات الأمور الى درجة حصول إشكالات في اللقاء. إلا أن البعض لا يتوافق رأيه مع هذه الفكرة، معتبراً أن من يريد أن يطلق الهتافات قد يدفع أكثر من عشرة آلاف، ولا يمكن السعرَ أن يردع الهتافات السياسية.
نقطة أخرى سلبية يمكن التوقف عندها، وهي حصر بيع البطاقات بمقر الاتحاد (بطاقات المنصة)، وبالمدينة الرياضية لباقي البطاقات من دون وضع نقاط للبيع في المحافظات الباقية، ما يصعّب المسألة على الراغبين في شراء البطاقات والحضور من خارج بيروت، وتكبيدهم عناء المجيء الى ملعب المدينة لشراء البطاقات، وهو أمر بإمكان الاتحاد التنبه إليه ومعالجته سريعاً.



كاخيا: السعر لن يؤثّر

يرى رئيس شركة «وورلد سبورت غروب» في غرب آسيا، بيار كاخيا، أن مبلغ عشرة آلاف ليرة ليس كثيراً على منتخب لبنان. فموضوع دعم المنتخب لا يجب أن يكون محصوراً بالكلام فقط، وهي مناسبة لكي يساهم كل لبناني في دعم منتخبه. ورأى كاخيا أن ما يؤثر على الحضور الجماهيري هو العرض والأداء المتواضع والاستهتار، وليس ثمن بطاقة المباراة.