سجّلت المرأة تقدماً لافتاً في عالم كرة القدم، بعدما احتل الرجال اللعبة وملأوا صفحاتها عبر التاريخ، وقد ظهر في الآونة الأخيرة من جذب اهتمام محبي اللعبة، مع دخول الجنس اللطيف الى المستطيل الأخضر، وسط تصميم على مضاهاة الرجال في ميدانهم. في عالم التحكيم، وفي الدوري الإنكليزي، وخلال مباراة بين سوانسي ومانشستر سيتي، كانت المرأة الأكثر شهرة في كرة القدم البريطانية منذ العام الماضي سيان مايسي، كمساعدة للحكم الرئيسي لي مايسون، واستطاعت بحنكة كبيرة ضبط حالة تسلل مؤثرة للغاية، كادت تمنح مانشستر سيتي التعادل وتغيّر مجرى البطولة وقتذاك.
ومايسي التي لم تتجاوز عامها الـ 29 أثبتت كفاءتها، وهي واحدة بين 853 امرأة يعملن حكّاماً في الدرجات المختلفة في انكلترا.
أما في عالم التدريب، فقد برز اسم السيدة نيلفي إيبانيز، البالغة من العمر 43 عاماً، وهي بوليفية الجنسية وأول امرأة تدخل عالم التدريب في الأندية المحترفة للرجال. كانت ولا تزال أمنيتها أن تصبح يوماً مدربة لمنتخب بلادها للرجال، لكنها حتى الآن اكتفت بتدريب فريق هيوس أكوينتشوس في دوري الدرجة الثانية في البيرو.
وعلى صعيد اللاعبات ودخولهن الى اللعب مع الرجال في فريق واحد، فقد حصلت أكثر من محاولة لحصول ذلك، إلا أن الاتحاد الدولي «الفيفا» رفضها رفضاً قاطعاً. وأول محاولة كانت لنادي بيروجيا الإيطالي الذي حاول عام 2003 التعاقد مع بيرغيت برينتس مهاجمة المنتخب الألماني للسيدات والحائزة لقب أفضل لاعبة فى العالم ثلاث مرات توالياً، والتي يراها كثيرون أفضل لاعبة في تاريخ الكرة النسوية، علماً بأن النادي نفسه حاول التعاقد مع هانا ليونبرغ مهاجمة المنتخب السويدي. أما في عام 2004، فقد تعاقد نادي سيلايا المكسيكي مع ماريبيل دومينغيز، لكن «الفيفا» أوقف الصفقة.
ويبقى المفاجئ في الموضوع أن الأفضلية ما بين الرجال والنساء في كرة القدم ظهرت من خلال دراسات ألمانية جديدة تقول إن المرأة أكثر جدية من الرجل في كرة القدم، إذ ذكر بعض الباحثين من خلال تحليلهم لـ 56 مباراة كرة قدم، أنه في بعض مباريات الرجال قد يصل الوقت الضائع الى 53 بالمئة من كامل وقت المباراة، حيث يستغرق الرجل اللاعب مثلاً دقيقة ليحتفل بعد تسجيل هدف، بينما تحتفل المرأة فقط في نصف دقيقة!
ورغم أن عمر بطولات كرة القدم النسائية ليس قديماً، إلا أن هناك الكثير من المراقبين الذين يؤكدون تزايد شعبيتها على نحو مطّرد، إذ بلغ عدد المشجعين الذين حضروا المباراة الافتتاحية لبطولة كأس العالم الأخيرة للسيدات في ألمانيا 74 ألف مشجع، وهو أعلى رقم حضور سجلته مباراة كرة قدم للسيدات في أوروبا.
وللجماهير النسوية حكاية أخرى هنا، حيث أكد خبير ألماني متخصص في مجال التربية الرياضية أن حضور السيدات بكثافة إلى الملاعب يحدّ من العنف، وقد تجلى هذا الأمر في «المونديال» الأخير للسيدات، إذ أشار الخبير الى أنه تابع سلوك الجماهير، ولم يرَ أي هتافات مسيئة، وإنما كانت السيدات تصفّقن أحياناً عندما يقدم الفريق المنافس لعبة جيدة. وفي تركيا، عندما عمد الاتحاد الى الحد من العنف في الملاعب، جرى منع الرجال من الحضور والسماح للسيدات والأطفال فقط بمتابعة المباريات من المدرجات، وقد حضر نحو 41 ألف متفرج مباراة بين فريقي فنربخشه ومانيساسبور، وقد لاقت هذه الخطوة استحساناً من الجميع.