مباراة الموسم. مباراة البطولة. مباراة الجارين اللدودين. مباراة دربي مدينة مانشستر. هذا ما يمكن اطلاقه على المباراة التي ستجمع مانشستر سيتي بجاره مانشستر يونايتد، الاثنين في ملعب «الاتحاد» الخاص بالـ «سيتيزينس»، في ختام مباريات الجولة الـ 36، وأيّ ختام هو الذي سيشهد مواجهة الغريمين الأزليين في المدينة نفسها. ليلة الاثنين لن تكون عادية على الاطلاق في مانشستر، فكبيرَاها سيتواجهان على اللقب الاغلى في انكلترا. مانشستر ستكون ارض الحدث الذي سيستقطب الأنظار ليس في انكلترا وحدها، بل في العالم بأسره.
العالم كله ستكون شاخصةً أبصاره نحو المدينة الجميلة. مدينة ستلبس لوناً واحداً بعد نهاية هذه المباراة، حتى نهاية الموسم المقبل: إما الأحمر سيكون لوناً لمانشستر لعام كامل، وإما الازرق سيطغى على المدينة، بعدما بقي سنوات طوالاً في الظل. لا مكان للون وسطي. لا مكان لأنصاف الحلول. لا مكان لأحلام أخرى يغفو عليها نصف سكان مانشستر ليلة الاثنين، تحمل آمالاً جديدة بتحقيق اللقب بعد تبادل لمركز الصدارة طيلة الموسم، إذ في هذا الليلة سيتحدد بطل انكلترا لمرة أخيرة ونهائية. الاثنين سيحمل الخبر السار لهذا النصف، والحزين للنصف الآخر. بعد المباراة، ستُعقد حلقات الرقص وترتفع الأهازيج في هذا الجانب، وستنتصب المآتم في الجانب الآخر.
ليلة الاثنين، لن يكون التاريخ حاضراً. تاريخ كانت فيه الغلبة للشياطين الحمر بواقع 58 انتصاراً مقابل 38 انتصار لـ «السيتيزينس»، و49 تعادلاً. في المباراة الـ 146 والأهم في تاريخ المواجهات بين الجانبين، ستكون الكلمة الفصل للأفضل بينهما، للأكثر قوة وقتالية وشكيمة على ارض الميدان. ملعب «الاتحاد» سيتحول في هذه الليلة الى ساحة حرب بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى. هي حرب بين اللاعبين على أرض الميدان، وبين المدربَين، «السير» الاسكوتلندي اليكس فيرغيسون في جانب الحمر، والإيطالي روبرتو مانشيني في جانب الزرق على اطراف الملعب. مَن مِن الجانبين سيمتلك الاسلحة اللازمة للفتك بالآخر؟ هذا الجواب لن يعرفه أحد بالمطلق في العالم بأسره الا مع اطلاق صافرة نهاية هذه الملحمة الكروية، التي لم تعرف لها مدينة مانشستر مثيلاً في تاريخها. حتى إن التاريخ الذي كُتب في ذهاب هذا الموسم الناري بين الفريقين في الـ «بريمييرليغ» حين هزم سيتي غريمه شر هزيمة في ملعب «اولد ترافورد» الشهير 6-1 سيكون معرّضاً لأن يصبح مجرد رقم، اذا ما فاز يونايتد او تعادل (باعتباره يتقدم بـ 3 نقاط قبل جولتين من ختام الموسم)، وإما أنه سيمجَّد حقاً في سجلات المدينة والبطولة الاولى في العالم، اذا ما استطاع سيتي الفوز واعتلاء الصدارة.
اذاً، الفوز هو مطلب الـ «سيتيزينس» الأول والاخير، اذا ما اراد المضي قدماً نحو منصة التتويج، فيما نتيجة التعادل لن تكون مضرة طبعاً لـ «الشياطين الحمر» قبل جولتين من الختام، حيث تنتظرهم مباراتان سهلتان على الورق. من هنا، ينتظر أن يكون طابع سيتي الخططي هجومياً اكثر منه عند يونايتد، حيث يتوقع ان تكون خطة مدرب الاخير فيرغيسون 4-5-1 بوجود ثلاثة لاعبين ذوي نزعة دفاعية ـــــ قتالية في عمق الوسط، إضافة الى جناحين، وفي المقدمة كالعادة واين روني، بينما سيعتمد مانشيني على قوته الهجومية المتمثلة بخطة 4-4-2 عبر وجود الرباعي الفرنسي سمير نصري والإسباني ديفيد سيلفا وأمامهما الأرجنتينيان سيرجيو اغويرو والعائد بقوة كارلوس تيفيز، أو العائد من الإيقاف الإيطالي ماريو بالوتيلي (مشاركته قد تكون مستبعدة نظراً إلى عدم انضباطه مما قد يكلف فريقه غالياً في مثل هذه المباراة).
إنها الجولة الأخيرة والحاسمة من الحرب بين الطرفين ليلة الاثنين. معركة بدأت بشائرها بالظهور منذ ايام، حيث شُغلت مانشستر بالموقعة الكبيرة وراح الطرفان يتوعّد واحدهما الآخر. فيرغيسون من جانبه كان واضحاً بأن نتيجة الذهاب لن يكون لها تأثير في ليلة الاثنين، وبأنه مستعد للمعركة، قائلاً: «أعتقد أن المواجهة السابقة في الموسم الحالي لا علاقة لها بالموضوع، لقد التقينا بالفعل ثلاث مرات، لكن الماضي هو الماضي، لا يهم، الأمر كله متعلق بيوم الاثنين»، مضيفاً «لا أعرف إذا كنت سأنجح في هذه الأوضاع، لا أعرف ما إذا كنت أتطلع اليها (المباراة)، لكني مستعد لها، وأعتقد أن اللاعبين مستعدون لها، أتمنى أن نؤدي على نحو جيد».
في المقلب الآخر، حاول مانشيني التركيز على عامل التحكيم، مشيراً إلى أن الحكام في إنكلترا يحابون يونايتد.
إذاً، لا يمكن وصف كم الإثارة الذي سيكون حاضراً ليلة الاثنين. إثارة يترقّبها العالم بأسره، وهي ستصل دون ادنى شك الى حدودها القصوى. اثارة ستنتهي على نتيجة واحدة: إما فرحة بجانب ملعب «الاتحاد»، أو فرحة بجانب ملعب «أولد ترافورد».



1300 جنيه استرليني!

ذكرت صحيفة «دايلي ميرور» الإنكليزية أن سعر تذكرة مباراة مانشستر سيتي وجاره يونايتد في السوق السوداء وصل إلى 1300 جنيه استرليني، وهو 26 ضعف الثمن الأصلي للتذكرة (50 جنيهاً استرلينياً)، وأكدت أن بعض الجماهير ممن يمتلكون تذكرة للمباراة فضّلوا بيعها لكسب المال ومشاهدة المباراة في المنزل