إنه البركان. لا يمكن وصف حالة الغليان التي كانت تعيشها مدينة برشلونة. الكل هناك كان ينتظر مباراة النادي الاشهر في اقليم كاتالونيا امام تشلسي القادم من العاصمة الانكليزية لندن. في برشلونة امتزج الغضب بالثقة. غضب من خسارتين امام تشلسي نفسه في ذهاب نصف نهائي دوري ابطال اوروبا وامام الغريم الازلي ريال مدريد في الدوري المحلي، ذبحتا كاتالونيا، وثقة بفريق يتقن كيف يقوم من كبوته. ثقة لم ولن تتبدل ابداً ببرشلونة.
برشلونة أصيبت اذاً في الصميم. كان لا بد من انتفاضة تعيد الى الفريق هيبة انكسرت في المباراتين الأخيرتين. كان لا بد من انتفاضة تعيد الكاتالونيين الى رشدهم بعد الخسارتين الشهيرتين.
حان الآن موعد الكلمة الفصل. كلمة كان العالم بأسره ينتظرها من الفريق الذي اذهل العالم في السنوات الأربع الاخيرة.
الانظار اتجهت ليلة امس الى «كامب نو» في برشلونة. الملعب كان يغلي كما قلوب مرتاديه. الاعين متجهة الى الارجنتيني ليونيل ميسي. الكل في برشلونة سلّم الامانة لـ«البرغوث» كي يُعيد الامور الى نصابها بعدما تردد انه خذل الفريق في المباراتين الأخيرتين. ميسي وحده يمتلك كلمة السر رغم انه امام المهمة الاصعب هذا الموسم وتحت كم هائل من الضغوط. هات ما عندك يا ميسي وامض بنا الى ميونيخ، هذا كان لسان حال اهل كاتالونيا، لا بل كل مناصري برشلونة في العالم.
لكن ميسي خذل الأنصار ليلة امس. ميسي فشل في المهمة. ضاع «البرغوث» وأضاع معه مدينة بأسرها. ميسي لم يكن ميسي أمس، فشل ليونيل في ابتكار الحلول التي كان وحده يجيدها امام التكتلات الدفاعية، وعندما ابتسمت له الكرة رفض ميسي هديتها: تسديدة من ركلة جزاء في الدقيقة 49 اصابت عارضة الرائع التشيكي بيتر تشيك واصابت معها برشلونة في مقتل.
أمس، فقد برشلونة كل شيء، كل شيء تماماً. الاسباني فرناندو توريس اراد خروج الـ«بلاوغرانا» مخزىً الى أقصى الحدود عندما سجل هدف التعادل في الدقيقة 90، رغم ان فريقه اكمل المباراة منذ الدقيقة 37 منقوصاً من قائده جون تيري المطرود.
جماهير برشلونة تفاءلت خيراً بعد هدفي سيرجيو بوسكيتس واندريس اينييستا في الدقيقتين 35 و44، الا ان البرازيلي راميريش لعب دور ميسي الحقيقي، مقلّصاً النتيجة الى 1-2 بهدف من «لوب» رائع في الدقيقة 45. هدف صدم ملعب «كامب نو» وأربك برشلونة. هدف كان نقطة التحول اضافة الى ركلة الجزاء المهدورة من ميسي في تبدّل المشهد قبل ان يسدد توريس الضربة القاضية.
بالتأكيد ستُفتح الآن الأبواب على مصراعيها بعد هذه الخيبة الكبيرة امام التحليلات وتحميل المسؤوليات والى ما هنالك. رجلٌ واحد سيكون في قلب العاصفة: جوسيب غوارديولا.



«سانتياغو برنابيو» على موعد ناري

تتجه الأنظار الليلة (21,45 بتوقيت بيروت) إلى موقعة الإياب بين ريال مدريد الاسباني وضيفه بايرن ميونيخ الالماني، حيث يسعى النادي الملكي الى الفوز بنتيجة 1-0 على الأقل لبلوغ المباراة النهائية، بعد أن آلت مباراة الذهاب الى فوز النادي البافاري 2-1، حيث يكفي الأخير التعادل بأي نتيجة