هو أسبوع انتخابي بامتياز. أسبوع كانت فيه الأطراف السلّوية تزرع حاضراً لتحصد مستقبلاً. فما حصل بعد مباراة الشانفيل والحكمة تحول الى عمل انتخابي من جميع الأطراف، ولا شك أن نتائجه ستظهر في الخريف المقبل، موعد إجراء انتخابات الاتحاد اللبناني لكرة السلة. الكل عزف على جميع الأوتار طائفياً ومناطقياً على نحو أكّد أن لعبة كرة السلة تنخر الطائفية عظامها. أُلبس ثوبها الوزير فيصل كرامي، لتدخّله ومساءلة الاتحاد.
هذا ما دفع بكرامي الى توضيح ما حصل في مداخلة مع برنامج «دانك» على شاشة الجديد، حين قال «أن الإشكالية حصلت ويجب معالجتها، وعلى هذا الأساس كانت المشاورات مع رئيس الاتحاد للقيام بما يلزم لأن الهدف هو حماية اللعبة». وأضاف: «نحن أعطينا رأينا كوزارة قيّمة على كل المجالات الرياضية لا كرة السلة فقط، فهل لا يحق لنا إبداء الرأي، فقط لأن المشكلة مع نادٍ طرابلسي يتعرض للظلم، وعلى أيامنا، طبعاً لا نرضى بذلك، وليس لدينا إحراج».
وألبس الثوب الطائفي لنادي الشانفيل لتهاونه أمام الحكمة على حساب المتحد. وللرياضي الذي وقف، اضافة الى ممثله في الاتحاد جودت شاكر، مع المتحد الى جانب زملائه ياسر الحاج ونادر بسمة ونزار الرواس وهادي غمراوي، كما ألبس الثوب الطائفي الى غسان سركيس، الذي حُمّل مسؤولية ما حصل. ونال أنيبال حصته حين حُكي عن وقوف مجموعة منه خارج أبواب ملعب المدرسة الأنطونية في اللقاء مع الرياضي، يسألون عن الدين الذي ينتمي اليه المشجع الداخل الى المباراة. «مسيحي بتفوت، مسلم ما بتفوت» وهو ما جرت مناقشته في جلسة الاتحاد الأخيرة عبر الرئيس جورج بركات، الذي أبلغه المحاسب طوني سلامة ما حدث في زحلة، كما تطرق نائب الرئيس جودت شاكر الى مسألة بعض جمهور الرياضي الذين دخلوا الى الملعب ومعهم قمصان لأنيبال توزّع على المدخل، وعند سؤالهم عن هوية الفريق الذي يشجعونه، أجابوا «أنيبال»، خوفاً من إخراجهم من الملعب، لكون المسموح بدخولهم هم جمهور أنيبال فقط. وحين لم يقتنع السائلون، طلبوا «هويات الشباب» قبل أن يتدخل رئيس نادي أنيبال خليل مسعد غاضباً، ورافضاً هذا التصرف. أما الطائفي الأكبر، فظهر أنه اتحاد اللعبة، الذي وقف الى جانب الشانفيل كما يعتقد المسؤولون في المتحد.
التأزم في الاتحاد أفضى الى تلويح خمسة أعضاء باستقالاتهم، لكن بعد دراسة هادئة لتداعيات الخطوة، تبيّن أن النشاط الفعلي للاتحاد لا يتخطى الأسبوعين مع تنظيمه مباريات «الفاينال فور»، ومن بعده النهائي لتكون بذلك نهاية النشاط السلوي المحلي.
وبناءً عليه، فإن العمر الفعلي للاتحاد قصير، كما أن الفترة الباقية قبل موعد الانتخابات المقبلة لا تسمح بإقامة انتخابات جديدة، وبالتالي سيتم تكليف اللجنة الادارية بتصريف الأعمال حتى انتخابات لجنة جديدة.
لكن لا شك أن ما حصل في الأسبوع الماضي قد يكون أساساً لحسابات انتخابية، وخصوصاً في ظل رسالة وصلت الى الأعضاء المستقيلين ومصدرها «لاعب رئيسي» في الانتخابات، مفادها أن «من يستقيل الآن لن يعود الى اللعبة مجدداً في الانتخابات المقبلة، مع وضع فيتو على كل من يغادر الاتحاد حالياً». رسالة أثارت استياء الطرف الآخر الذي تساءل هل يمكن أن يكون هناك كرة السلة مع غياب شريحة أساسية عن الاتحاد؟ وهو أمر قد يولّد تحالفات جديدة في الانتخابات المقبلة.
المهم أن الأزمة السلوية انتهت حالياً مع تشظٍّ كبير أصاب اللعبة في الصميم، ولفت الأنظار الى واقع مرير تعيشها اللعبة، التي أوصلت لبنان الى العالمية. واقع ستتّضح صورته أكثر في الخريف المقبل.
فنياً اختتم السبت «فاينال 8» البطولة حيث دفع الرياضي ثمن العقوبة «الخنفشارية» التي فرضها اتحاد اللعبة عليه، مع حرمانه من جمهوره في ثلاث مباريات، اثنتان سابقاً، وواحدة مع الشانفيل بعد شهرين على العقوبة! وخسر الرياضي 81 - 87 (13 - 17، 33 - 44، 60 - 59) على ملعب المنارة. وتصدر الشانفيل الترتيب ليواجه الحكمة الرابع في «الفاينال فور»، فيما سيواجه الرياضي أنيبال. وكان اسماعيل أحمد أفضل مسجلي الرياضي بـ 29 نقطة مع 15 كرة مرتدة و8 تمريرات حاسمة. أما من جانب الشانفيل، فكان ماركوس هايسليب بـ 23 نقطة مع 11 كرة مرتدة.
وفي الكأس تأهل أنيبال الى نصف النهائي بفوزه على الحكمة 68 - 60 (18 - 7، 30 - 31، 55 - 46) ليلعب مع الشانفيل، كما تأهل هوبس بتغيب المتحد ليلعب مع الرياضي في نصف النهائي الثاني.