اتجهت أنظار عشاق الساحرة المستديرة، أمس، لمتابعة لقاء رد الاعتبار الذي جمع تشلسي الإنكليزي ببرشلونة الإسباني على ملعب «ستامفورد بريدج» في ذهاب الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا. مواجهة لم تكن فقط بين لاعبي «البلوز» والكاتالونيين، بل كانت على صعيد أكبر، تكتيكية، بين المدربين، الإيطالي روبيرتو دي ماتيو والإسباني جوسيب غوارديولا... وفي النهاية انتصر فيها الإيطالي. قرأ دي ماتيو المباراة قراءة منطقية، ولعب بخمسة لاعبي وسط، 4 منهم ذوو نزعة دفاعية، فرانك لامبارد والنيجيري جون أوبي ميكيل، والبرتغالي راوول ميريليش والبرازيلي راميريش، الذين على الرغم من استحواذ برشلونة على المباراة، إلا أنهم تمكنوا من الوقوف حائطاً قوياً في وجه الضيوف.
واعتمد الإيطالي على المرتدات التي أتقنها لاعبوه منذ صافرة البداية، حيث جاء التنبيه الأول من طريق أحد أفضل لاعبي المباراة، العاجي ديدييه دروغبا، في الدقيقة الثالثة، لكنه لم ينجح، ثم أعاد الكرة مرة أخرى بعدها بدقائق معدودة وباءت المحاولة بالفشل، إلا أن المرتدة الأخيرة في الوقت بدل الضائع في الشوط الأول من طريق راميريش، مرت عن مدافعي «البرشا» ليسددها دروغبا، الذي كان في أفضل حالاته الفنية والبدنية، مباشرة في الشباك معلناً تسجيل هدف المباراة الوحيد.
في المقابل، أتيحت لبرشلونة العديد من الفرص الحقيقية للتسجيل، أولاها في الدقيقة الثامنة عندما انفرد التشيلياني الكسيس سانشيز بحارس المرمى التشيكي بيتر تشيك وحاول إسقاطها فوق الأخير، لكن الكرة ارتطمت بالعارضة. وفي الدقيقة ١٦ سدد أندريس اينييستا كرة قوية تصدى لها تشيك وتابعها سيسك فابريغاس بتسديدة ضعيفة.
آمال برشلونة في العودة بالنتيجة خلال الشوط الثاني، كانت كلها معلقة على الدولي الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي وجد صعوبة في فك شيفرة الدفاع الأزرق الذي تحسن كثيراً في الشهرين الأخيرَين وأصبحت شباكه تستقبل الأهداف بصعوبة بالغة. لكن ميسي الذي يبقى القادر على فعل المستحيل في غفلة، اختفت موهبته لدقائق أمام التكتل والرقابة الجماعية، ليعود في الوقت بدل الضائع من المباراة ويقود هجمة وصلت على أثرها الكرة إلى قدمي بيدرو الذي سددها كرة أرضية زاحفة لترتطم بالقائم الأيسر، وتصل إلى سيرجيو بوسكيتس الذي تابعها إلى خارج أرض الملعب.
في المحصلة، عانى ميسي، وعندما يعاني «البرغوث» فإن برشلونة سيعاني بطبيعة الحال، هذا ما كان واضحاً ليلة أمس. معاناة ميسي لم تكن بسبب الضغط الدفاعي العالي المستوى من لاعبي الـ«بلوز» فحسب، بل أضيف إليها أن شافي هرنانديز، أحد أركان المثلث الذهبي، كان فاقداً لإبداعاته ومساندته لزميليه ميسي واينييستا.
في المقلب الآخر، أدت كبرياء الإنكليز دوراً مهماً في خروجهم بهذه النتيجة بعدما كان معظم المحللين والنقاد يتوقعون خسارتهم، حتى في ملعبهم، لتزداد آمال الإسباني فيرناندو توريس مهاجم الـ«بلوز»، الذي بقي على مقاعد الاحتياط، في تحقيق حلم حياته منذ كان طفلاً: الفوز بالكأس «ذات الأذنين».



غوارديولا لن يدرّب تشلسي

نفى جوسيب غوارديولا التقارير التي تحدثت عن تركه برشلونة في نهاية الموسم الحالي للإشراف على تشلسي، معتبراً إياها من «نسج الخيال». وكانت وسائل الإعلام قد ذكرت أن غوارديولا هو الهدف الأول لمالك تشلسي الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش الذي أقال المدرب البرتغالي أندريه فياش-بواش وعين مساعده الإيطالي روبرتو دي ماتيو بديلاً له حتى نهاية الموسم.