جاءت مشاركة منتخب لبنان للملاكمة في تصفيات آسيا المؤهلة الى أولمبياد لندن مخيبة، نتيجة الاختيار غير الصحيح وإبعاد ملاكمي النخبة لصالح ملاكمين لا يتمتعون بالمستوى المطلوب، ليخسر لبنان فرصة التأهل. ففي 2 نيسان الجاري أرسل الاتحاد اللبناني للملاكمة أسماء البعثة المغادرة الى كازاخستان، للمشاركة في تصفيات القارة الآسيوية المؤهلة إلى الألعاب الأولمبية ـــ لندن 2012، وتألفت من عضو الاتحاد بشارة عبود (رئيساً) ومصطفى الزينو (مدرباً) وعلي منصور (مساعداً للمدرب)، إلى الملاكمين محمد فخر الدين (وزن 91 كلغ) وحيدر منصور (وزن 81 كلغ).
حينها أثارت الأسماء المختارة الاستغراب نتيجة استبعاد لاعبي الجيش اللبناني أبطال لبنان وآسيا، الذين يملكون خبرة طويلة وانجازات عديدة وألقاباً كثيرة كوائل شاهين ونجد سلوم (1979) وفراس بتلوني (1981) وأحمد عثمان (1985) وأحمد النابوش (1981) وشادي طوبية (1981) وعباس طحان (1981) وغيرهم ممن يسمح لهم عمرهم بالمشاركة.
وهذا ما يثير التساؤلات عن أسباب استبعاد ملاكمي الجيش اللبناني، وهو أمر أثار الاستياء لدى القيادة العسكرية، إذ أفادت مصادر في اللجنة الأولمبية اللبنانية عن تقديم اعتراض من الجيش على ما يتعرض له لاعبوه من تهميش، فيما هم أبطال دوليون. فتارة تُنقل تمارين المنتخب الى عربصاليم ما يصعّب المهمة على لاعبي الجيش بالانتقال الى هناك يومياً، فهل يمكن أن يتدرب منتخب لبنان في قاعة تبعد عن العاصمة ما يقارب الساعة؟ وما المانع من إقامة التمارين على ملعب مجمع الرئيس إميل لحود؟
وتارة أخرى يُبعد لاعبو الجيش المميزون عن البطولات المحلية ويصنفون في الدرجة الممتازة. وقد يكون هدف الاتحاد إفساح المجال أمام أندية أخرى لتحقيق ألقاب، لكن لا يمكن ابعاد لاعبي الجيش عن الاستحقاقات الوطنية. ففرصة التأهل الى الأولمبياد كانت متاحة أو حتى على الأقل الخروج بنتائج أفضل من التي سجلت، وخصوصاً أن القرعة خدمت لبنان مع تأهله مباشرة الى ربع النهائي عبر نظام الـ «BYE»، وبالتالي فإن لبنان كان يحتاج الى فوز في كل وزن كي يضمن ميدالية.
لكن النتائج جاءت مغايرة، إذ خسر منصور وفخر الدين في أول مباراة فكان خروج منصور على يد القيرغزستاني سيرجي سكيلاروف بنتيجة كبيرة 18:9، فيما خرج فخر الدين أمام الإيراني علي مزاهري بـ «عدم الأهلية RSC». واللافت أن القرغيزستاني والإيراني عادا وخسرا في نصف النهائي بـ «عدم الأهلية RSC». وبناءً عليه، أيّ معيار اعتمده الاتحاد اللبناني لاختيار الملاكمين ليمثلا لبنان؟ وكيف يمكن اختيار ملاكم هو حيدر منصور، الذي استبعد قبل سنتين من الفرنكوفونية من قبل الاتحاد عينه لعدم أهليته؟! والغريب أن الاتحاد استعان بمدرب تركي هو سيفا نارا (علماً أن الاتحاد التركي استعان بمدرب كوبي)، لكن هذا المدرب لم يرافق لاعبيه الى البطولة، واستُبدل بالمدرب مصطفى الزينو.
ورغم مرور ما يقارب الأسبوع على المشاركة اللبنانية، لم يعمم الاتحاد النتائج حتى الآن، كما أنه أرسل سابقاً نشرة عن مشاركة منتخب لبنان النسائي في بطولة خارجية، ثم غابت أخبار هذه البطولة التي شهدت تسمية عضو الاتحاد منال سلمان كلاعبة، وهذا مخالف لقانون الاتحاد، الذي لا يسمح بأن يُعتمد العضو لاعباً أو حكماً في أي بطولة. أضف الى ذلك الاعلان عن دورة تحكيمية بين 24 و27 شباط الماضي، ولم يتم تخريج الحكام الناجحين حتى الآن، أو إعلان أسمائهم رغم تمديد الدورة ثلاثة أيام أخرى، فهل هذا يعني أن المستوى كان متواضعاً في الدورة؟ وهل هناك سياسة للترويج الإعلامي عبر الاعلان عن الاشتراك في مسابقات وإقامة نشاطات لا يُعرف مصيرها لاحقاً؟
أسئلة كثيرة تنتظر إجابة من اتحاد الملاكمة، فالرياضة اللبنانية لا ينقصها «بوكسات» أكثر مما تتلقاه.