انشغال الرأي العام بالاستحقاق المرتقب لمنتخب لبنان لكرة القدم الذي يستعد لخوض الدور الرابع المؤهل الى نهائيات كأس العالم 2014، لا يفترض أن يبعد الأنظار عن استحقاق مهم آخر يرتبط بمنتخب الفوتسال، الذي يقف امام اهم محطة عندما يخوض غمار كأس آسيا 2012، حيث يبدو أقرب من أي وقت مضى لبلوغ المونديال للمرة الأولى، في انجاز سيحمل اللعبة الى مستوى آخر، ويتوّج سنة مجيدة للكرة اللبنانية التي ذاع صيتها عالمياً بعد انتظار طويل.والتأهل الى المونديال كان فكرة بعيدة عن الواقع في الماضي القريب، لكنها اصبحت أمراً في المتناول، بعد التقدّم الذي شهدته اللعبة في المواسم القريبة الماضية، وتعرّف الساحة العالمية على اسماء بعض اللاعبين اللبنانيين من خلال بروزهم في البطولات القارية، اضافة الى النضج الذي اصاب غالبية العناصر الموجودة في التشكيلة، التي عُزّزت بلاعبين صاعدين لا يقلّون شأناً من حيث الموهبة والقدرة على التعلّم السريع لتعويض نقص الخبرة.
ومع انتهاء المرحلة الأولى من الاستعدادات للاستحقاق الآسيوي، رفع المدرب الاسباني باكو أراوجو تقريراً مؤلفاً من 13 صفحة للاتحاد اللبناني لكرة القدم، مشيراً بالتفاصيل الى ماهية التمارين اليومية التي أجراها المنتخب طوال الشهرين الماضيين، وموضحاً تطوّر كل لاعب من عدمه.
وما يبدو واضحاً ان التزام اللاعبين لم يسبق له مثيل على صعيد المنتخب، وخصوصاً بعدما لمس هؤلاء ان المدرب أراوجو «لا يرحم» لناحية عدم قبوله المتلكئين في هذا المجال، وسط إصراره على انغماس الجميع في أسلوبَي اللعب اللذين يعمد الى تلقينهما لرجاله. ولهذا السبب شهد المنتخب اعتذار الثنائي محمود عيتاني وعباس طحان عن عدم الاستمرار لعدم قدرتهما البدنية على تحمّل الالتزام في حصص تدريبية لا تقلّ مدتها عن ساعتين يومياً، وسط انشغالهما مع شباب الساحل أيضاً. وفي موازاة استدعاء لاعب الصداقة محمود دقيق للالتحاق بالمنتخب، استبعد أراوجو زميله حسن باجوق، لعدم جديته وتغيّبه مرات عدة من دون مبرّر.
وتلحظ علامات الاستفهام الآن هيثم عطوي، الذي لم يخض سوى 3 حصص تدريبية من أصل 35 مع المجموعة منذ انطلاق التمارين بسبب انشغاله مع الصفاء، وهي مسألة تزعج أراوجو، وخصوصاً ان عطوي الذي يلعب في مركز حسّاس مع المنتخب لا يشارك كثيراً مع فريقه، ما سيصعّب من امكان وصوله الى مستوى الجهوزية التي سيبلغها زملاؤه قبل كأس آسيا، اضافة الى صعوبة اندماجه معهم في اساليب اللعب المتبعة (ما سينعكس سلباً على الاداء العام)، إلا في حال التحاقه بالتمارين في المرحلة الثانية من التحضيرات، لخوض 35 حصة على الاقل، حيث سيتقرر على اثرها اذا ما كان سيجد اسمه ضمن تشكيلة الـ 14 لاعباً التي ستخوض غمار أهم استحقاق في تاريخ الفوتسال اللبناني.
وفي هذا الإطار، لا يمكن اغفال المحاولات الحثيثة التي اجريت بالتنسيق مع الصفاء في محاولة لتفريغ عطوي، كما هي حال الحارس ربيع الكاخي حالياً، لكن يبدو أن حيرة اللاعب بين اختيار التفرّغ لفريقه او المنتخب جعلته غير قادر على الالتزام مع طرفٍ دون آخر، وهي مسألة قد تدفع الاتحاد اللبناني الى الفصل بين كرة القدم وكرة الصالات ابتداءً من الموسم المقبل، وهذا ما اكده رئيس لجنة الفوتسال سمعان الدويهي بقوله: «بسبب ما واجهناه مع عطوي سأتقدّم باقتراح الى اللجنة العليا يطالب بضرورة فصل اللعبتين، مع إمكان السماح بالاستعانة بلاعبَين أجنبيين اثنين على ارض الملعب. ومن وجهة نظري المنتخب يحتاج إلى عطوي اكثر من الصفاء، لذا لن يكون بعيداً اتخاذ قرار بتوقيفه على غرار كل اولئك اللاعبين الذين تخلّفوا عن تأدية واجبهم في الأعوام الماضية».
وكان مفاجئاً ما حصل في نهاية الاسبوع الماضي على صعيد المباريات التحضيرية، حيث تراجع الاتحاد المصري عن استضافة منتخبه للبنان في مباراتين وديتين كانتا مقررتين هذا الأسبوع، وذلك عقب الصعوبات الكبيرة التي واجهها الطرف اللبناني عند إصدار تأشيرات الدخول. الا أن الاتحاد المصري اصطدم بعدم الحصول على موافقة امنية لإقامة المباراتين، فجاءت خطوة تراجعه عن الاستضافة، ما أثار استياء الجانب اللبناني، الذي تلقى اعتذاراً من نظيره الليبي أيضاً، بعدما كان الأخير قد اكد حضور منتخبه الى بيروت اواخر الشهر الحالي للعب مباراتين وديتين.
هذا وباشر المعنيون إجراء الاتصالات اللازمة باتحادات أوزبكستان وفرنسا وكرواتيا والامارات لتأمين مباريات بديلة تكون على مستوى المرحلة الثانية من التحضيرات، التي ستشهد وصول مدرب حراس المرمى الاسباني أغوستين غارسيا، الذي سيعمل على رفع مستوى الحراس اللبنانيين الثلاثة المشاركين في التمارين وهم الكاخي وحسين همداني وغدي أبي عقل، القادم من فريق الرسل جونية (درجة ثانية)، والذي قد يكون حارس المستقبل للمنتخب اللبناني، لكونه لم يتجاوز الخامسة عشرة من العمر.
هل سيفعلها منتخب الفوتسال ويحقق الجزء الأول من الحلم المونديالي اللبناني الذي بدأت فصوله مع منتخب كرة القدم؟ كل شيء يبدو قابلاً للتحقّق وسط تضافر الجهود ووجود النوايا الصافية، والأهم المعنويات العالية، إذ إن الأكيد أن كل لاعب أصبح مدركاً القوة العجيبة التي يختزنها ذاك القميص الأحمر المزيّن بالأرزة الخضراء.



السيدات على خطى الرجال

انتصار كبير حققته سيدات لبنان في ثالثة مبارياتهن ضمن المجموعة الثانية لبطولة غرب آسيا، بعدما سحقن قطر 19-0، ليبلغن الدور نصف النهائي، حيث سيلتقين اليوم الساعة الرابعة بعد الظهر إيران حاملة اللقب ومتصدرة المجموعة الأولى. وسجلت كلٌّ من نانسي تشايليان وسارة حيدر سداسية، بينما تكفّلت بالأهداف الأخرى تغريد حمادة (4) وريم شلهوب وهبة الجعفيل وسارة بكري.