لا شك في أن اهتمام ريال مدريد وجماهيره يبدو منصبّاً في الوقت الحالي على الموقعة النارية في نصف نهائي دوري ابطال اوروبا امام بايرن ميونيخ الالماني في السعي نحو اللقب الاوروبي الحادي عشر، الا ان مباراة الـ«ميرينغيز» امام فالنسيا، الاحد (22.30 بتوقيت بيروت) لا تقل شأناً بالمطلق في السعي نحو استعادة الريادة المحلية من الغريم الازلي برشلونة.
في الواقع، يمكن اعتبار المباراة امام «الخفافيش» محطة مهمة كي لا نقول مفصلية اذا ما اراد لاعبو الملكي اعتلاء منصة التتويج في نهاية الموسم، اذ ان الفوز في هذه المباراة التي تجمعهم مع ثالث الترتيب ومن بعدها مع الجار اللدود اتلتيكو مدريد في منتصف الاسبوع المقبل يعنيان الاقتراب اكثر فاكثر من لقب «الليغا»، حيث ان تحقيق المطلوب فيهما سيمنح لاعبي ريال مدريد معنويات عالية جداً قبل موقعة «كامب نو» مع برشلونة، من هنا يمكن اعتبار هاتين المباراتين بمثابة «فخّين» حقيقيين للملكي.
ويُنتظر ان تخبئ مباراة ريال امام فالنسيا الكثير من الاثارة والندية، وخصوصاً ان الاخير يقاتل بدوره على احدى البطاقتين المؤهلتين الى دوري ابطال اوروبا في الموسم المقبل مع ملقة وليفانتي حيث سيسعى فالنسيا للخروج على الاقل بنقطة ستعتبر ثمينة بكافة المقاييس. أجواء الاثارة ليست بغريبة عن المباريات التي تجمع ريال مدريد بفالنسيا، هذا ما كانت عليه الحال دائماً وآخر المحطات كانت في ذهاب هذا الموسم في ملعب «ميستايا»، معقل «الخفافيش»، حيث استطاع نادي العاصمة الخروج بفوز غال 3-2 بعد مباراة مجنونة.
صحيح ان التاريخ يقف في صف الملكي في مواجهاته مع خصمه حيث يتفوّق ريال في الدوري بواقع 81 فوزاً مقابل 42 خسارة في حين انتهت 30 مواجهة بالتعادل، اضف الى ان الملكي تغلب على فالنسيا في مواجهاتهما الخمس الأخيرة في «الليغا» بينها فوز عريض 6-3 في الموسم الماضي في «ميستايا»، الا ان ذلك لا يعني التسليم بأن ريال ماض الى فوز سادس متتالٍ وان كانت حظوظه تبدو اكبر لتحقيق هذا الامر.
هذه النقطة تنطلق من ان فالنسيا المنتشي بفوزٍ كبير في اياب ربع نهائي دوري ابطال اوروبا على أزد الكمار الهولندي 4-0، يملك تشكيلة مميزة تضم العديد من العناصر القادرة على ازعاج اي فريق بدءاً من خط الدفاع بوجود العملاق الفرنسي عادل رامي، المطلوب بقوة في برشلونة، اضافة الى خوردي البا وصولاً الى خط الوسط الذي يضم مفاتيح لعب عدة في مقدمها بابلو هرنانديز والارجنتيني إيفر بانيغا بينما يشكل روبرتو سولدادو، لاعب الملكي السابق، قوة ضاربة في خط هجوم الفريق الذي استطاع، على سبيل المثال، ان يسقط اتلتيك بلباو القوي في ملعب الاخير 3-0 في المرحلة 29.
من هنا، يدرك البرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب ريال مدريد، ان امسية الاحد لن تكون سهلة على الاطلاق وان كانت المباراة ستقام في معقل الملكي، «سانتياغو برنابيو»، وخصوصاً ان فريقه بانتظاره مواعيد صعبة متتالية محلياً واوروبياً، غير ان ما يجعل الـ«مو» يبدو غير قلق هي العودة التي جاءت في التوقيت المناسب للنجم الارجنتيني انخيل دي ماريا حيث استهلها بهدف رائع في مرمى ابويل نيقوسيا القبرصي في اياب ربع نهائي دوري ابطال اوروبا عندما اسكن الكرة «لوب» من فوق الحارس على طريقة نجم الملكي السابق راوول غونزاليس، اضف الى ان البرازيلي كاكا بات قريباً جداً من استعادة مستواه الكامل على غرار ما كان عليه في ميلان الايطالي وقد سجل بدوره هدفاً خيالياً في المباراة المذكورة. جهوزية دي ماريا البدنية وعودة كاكا الفنية اراحت مورينيو كثيراً حيث لم يضطر الـ«سبيشيل وان» في مباراة أبويل الى الاستعانة بخدمات صانع الالعاب المميز، الالماني مسعود اوزيل، مدخراً مجهوداته لمباراتي فالنسيا واتلتيكو مدريد.
اذاً، خيارات عديدة ومميزة في خط وسط ريال مدريد باتت في متناول مورينيو ولعل المستفيد الاكبر من هذا الامر هو خط هجوم الفريق. وعند الحديث عن هجوم الملكي فإن الارقام تتحدث عن نفسها: 101 هدف سجلها الثلاثي البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيما والارجنتيني غونزالو هيغواين في كافة المسابقات هذا الموسم بينها 74 في الدوري بواقع 49 للأول و28 للثاني و24 للثالث. أرقام مذهلة جعلت من هذا الثلاثي الافضل هجومياً في تاريخ ريال مدريد. ثلاثي هجومي مرعب خلفه ثلاثي في الوسط أكثر رعباً سيكونان متاحين وبكامل الجهوزية امام فالنسيا اذاً.
من هنا، ينتظر عشاق كرة القدم وجبة كروية دسمة ليلة الأحد. وجبة كروية ستحوي ما لذّ وطاب من مهارات وابداعات وفنون تكتيكية بقيادة مورينيو واوناي ايمري. وجبة، يبدو واضحاً انها ستُشبع بالكامل متابع هذه الموقعة الكبيرة.



رونالدو متفائل أوروبياً

توقع «الظاهرة» البرازيلي رونالدو، نجم ريال مدريد السابق، فوز فريقه على بايرن ميونيخ الألماني في نصف نهائي دوري ابطال اوروبا، قائلاً: «إنهم (لاعبو ريال) في حالة جيدة جداً ومتحمسون جداً للفوز والتأهل وأعتقد ان ريال مدريد سيفعلها وسيحقق التأهل»، مشيراً الى أن النهائي سيجمع ريال بغريمه برشلونة.