انتهى الانتظار وبات أكيداً أن موسم 2012 لبطولة العالم للفورمولا 1 سيكون ساخناً أكثر من أي وقتٍ مضى، أو على الأقل أكثر من العامين الأخيرين، حيث ساد فريق ريد بُل رايسينغ غالبية السباقات بفضل بطله الألماني سيباستيان فيتيل الذي يبدو طامحاً الى إصابة المزيد من الأرقام القياسية، وذلك وسط إدراكه بأن مهمته هذه السنة لن تكون بسهولة الموسمين السابقين، وخصوصاً أن التجارب الشتوية كشفت أن فرق الصف الأول باتت على مقربة من الفريق النمسوي، الذي اعتمد سياسة عدم كشف أوراقه في المحطة الأخيرة من التجارب الشتوية على حلبة «مونتميلو» في برشلونة، طالباً من فيتيل الحلول في المركز الأخير!
لكن السؤال العريض هو: هل أصبحت الفرق الأخرى قادرة على ترويض «الثور الأحمر» أو على اعتراضه وهو الجاهز لنطح الجميع في طريقه الى منصات التتويج؟
الأكيد أن سيارة ريد بُل لا تزال الأسرع وخصوصاً في الخطوط المستقيمة، وقد بدا هذا الأمر جليّاً خلال التجارب التي سبقت انطلاق الموسم الجديد، لكن هذا الأمر قد لا ينطبق على كل الحلبات، إذ إن الفريق النمسوي سيلقى من دون شك منافسة مباشرة من ماكلارين مرسيدس وسائقيه البريطانيين لويس هاميلتون وجنسون باتون المستعدّين بقوة لنفض خيبة الموسم الماضي، وهما سيكونان قادرين على إحراج ثنائي ريد بُل فيتيل والأوسترالي مارك ويبر على حلبات عدة، وتحديداً تلك التي تتناسب مع سيارتيهما.
ويبدو لافتاً التطوّر الذي أصاب سيارة مرسيدس جي بي، رغم المشاكل في التآكل السريع للإطارات التي واجهها السائقان الألمانيان «الأسطورة» ميكايل شوماخر ونيكو روزبرغ خلال التجارب الشتوية. ويعتبر المراقبون أن مرسيدس سيكون قادراً على مجاراة ثنائي المقدمة، بعكس فريق فيراري الذي بدا أن سيارته تتخبط بمشاكل عدة، لا بل تراجع أداؤها عنه في الموسم الماضي. لكن مهندسي حظيرة «الحصان الجامح» شرعوا في عملٍ حثيث لتحسين السيارة قدر الإمكان، وهي قادرة على إصابة التطور مع سائقٍ مثل الإسباني فرناندو ألونسو المعروف بقيادته من دون أخطاء وحصد النقاط حتى لو كانت الظروف صعبة في أحيانٍ عدة. أما زميله البرازيلي فيليبي ماسا فسيكون تحت ضغوط لإثبات نفسه مجدداً بأنه يستحق البقاء مع الفريق الإيطالي لموسمٍ آخر.
أما مفاجأة الموسم فقد يكون فريق لوتوس، وخصوصاً بعدما ظهر بطل العالم العائد الفنلندي كيمي رايكونن بصورة طيّبة، ومثله الفرنسي رومان غروجان الذي يضاهيه بسرعته، ما سيخلق منافسة ثنائية استثنائية بينهما.
فصول المنازلات الثنائية ضمن الفريق الواحد لن تكون في لوتوس فقط، بل في فرقٍ أخرى، وهي من شأنها إضافة إثارة من نوعٍ آخر الى السباقات، إذ إن في فورس إينديا مثلاً، هناك سيارة جيدة وسائقان يعدّان من الأسرع في الفئة الأولى يمكن أن ينقلا الفريق الهندي الى مرحلة أعلى، وذلك رغم عدم وجودهما لسنوات طويلة في السباقات، وهما سائق وليامس السابق الألماني نيكو هالكنبرغ والبريطاني بول دي ريستا.
أما في ساوبر، فستكون الأنظار على المكسيكي سيرجيو بيريز الساعي الى التفوّق على الياباني كاموي كوباياشي، ووضع نفسه في الواجهة لتأمين مستقبل أفضل، وخصوصاً بعدما ربطته التقارير بانتقال الى فيراري، إلى درجة قيل فيها إنه وقّع عقداً مع الـ«سكوديريا» على نحو سريّ حيث سيلتحق به بعد إزاحة ماسا في نهاية موسم 2012.
والأمر عينه ينطبق على فريق تورو روسو، حيث سائقاه الجديدان الأوسترالي دانيال ريكياردو والفرنسي جان – إيريك فيرني اللذان يريدان إظهار قدراتهما للفريق الأم، أي ريد بُل من أجل حجز مقعد ويبر في حال رحيله في الموسم المقبل. لذا، فإن منافسة ثنائية بينهما ستضفي إثارة أخرى على التحديات المباشرة بين السائقين الذين ينتمون الى حظيرة واحدة، وقد أشار الى هذا الأمر بوضوح مدير ريد بُل كريستيان هورنر الذي أكد أن المنافسة الثنائية لن يكون لها مثيل في تورو روسو بين السائقين المذكورين الطامحين إلى كسب فرصة المستقبل.
هو موسم واعد ويكفي أن يقف للمرة الأولى ستة أبطال للعالم على خط الانطلاق لنتأكد من مدى حجم المنافسة التي ستكون بانتظارنا حتى خط النهاية في 25 تشرين الثاني المقبل في جائزة البرازيل الكبرى.



الأرجنتين تستضيف

كشفت رئيسة الأرجنتين، كريستينا كيرشنر، أن بلادها توصلت الى اتفاق مع القيّمين على الفورمولا 1 لاستضافة إحدى مراحل بطولة العالم، ابتداءً من 2013 على حلبة ستشيّد في مار دي بلاتا






إيكلستون مستمرّ

لن يعتزل مالك الحقوق التجارية للفورمولا 1، بيرني إيكلستون، عمله، مؤكداً أنه لا يزال لديه الكثير ليقدّمه لهذه الرياضة، وهناك العديد من التغييرات التي سيجريها على الفئة الأولى



... وبدأت التصاريح الناريّة

<قبل انطلاقها على الحلبات، بدأت الإثارة في التصاريح الإعلامية للسائقين، وكان أكثرها سخونة ما قاله الروسي فيتالي بتروف (الصورة) عن الإسباني فرناندو ألونسو، معتبراً أن الأخير يدفع لتأمين مقعدٍ مع فيراري، إذ يستفيد من دعم «سانتاندر بنك» الذي أبرم عقداً رعائياً مع الفريق الإيطالي من أجل هذه الغاية.