يبدو المهاجم الإسباني دافيد فيا، في سباقٍ مع الوقت للشفاء من إصابته والعودة إلى الملاعب بعد غيابه عنها منذ 3 أشهر تقريباً، بسبب تعرضه لإصابة خلال كأس العالم للأندية في كانون الأول الماضي. ويتدرب فيا يومياً، آملاً التعافي والبقاء في جهوزية بدنية مقبولة، وهو الهادف إلى اللعب مع برشلونة ضد الغريم ريال مدريد في «إل كلاسيكو» المرتقب في نيسان المقبل، إضافة إلى المشاركة في المباراة النهائية لكأس إسبانيا في الشهر الذي يليه. أما الهدف الأهم، فهو حجز مكان مع المنتخب الإسباني في كأس أوروبا.
إلا أن طموح فيا قد يصطدم بحائط إثبات النفس من جديد، بعدما كان يعاني على المستوى الفني ويقدم أداءً ضعيفاً نسبياً قبل إصابته. وصعوبة حجز مكان أساسي في تشكيلة «البرسا» يلخّص بنقاط قليلة؛ إذ في ظل اعتماد المدرب جوسيب غوارديولا على الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي لا يمكن المسّ به، والتشيلياني ألكسيس سانشيز الذي قدم أداءً رائعاً في الآونة الأخيرة، أجبر به بدرو رودريغيز، على ملازمة دكة البدلاء، وتألق سيسك فابريغاس، في مركز الجناح الأيسر مسجلاً العديد من الأهداف، سيصعب على فيا استعادة مركزه الأساسي سريعاً، وخصوصاً أن برشلونة بدا في حالة عقم هجومي عند عدم وجود هؤلاء الثلاثة معاً على أرض الملعب.
ورغم ذلك، أكدت سوزانا مونخي، الأمينة العامة للنادي الكاتالوني أن الإدارة ستنفق ما يوازي 50 مليون يورو في صفقات الصيف المقبل استعداداً لموسم 2012 ـــــ 2013. ويبدو مهاجم أرسنال الإنكليزي، الهولندي روبن فان بيرسي الأقرب إلى المجيء كبديل لفيا، وخصوصاً أنه لم يجدد عقده مع ناديه حتى الآن، أضف أن أسلوب لعبه يتناسب وأسلوب برشلونة. كذلك، دخل مهاجم سانتوس، نيمار على لائحة برشلونة.
أما النقطة الثالثة والأهم، فهي أن النجم الصاعد كريستيان تيلو الذي بدأ كتابة شهادة ميلاده في 4 شباط الماضي، بعدما سجل هدف «البرسا» الأول في الدقيقة التاسعة من المباراة أمام ريال سوسيداد، ظهر بنحو مميّز ونجح في كسب ثقة غوارديولا من خلال الأداء المميز الذي قدمه في مركز الجناح الأيسر، ليعوض الغيابات التي تأثر بها الفريق على مدار الفترة الماضية. ويعتزم برشلونة تجديد عقده مع «الفيراري»، كما وصفه البرازيلي داني ألفيش، حتى عام 2015 بعدما مدده لعام 2013 منذ خمسة أشهر تقريباً، ليضمن النادي الكاتالوني استمرار لاعبه الشاب في صفوفه لثلاثة أعوام أخرى بعدما ارتبط اسمه بأندية عدة مثل ليفربول الإنكليزي وفالنسيا الإسباني. ويتمتع تيلو بالكثير من الجرأة والقدرات الفنية. وفي سياقٍ متصل، أكد غوارديولا أن لاعبه يتجه للمشاركة أساسياً في الفترة القصيرة المقبلة.
من هنا، يرزح فيا تحت ضغط كبير خوفاً من خروجٍ من الباب الضيق للنادي الكاتالوني بعدما دخله بهالة كبيرة قبل سنوات آتياً من فالنسيا. لكن تاريخ هذا اللاعب يقول عكس ذلك؛ إذ إنه مرّ في هذه المحنة من قبل، وهو في سن الرابعة، وكادت حظوظه في أن يصبح لاعب كرة قدم تنتهي عندما تعرض لكسر في فخذ ساقه اليمنى، إلا أن والده عمل بجدٍّ على شفائه وتقوية قدميه، ورأى الأخير عودته إلى الملاعب بهذه القوة «معجزة».
وبما أن «المعجزات تأتي من الماضي»، يبقى السؤال عما إذا كان فيا قادراً على إعادة كتابة تاريخه القديم والعودة بقوة في ظل المنافسة الشرسة التي سيواجه بها من داخل أسوار النادي ومن خارجه.