مباراة الموسم. قمة القمم. موقعة الكبيرين. منازلة العريقين. دربي ايطاليا. كل هذه العناوين تصلح لمباراة ميلان وضيفه يوفنتوس الليلة الساعة 21.45 بتوقيت بيروت. الليلة التاريخ سيكون حاضراً بقوة في ملعب «سان سيرو» في مدينة ميلانو، يكفي فقط ذكر أن ميلان ويوفنتوس حققا معاً لقب الدوري الايطالي 45 مرة بواقع 27 لقباً (رقم قياسي) لفريق «لافيكيا سينيورا» او«السيدة العجوز» و18 لقباً لـ «الروسونيري». هما الفريقان اللذان ارتدى قميصهما أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم، والحديث هنا عن نجوم كالفرنسيين ميشال بلاتيني وزين الدين زيدان وروبرتو باجيو (لعب للناديين) واليساندرو دل بييرو في يوفنتوس، والهولنديين ماركو فان باستن ورود غوليت وفرانك رايكارد والأوكراني اندريه شفتشنكو والبرازيلي رونالدو في ميلان. هذا في ما يتعلق بالتاريخ.

اما عن الحاضر فالواقع لا يبدو مختلفاً بتاتاً. نحن نتحدث هنا عن الفريقين اللذين يتصدر احدهما الـ «سيري أ» ونعني ميلان، مقابل وجود يوفنتوس في المركز الثاني بفارق نقطة واحدة خلف غريمه. هذا الواقع يكفي للدلالة على أهمية مباراة الليلة. مباراة لا تعرف القسمة على اثنين. الفوز يبدو مطلب الفريقين اذا ما أرادا الاقتراب من اللقب. نعم، اذ ان فوز ميلان يعني ابتعاده بفارق 4 نقاط عن غريمه ما سيعطيه دفعاً معنوياً هائلاً لتسطير الانتصارات في المواعيد القادمة، اما فوز الـ «بيانكونيري» فيعني اقترابه من اللقب الغائب عن خزائنه منذ موسم 2002-2003 خصوصاً انه يملك مباراة مؤجلة فوزه فيه سيبعده بفارق 5 نقاط في الصدارة، اما تعادل الفريقين فيعني بقاء الامور على حالها بانتظار ما ستحمله المباريات المقبلة، وان كان يمكن القول ان خروج الفريق القادم من مدينة تورينو من ميلانو بنقطة يبدو جيداً.
ليلة اليوم، وبالاضافة الى اهمية الفوز في السباق على اللقب، فإن النادي اللومباردي سيرفع شعار الثأر من منافسه. ثأر بات مطلب جماهير ميلان بعد ان مني فريقها بخسارتين امام يوفنتوس هذا الموسم، احداهما في ذهاب الدوري 0-2 والأخرى في ذهاب نصف نهائي الكأس المحلية قبل أيام وعلى ملعبه «سان سيرو» 1-2. من هنا، ستخبىء هذه المباراة الكثير من الاثارة والقتالية في الاداء. قتال لن ينتهي الا مع اطلاق حكم المباراة صافرة النهاية.
فنياً، يصعب اطلاق الأحكام من منهما يبدو أفضل حالاً. في معسكر ميلان، تبدو المعنويات مرتفعة الى ابعد الحدود عند لاعبي الـ«روسونيري» بعد سلسلة من الانتصارات المحلية والاوروبية في مسابقة دوري ابطال اوروبا والحديث هنا عن المباراة أمام ارسنال الانكليزي حيث كشّر النادي اللومباردي عن انيابه مقدماً اداء أقل ما يقال فيه أنه كان مذهلاً والأجمل هذا الموسم توّجه برباعية نظيفة في مرمى الخصم. رباعية كانت كافية لكي تدخل الخوف في قلوب كل المنافسين الذين باتوا يتهيبون ملاقاة ميلان في الدور ربع النهائي.
بيد ان مباراة الليلة ستفتقد ركنين اساسيين ومؤثرين من أركان الفريق وهما السويدي زلاتان ابراهيموفيتش للايقاف والغاني كيفن – برينس بوانتغ للاصابة. واذا كان تأثر غياب الاول يبدو كبيراً فإن تأثير غياب الثاني يبدو أكبر اذ يمكن القول ان الغاني أثبت هذا الموسم انه القلب النابض في الفريق وصاحب الحلول الفتاكة بالخصوم في الاوقات المناسبة. لكن في المقابل فإن الـ «روسونيري» سيعتمد على البرازيلي روبينيو الذي استعاد الكثير من فاعليته وموهبته حتى يمكن القول انه يقدّم في الوقت الحالي ابرز عروضه مع ميلان، فيما سيكون الهولندي أوربي إيمانويلسون بديلاً لبواتنغ وقد اثبت انه أفضل الحلول بغياب الغاني خصوصاً مع اصابة البرتو أكويلاني، اما بديل «إيبرا» فسيكون على الأرجح البرازيلي باتو على حساب ستيفان الشعراوي الذي لا تزال تنقصه الخبرة في مثل هذه المواقف، لكنه سيكون مفيداً على دكة بدلاء ميلان.
الا ان نقطة قوة ميلان تتمثل في جانب آخر، حيث اثبتت الأرقام ان الجل الاكبر من لاعبيه قادر على زيارة الشباك، اذ ان 17 لاعباً في تشكيلة ميلان تمكنوا من تسجيل الأهداف وهذا ما يعطي قوة اكبر للجانب الهجومي لدى الـ «روسونيري».
في معسكر يوفنتوس، يبدو الثبات في المستوى اضافة الى الثبات والانسجام في التشكيلة سمة الفريق، حيث استطاع النجم السابق والمدرب الحالي انطونيو كونتي تقديم توليفة مميزة ستكون حاضرة الليلة بكافة عتادها، لكن يبقى معرفة من سيكون ثنائياً في الهجوم الى جانب المونتينغري ميركو فوتشينيتش بين اليساندرو ماتري وفابيو كوالياريللا.
يطول الحديث عن موقعة الليلة لما تحمله من عناوين كثيرة يتداخل فيها التاريخي مع قوة الفريقين حالياً، لكن الأهم من ذلك، والأكيد، ان عشاق كرة القدم سيستمتعون بمباراة يصحّ ان تحمل الشعار التالي لكلا طرفيها: «إما قاتل أو مقتول».



سيلفا واثق من الفوز

أبدى البرازيلي تياغو سيلفا ثقته بفوز فريقه على ميلان، قائلاً: «المباراة في غاية الأهمية، لكنني سعيد بأداء الفريق في الآونة الأخيرة، وندرك تماماً بأننا قادرون على الفوز»، مضيفاً: «الفوز على أودينيزي خارج ملعبنا كان حاسماً، وقد بدّلنا من طريقة لعبنا في الدقائق الـ25 الأخيرة في تلك المباراة، واستعدنا رغبتنا في الفوز».