تتسارع استعدادات منتخب لبنان لكرة القدم للقاء الإمارات في 29 الجاري، إذ تدرّب اللاعبون أمس على ملعب الصفاء في التمرين قبل الأخير، حيث سيسافر المنتخب يوم الاثنين المقبل إلى الدوحة لإقامة معسكر تدريبي يلتقي فيه مع المنتخب القطري في اليوم التالي لوصوله. ويهدف الجهاز الفني بقيادة المدرب الألماني ثيو بوكير من المعسكر القطري إلى العودة إلى النمط الحياتي المطلوب من اللاعبين وإبعادهم عن ضغوط الجمهور والأهل والأصدقاء. ويبقى السؤال الأبرز في المباراة مع الإمارات هو: من سيلعب دور رضا عنتر الموقوف؟
ويأتي جواب بوكير في حديث مع «الأخبار» سريعاً؛ إذ هناك ثلاثة أسماء يمكن الاختيار منها، هي: محمد شمص، نادر مطر أو حسن شعيتو. أما عن جهوزية اللاعبين، فيرى بوكير أنها تصل إلى حدود 85% «مع ترك الـ15 الباقين للظروف الخارجة عن إرادتنا»، كما يقول مدرب المنتخب اللبناني.
وسيكون معسكر قطر محطة مهمة للاعبي المنتخب اللبناني، حيث من المتوقع أن يتابعه وكلاء لاعبين وكشافين بهدف مراقبة بعض اللاعبين لتقديم عروض احتراف لهم. وهذا يفتح الباب على ما يحصل حالياً مع بعض اللاعبين والعروض التي تقدّم لهم، مع حديث عن دور المدرب ثيو بوكير في هذه العروض. فنادي العهد تلقى اتصالاً من أحد الوكلاء للتعاقد مع لاعبهم هيثم فاعور، وتبيّن أن الوكيل على علاقة ببوكير. لكن هذا الأمر نفاه بوكير الذي رد بحزم على سؤال عن دور له في احتراف بعض اللاعبين، قائلاً: «أنا لست وكيل لاعبين، وما أقوم به هو تشجيع اللاعبين على الاحتراف في الخارج؛ فهذا مفيد للاعبين مادياً ورياضياً من جهة، وفي الوقت عينه مفيد للمنتخب عموماً. فالفرق الخارجية لديها تمارين احترافية ونمط حياتي مختلف يتوافق مع المعايير الكروية المتعارف عليها دولياً، وهذا ينعكس إيجاباً على مستوى اللاعبين، وبالتالي المنتخب اللبناني».
وهنا يرد بوكير على بعض الشائعات التي تقول إنه «يتاجر» باللاعبين، قائلاً: «لا نية لدي للتعاطي في هذا المجال، وتصلني أحاديث في هذا السياق، وخصوصاً من نادي العهد، وقد بدأت أستاء مما يقال. فهناك كلام عن استفادة مادية لي عبر اللاعب المونتينيغري فلاديمير الذي شارك مع العهد في مرحلة الذهاب، وإنني أديت دوراً في استقدامه للعهد، في حين أني تكلّفت من جيبي الخاص مقابل مجيء فلاديمير للعهد».
من جهة أخرى، يبدو أن القيّمين على المنتخب نجحوا في حلحلة الإشكال الحاصل بين ثنائي المنتخب علي السعدي ووليد إسماعيل، والذي بدأ في لقاء فريقي اللاعبين الصفاء والراسينغ في ربع نهائي الكأس. ويبدو أن الخلاف انسحب على لقاء الفريقين أول من أمس في الدوري، حيث رفض إسماعيل مصافحة السعدي قبل المباراة، وهو أمر أثار استياء السعدي. لكن إسماعيل أكّد بعد تمرين أمس أن الأمور انتهت، فيما رأى السعدي أن ما حدث في لقاء الصفاء والراسينغ جرى تضخيمه، وخصوصاً ما نقل عن لسانه بشأن الطلب من أحد الحاضرين التعرض للاعب الراسينغ بريشوس خارج الملعب مقابل 100 دولار. ونفى السعدي أن يكون قد قال هذا الكلام، وهو إذا أراد ضرب بريشوس فهو لن يطلب ذلك من أحد، لكن هو ليس في وارد التعرّض لأي لاعب.
وفيما يستعد المنتخب فنياً، يبدو أن الاتحاد اللبناني للعبة يستعد إدارياً للمباراة الإماراتية وما بعدها، حيث قررت اللجنة العليا أمس إرسال رسالة إلى الفيفا لحفظ حق لبنان في ما يتعلق بالتعديلات، وقطعاً للطريق على أي أمر يدبّر في الخفاء لتجميد نشاط لبنان وإقصائه عن التصفيات، وهو سيناريو بدأ يتعاظم بعد التسريبات التي صدرت الأسبوع الماضي عن رفض الفيفا للتعديلات من دون إعلان ذلك رسمياً، رغم دقة المعلومات الصادرة عن الدائرة القانونية في الفيفا.
ورغم المخاوف اللبنانية الصادرة عن أكثر من جهة متابعة لتجميد لبنان قبل لقاء الإمارات، يؤكّد الأمين العام بالوكالة، جهاد الشحف، أن هذا لا يمكن أن يحصل؛ إذ إن مهلة 29 شباط الممنوحة من الفيفا هي لإرسال التعديلات فقط لا غير، ولا يمكن أن يصدر أي قرار قبل تاريخ 17 آذار موعد اجتماع اللجنة التنفيذية للفيفا. كذلك إن مثل هذه المواضيع لا يتخذ فيها القرار سريعاً؛ إذ إن المفاوضات بين الفيفا والمصريين مستمرة من ست سنوات.
لكن هذا لا يمنع أن تكون التعديلات هي الباب الذي ينفذ منه بعض من يُعدّ للبنان فخاً، وخصوصاً بعد نتائج الجولة الأخيرة من الدور الرابع، وهو أمر يبدو أن القيّمين على الاتحاد تنبّهوا له وقاموا بالتحرك لحماية تأهل لبنان، في حال تحققه في 29 الجاري.



بوكير: لست وكيل لاعبين

نفى المدرب ثيو بوكير أن يكون له أي دور في انتقال لاعبين من الفرق اللبنانية الى الخارج، رغم أنه يشجع على ذلك نظراً إلى أهمية ذلك على صعيد المنتخب الوطني ورفع مستواه، لافتاً الى أن معسكر قطر قد يشهد متابعة من كشافي لاعبين. وشدد بوكير على أنه ليس «وكيل لاعبين، وما يقال حول ذلك، وخصوصاً من نادي العهد، بدأ يزعجني».