لم تكن المباراة النهائية الخامسة بين الصداقة وضيفه أول سبورتس سوى استكمال لمهرجانٍ عاشته لعبة كرة القدم للصالات طوال الاسابيع الاخيرة. مهرجان فني - جماهيري، اختتم بأجمل طريقة ممكنة، وسط أداء مميّز من فريقين رائعين، وتحكيم نظيف من الحكمين القبرصيين ديميتريس كوستانتينو وكوستاس نيكولاو اللذين أنقذا النهائي بعد اعتراض طرفيه على التحكيم المحلي في مباريات مختلفة. واكتمل المشهد بحضور اركان الاتحاد الرئيس السيد هاشم حيدر والاعضاء جورج شاهين ومازن قبيسي وهامبيك ميساكيان، ورئيس لجنة الفوتسال سمعان الدويهي الذي لم يغادر ارض الملعب، عاملاً على ضبط «الوضع الساخن». أما الفاكهة التي زيّنت المشهد فكانت حضور أكثر من 4000 متفرج غصّت بهم مدرجات القاعة من دون تسجيل أي اشكال، رغم اختلاط مشجعي الفريقين اللذين ظهرا كأنهما قدما للاستمتاع بفنيات أفضل لاعبي لبنان، وهم بعددهم الكبير صدّقوا على شعبية اللعبة التي اخذت مكانها في قطاعات عدة في المجتمع اللبناني، منها الرياضي والتربوي وحتى في المؤسسات التجارية والمصارف التي تنشط في البطولات الرسمية أو تلك الداخلية التي تنظّمها سنوياً.
اذاً، جاء تتويج أول سبورتس الذي حسم سلسلة نهائي الدوري 3-2، إثر فوزه على الصداقة 3-1، ليدخل بطلاً جديداً الى سجلات اللعبة في موسمها الخامس، وذلك بفضل لاعبين سبق ان تذوقوا طعم اللقب وآخرين حملوا الكأس للمرة الاولى. لكن مهمة هؤلاء ستكون اكبر في تموز المقبل عندما سيمثلون لبنان في بطولة الاندية الآسيوية، حيث سيكونون مطالبين بتشريف اللعبة التي اعتادت الانجازات الخارجية، وهو أمر قد يحصل بالنظر الى الطموحات التي لا حدود لها لإدارة النادي، وبوجود جهازٍ فني كامل ولاعبين يعدّون الحجر الاساس في منتخب لبنان، ومنهم من كان سبباً في إطلاق الصيت الطيّب للعبة، محلياً وعربياً وآسيوياً.
وبالحديث عن المنتخب، فهو لا بدّ ان يكون المستفيد الاكبر من المستوى الرفيع الذي ارتقى اليه لاعبو الفريقين في سلسلة مباريات الدور النهائي، فأثبت هيثم عطوي انه لا غنى عنه، وعلي طنيش أنه الموهبة القادمة في اللعبة ومكسباً لها، بينما اكد ربيع الكاخي ان نجوميته تفوق احياناً مسجلي الاهداف التي تهتف الجماهير لهم. اما حسن شعيتو فهو قصة أخرى، إذ يبدو حاجة ملحّة للمنتخب الذي سيرفع من حظوظه كثيراً في سعيه إلى التأهل الى كأس العالم، في حال سُمح لـ«موني» بأن يكون ضمن صفوفه، وهذا ما يتطلب تعاون الجميع لتسهيل وضع اللاعب ضمن حسابات المدرب الاسباني باكو أراوجو.
فعلها أول سبورتس أخيراً بأهداف عطوي وطنيش وياسر سلمان، طارداً شبح الصداقة (سجل له مصطفى سرحان) الذي لاحقه مرات عدة، حتى عندما كان الاخير منقوصاً. لكن الاهم ان الفريقين فرضا عنواناً جديداً للاثارة في الرياضة اللبنانية، اذ بعد النجمة والانصار في كرة القدم، والرياضي والحكمة في كرة السلة، والسد والصداقة في كرة اليد، والشبيبة البوشرية والانوار الجديدة في الكرة الطائرة، اصبح هناك أول سبورتس والصداقة في كرة القدم للصالات.