رغم ان انكلترا تبدو مشغولة حالياً من شمالها الى جنوبها باستقالة الايطالي فابيو كابيللو من تدريب المنتخب الوطني، الا ان كل هذه الأضواء المسلطة على هذا الموضوع المهم بالنسبة للشعب الانكليزي ستتحوّل اليوم عند الساعة 14.45 بتوقيت بيروت الى مدينة مانشستر. مانشستر وتحديداً ملعبها الشهير «أولد ترافورد» ستخطف الأضواء ليس في انكلترا وحدها بل في العالم بأسره. ظهر اليوم، سيحتضن هذا الملعب التاريخي مباراة مانشستر يونايتد وليفربول. وعندما نتحدث عن هذين الفريقين نعني هنا تاريخ انكلترا الكروي. نعني هنا الفريقان الأعرق في البلاد. نعني هنا الـ«دربي» الأشهر في العالم بعد «كلاسيكو» ريال مدريد وبرشلونة في اسبانيا. هما الفريقان الاكثر تتويجاً في الدوري الانكليزي الممتاز بـ 19 لقباً لمانشستر و18 لليفربول، يكفي فقط ذكر أن الفريقين حصلا معاً على 118 لقباً في كافة البطولات المحلية والأوروبية. رقم مذهل، يثبت مدى عظمة مانشستر وليفربول اللذين ارتدى قميصهما أشهر الأسماء في الكرة الانكليزية والعالمية.اذاً، ظهر اليوم سيكون ملعب «اولد ترافورد» أرض الحدث، حدث ينتظره عشاق كرة القدم بغض النظر عن واقع الفريقين في المرحلة الحالية. هنا، في مثل هذه المناسبات، لا مكان للتوقعات المسبقة وترجيحات الفوز والخسارة. مخطئ من يعتقد للحظة ان فارق الـ16 نقطة التي تفصل بين الفريقين في الموسم الحالي تعني ان مانشستر سيكون ضامناً للنقاط الثلاث، والدليل على ذلك ان ليفربول تمكن من اقصاء فريق «الشياطين الحمر» قبل فترة قليلة من مسابقة كأس الاتحاد الانكليزي بفوزه عليه 2-1. وبالاضافة الى هذه النقطة فإن ثمة نقطة ثانية كافية لتزيد من حدة المنافسة في هذه المباراة وهي السعي الحثيث لطرفيها لتحقيق الانتصار ولا شيء سواه لهدفين مختلفين.
فيونايتد يضع نصب عينيه البقاء على مقربة من جاره سيتي بعد ان نجح في مشاركة الاخير في الصدارة بعدما كان الفارق بينهما 5 نقاط في مرحلة الذهاب ليعود ويبتعد عنه بنقطتين في الجولة الماضية بعد تعادله مع تشلسي، من هنا يدرك يونايتد جيداً ان لا مجال للتفريط بالنقاط الثلاث امام ليفربول في هذا الوقت. من جهته، فإن الـ«ريدز» يهدف الى عدم الابتعاد اكثر عن فرق تشلسي ونيوكاسل وأرسنال في صراعهم على بطاقة التأهل الى دوري ابطال اوروبا حيث يبتعد عن الاول بـ4 نقاط وعن الثاني بثلاث وعن الثالث بنقطة.
هذا الطموح الكبير عند الفريقين لتحقيق الفوز اضافة الى واقع لقاءاتهما والحسابات الخاصة فيها لا يمنعان من توصيف حالة الطرفين ونقاط القوة والضعف في صفوفهما حالياً. في واقع الحال، وبغض النظر عن عاملي الارض والجمهور اللذين يصبان في مصلحة مانشستر، فإن الاخير اثبت مرة جديدة انه فريق البطولات بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى وخير دليل على ذلك ادراكه التعادل امام تشلسي في ملعب الاخير وفي الشوط الثاني بعدما كان متخلفاً 0-3.
أضف الى ذلك، فإن صفوف يونايتد تبدو مكتملة للمرة الاولى منذ فترة طويلة حيث استعاد أيضاً خدمات الموهوب طوم كليفرلي في وسط الملعب بعد واين روني وآشلي يونغ، فضلاً عن عودة الحارس الاسباني ديفيد دي خيا لمستواه حيث كان رجل المباراة في اللقاء امام الـ«بلوز». من هذا المنطلق، تبدو الحالة المعنوية عند فريق «الشياطين الحمر» في اعلى درجاتها وهذا ما سيعطيه دافعاً كبيراً لتحقيق الفوز في لقاء اليوم.
من جهته، فإن ليفربول استعاد أخيراً أيضاً خدمات هدافه المميز الأوروغوياني لويس سواريز بعد ايقافه ما يعد اضافة كبيرة لهجوم الفريق، غير أن الـ«ريدز» تأثر كثيراً في المقابل بافتقاده لخدمات لاعب الارتكاز البرازيلي لوكاس ريفا الذي كان بمثابة نقطة الارتكاز الحقيقية في وسط ميدانه ولا شك ان ابتعاده شكل ضربة قوية للفريق. غير ان العامل الايجابي في ليفربول يتمثل بالمدرب الاسكوتلندي كيني دالغليش الذي أثبت انه قارئ مميز لمجريات الامور خلال العديد من المباريات التي خاضها ليفربول، حيث استطاع هذا النجم السابق ان يترك بصمة واضحة على اداء الفريق بدت جلية في اكثر من لقاء خصوصاً في انتصاراته على يونايتد وسيتي وتشلسي في كأسي الاتحاد ورابطة المحترفين، اذ تميز الـ«ريدز» فيها بالضغط العالي على حامل الكرة في الفريق المنافس والهجمات المرتدة السريعة التي اجادها على وجه الخصوص الويلزي كريغ بيلامي الذي سيكون احد المفاتيح الاساسية لليفربول امام يونايتد.
ما هو اكيد اليوم، ان مشاهد هذه القمة سيكون امام وجبة كروية دسمة ستحوي، لا محالة، كل أنواع الاثارة والتشويق والمنافسة الذهنية والبدنية على اعلى مستوى. باختصار: موقعة «اولد ترافورد» لا تفوَّت.



إيفرا × سواريز مجدداً

ستشهد مباراة مانشستر يونايتد وغريمه ليفربول، اليوم، المواجهة الاولى بين الاوروغوياني لويس سواريز، مهاجم الـ«ريدز»، والفرنسي باتريس ايفرا، مدافع «الشياطين الحمر»، وذلك بعد ايقاف الاول 8 مباريات وتغريمه على خلفية اتهامه بتوجيه عبارات عنصرية للثاني في مباراة الذهاب بين الفريقين.