لن يكون يوم الأحد عادياً على الإطلاق في ملعب «ستامفورد بريدج» في لندن. الساعة السادسة مساءً (بتوقيت بيروت)، سيتحول هذا الملعب قبلةً لأنظار العالم عندما يستضيف موقعة مهمة ونارية بين تشلسي وضيفه مانشستر يونايتد المتصدر. هذه الموقعة التي أخذت بعداً أكثر تنافسياً بات يضاهي لقاءات يونايتد مع غريمه التاريخي ليفربول أو مع الجار سيتي، وذلك منذ صعود نجم النادي اللندني بقيادة البرتغالي جوزيه مورينيو، حيث كان الصراع كبيراً بين الفريقين على لقب الدوري الإنكليزي الممتاز، فضلاً عن التصريحات الاستفزازية التي كان يطلقها الـ«سبيشيل وان» بحقّ «الشياطين الحمر» ومدربهم الاسكوتلندي «السير» اليكس فيرغيسون، والتي زادت من حدة الحماوة بين الجانبين.
ورغم رحيل «مو» عن قلعة «ستامفورد بريدج»، ظلت المنافسة الشرسة بين الطرفين حاضرة، والدليل على ذلك أن تشلسي استطاع الحفاظ على سجله الخالي من الهزائم على ملعبه في الـ«برميير ليغ» بعد رحيل مورينيو أمام مانشستر يونايتد، حيث تعود آخر خسارة له في معقله أمام «الشياطين الحمر» إلى عام 2002.
إلا أن واقع الحال في مباراة الإياب بين الفريقين هذا الموسم (فاز يونايتد ذهاباً 3-1) يشي أن هذه السلسلة قابلة للتوقف، نظراً إلى الظروف التي يمر بها كلا الطرفين.
في معسكر الزرق، لا تبدو الأمور على أفضل أحوالها. يكفي التوقف عند مركز الفريق حتى منتصف هذا الموسم للتأكد من حقيقة هذا الأمر؛ إذ إن تشلسي يقبع في المركز الرابع بفارق 12 نقطة عن فريقي مدينة مانشستر، يونايتد وسيتي. فارق لم يألفه جمهور «البلوز» حتى بعد رحيل مورينيو، حيث بات هدف النادي المنافسة على بطاقة التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، لا على اللقب! وأكثر من ذلك، بدا أداء الفريق متراجعاً كثيراً عن المواسم السابقة، وسط مشكلات تطفو إلى السطح بين الفينة والأخرى تبدو كافية لتعكير مزاج أنصار النادي.
هنا، لا بد من التوقف عند المدرب الجديد البرتغالي أندريه فياش ـــــ بواش أو الـ«سبيشيل تو» كما أُطلق عليه؛ إذ عند مجيئه إلى النادي اللندني آتياً من بورتو في بلاده، كانت الآمال في لندن معقودة كثيراً على المدرب الشاب. قيل هناك إن تشلسي سيستعيد مع بواش الأيام الخوالي التي كان يعيشها النادي في عهد مورينيو الذي استطاع أن يعيد لقب البطولة إلى جمهور تشلسي بعد غياب دام 50 عاماً. إلا أن الواقع حتى منتصف الموسم بدا مغايراً كلياً؛ إذ بغض النظر عن نتائج الفريق المتذبذبة، وخصوصاً أمام الفرق الخمس الكبرى يونايتد وسيتي وليفربول وأرسنال وتوتنهام حيث لم يجمع سوى 4 نقاط من خمس مباريات أمامها بفوز على سيتي وتعادل مع توتنهام، بينها خسارة كبيرة أمام أرسنال على ملعبه 3-5، بدا تشلسي فاقداً للشخصية والأسلوب الخاص به اللذين تمتع بهما بقيادة مورينيو، حتى إنه لم يفقدهما مع الهولندي غوس هيدينك والإيطالي كارلو أنشيلوتي. فمن يتابع تشلسي، لا بد من أن يلاحظ أن هذا الفريق لم يعد «بعبعاً» للفرق، حتى المتوسطة منها؛ إذ تراه يعاني لتحقيق الفوز، حتى إن قوته الهجومية فقدت الكثير من فاعليتها، حيث كان «البلوز» الأبرز في هذا المجال في السنوات الأخيرة.
هنا، لا يمكن إلقاء اللوم على الإسباني فرناندو توريس وحده بسبب الضعف التهديفي للزرق، بل إن من يتحمل المسؤولية بنحو كبير هو بواش الذي لم يعرف كيف يوظف قدرات فريقه بالنحو المطلوب، فتراه تارة يُقصي النجم فرانك لامبارد عن التشكيلة، وتارة الهداف العاجي ديدييه دروغبا. أما البلجيكي الموهوب روميلو لوكاكو، فلم يعطَ الفرصة إطلاقاً لإثبات مؤهلاته الكبيرة، حيث ظل بواش مصرّاً على توريس، رغم أن الأخير لم يسجل سوى هدفين في 18 مباراة هذا الموسم، وقد خرج قبل يومين بتصريحٍ جديد أكد فيه أنه لا يزال مؤمناً بقدرات توريس، مشيراً إلى أنه بحاجة إلى مزيد من الوقت للعودة إلى مستواه السابق!
في الواقع، يتضح بعد انقضاء نحو نصف الموسم أن بواش بدا أصغر من فريقٍ بحجم تشلسي، ولم يستطع أن يترك انطباعاً حتى اللحظة على غرار ذاك الذي تركه مواطنه مورينيو منذ لحظاته الأولى في «ستامفورد بريدج»، حيث لم يعد غريباً أن يرفع بعض جمهور «البلوز» صور ولافتات تحيّي مورينيو وتتمنى عودته. وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على أن بواش فشل في الدخول إلى قلوب أنصار النادي، رغم الثقة الكبيرة التي مُنحت له عند قدومه. في هذا الاطار، بدأت بعض الصحف الإنكليزية تربط «مو» بالعودة إلى تشلسي رغم صعوبة حدوث هذا الأمر كي لا نقول استحالته.
الأكيد أن مباراة الأحد أمام مانشستر يونايتد تبدو مهمة لتشلسي، وبالدرجة الأولى لبواش؛ إذ إن خسارة «البلوز» فيها تعني أن الخيط الرفيع الذي لا يزال يصل بواش بجمهور الفريق سينقطع لا محالة.



40 مليون يورو لهيغواين

كشفت صحيفة «ماركا» الإسبانية أن ريال مدريد رفض عرضاً بقيمة 40 مليون يورو من تشلسي الإنكليزي لبيع مهاجمه الأرجنتيني غونزالو هيغواين في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة.
وأضافت الصحيفة أن تشلسي سيعيد محاولته في الصيف لضم هيغواين الذي لا يحظى دائماً بمركز أساسي في تشكيلة البرتغالي جوزيه مورينيو.