انتهت قصة «كلاسيكو» كأس ملك إسبانيا لموسم 2011-2012 بين برشلونة وريال مدريد. طويت الصفحة، لكن العنوان تبدل. العنوان الذي كان على الدوام في العام الماضي وفي هذا العام: برشلونة هو صاحب الكلمة العليا أو برشلونة هو الأفضل أو برشلونة هو الأقوى أو برشلونة بات عقدة العاصمة أو برشلونة ملك «ال كلاسيكو»، لم يعد يصلح. صحيح أن ريال مدريد خسر بطاقة التأهل إلى نصف النهائي بعد تعادله 2-2 (2-1 لبرشلونة ذهاباً) إلا أنه كسب الكثير من موقعة «كامب نو».
ريال مدريد استعاد أمس هيبة افتقدها طويلاً أمام الغريم. وضع جانباً كل حالة الغضب والنقمة والقلق التي كانت محيطة بالفريق قبل أيام من الموقعة الثانية وأثبت أنه لا ينحني للعاصفة. إنه الملكي فعلاً لا قولاً.
صباح أمس حاول المدريديون أن يشحذوا همة فريقهم بالمعنويات بعد يومين من الأقاويل والتسريبات الصحافية التي عكّرت المزاج العام في العاصمة. حان الوقت لأبناء النادي العظماء أن يقولوا كلمتهم: خرج النجم التاريخي للنادي ألفريدو دي ستيفانو بتصريح دعا فيه اللاعبين إلى معرفة قيمة ريال مدريد، قائلاً: «أنا خجول، حاولت دائماً أن لا أطلب شيئاً من أحد، ولكن اليوم أنتم الذين تدافعون عن قميص ريال مدريد، سأطلب منكم شيئاً: العبوا المباراة التي أريدها من البداية إلى النهاية». صحيفة «ماركا» التي قادت الحملة على المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو استعادت ذكريات الماضي في مسابقة الكأس معنونة قول لاعب الملكي السابق خوسيه سانتا ماريا بعد أن قلب تأخر فريقه في الذهاب أمام برشلونة 0-1 إلى فوز 3-1 عام 1962 «نحن ريال مدريد ولا نستسلم أبداً».
ليلة أمس ريال مدريد لم يستسلم. لم يرفع المنديل الأبيض. نادراً ما رأينا فريقاً يُربك برشلونة في معقله بالقدر الذي فعله الملكي أمس. هجوم ضاغط واستبسال في الدفاع وقتال على كل كرة أفقدت الكاتالونيين توازنهم. تسديدة الألماني مسعود أوزيل البعيدة المدى في الدقيقة الـ25 والتي أصابت العارضة جعلت القلوب تخفق. ضغطُ الملكي لم يقابله توفيق. في المقابل هدفان في مدى دقيقتين لـ«البرسا»، الأول بعد تمريرة متقنة من الأرجنتيني ليونيل ميسي تابعها البديل بدرو في الشباك (43) أتبعها البرازيلي داني ألفيش بهدف صاروخي (45).
لكن ريال لم ينهَر على غير عادته أمام الغريم. ردّ قوي في الشوط الثاني ببصمة مورينيو وأقدام البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيما (68 و72).
ليلة أمس، خسر ريال مدريد بطاقة نصف النهائي لكنه انتصر على ذاته أولاً وعلى كل المشككين بقدراته ثانياً. أثبت أنه الملكي صاحب الصولات والجولات. أوصل الرسالة إلى العالم من قلب برشلونة: نحن أيضاً أقوياء.



بلباو × ميرانديس في نصف النهائي

تأهل أتلتيك بلباو إلى نصف نهائي كأس إسبانيا بفوزه على مضيفه ريال مايوركا 1-0 (2-0 ذهاباً)، سجله إيفان راميس (76 خطأ في مرمى فريقه).
ويلتقي بلباو في دور الأربعة مع ميرانديس من الدرجة الثالثة الذي حقق مفاجأة بإقصائه ضيفه إسبانيول من ربع النهائي بتغلبه عليه 2-1 (2-3 ذهاباً).
وكان ميرانديس قد أقصى فياريال وراسينغ سانتاندر من المسابقة أيضاً.