من فينس كارتر ودواين وايد إلى كيفن دورانت ومروراً بليبرون جيمس، حاول عالم كرة السلة في الدوري الأميركي الشمالي للمحترفين إيجاد «ملك» يجلس على العرش الذي تركه الرجل التاريخي مايكل جوردان. وصحيح أن هذا اللقب ذهب إلى جيمس، لكنه بقي مجرد لقبٍ صغير ولا يصل إلى حجم الصفة الملوكية التي أُعطيت إلى «أم جاي»، والدليل بسيط هو عدم تمكن نجم ميامي هيت من إحراز أي لقبٍ مع فريقه الحالي أو السابق كليفلاند كافالييرز.ومن دون الانتقاص من قيمة النجوم الكثيرين الموجودين في الـ«أن بي آي»، لا أحد منهم استحق أن يوضع في مقارنة مباشرة مع جوردان بشهادة كل النقاد، حتى اعطى ملهم شيكاغو بولز رأيه في هذا الموضوع ضمن سَردِه للكاتب رولاند لازنبي الذي يعدّ كتاباً يحكي عن حياة «الأسطورة»، إذ قال إن كوبي براينت هو الوحيد الذي قام بالعمل الذي يخوّله استحقاق المقارنة به.
إذاً، نجح براينت أخيراً في انتزاع الشهادة التي سعى إليها منذ بداية مسيرته، حيث كان جليّاً أن بعض تحركاته على أرضية الميدان بدا فيها وكأنه يقوم بتقليد جوردان. أما رأي الأخير فلا يبدو مستغرباً، فهو لطالما أشاد بنجم لوس أنجلس لايكرز، مشيراً إلى أنه يستمتع بمشاهدته.
لكن هل يستحق براينت هذا الشرف؟
من دون شك، ليس هناك أفضل من كوبي لوضعه في مقارنة مع جوردان؛ إذ إنه عمل جاهداً أكثر من أي كان من الموجودين حالياً في الـ«أن بي آي». أضف أنه حافظ على المستوى عينه لفترة طويلة من دون أن يظهر تراجعاً كبيراً مع تقدّمه في السن وتعرضه لإصابات مختلفة، وقد أكد هذا الأمر مع بداية الموسم الجديد؛ إذ رغم الأوجاع في المعصم والمشاكل في الركبة ارتفع معدل لعبه إلى 37.7 دقيقة في المباراة الواحدة، أي أكثر من معدل لعبه في الموسم الماضي وفي مسيرته كلّها. كذلك، كان لافتاً أنه رفع معدله التسجيلي إلى 30.8 نقطة، وهو الذي كان أول لاعب يتخطى حاجز الـ40 نقطة هذا الموسم عندما أمطر سلة فينيكس صنز بـ 48 نقطة، قبل أن يسجّل 40 أخرى أمام يوتا جاز، و42 أمام كليفلاند كافالييرز ولوس أنجلس كليبرز على التوالي.
وبالتأكيد ينوي براينت تقديم المزيد، وهو المطالب بهذا الأمر بطبيعة الحال، رغم أن المدرب مايك براون الذي خلف «العظيم» فيل جاكسون لا يفضّل إشراكه لوقتٍ طويل في مستهل الموسم، حفاظاً على توفير جهوده حتى الأدوار المهمة. لكن تبيّن أنه إذا أراد لايكرز أن يكون ساعياً إلى الفوز في كل مباراة، يفترض أن يكون براينت حاضراً لأكبر وقتٍ ممكن على أرض الملعب، وذلك في صورة مشابهة لتلك التي طبعت أيام جوردان. لكن الفارق بين الأمس واليوم أن جوردان كان محاطاً بلاعبين كبار أمثال سكوتي بيبين ودينيس رودمان وستيف كير وغيرهم، بينما بالكاد يلقى براينت المساعدة من الإسباني باو غاسول وأندرو باينوم، وذلك في ظل غياب لامار أودوم.
براينت قريب جداً من جوردان مقارنة باللاعبين الآخرين، لا برقم قميصه (24 بينما رقم جوردان 23) او أسلوب لعبه فقط، بل بالألقاب التي أحرزها؛ إذ يحتاج إلى خاتم آخر ليعادل جوردان في عدد بطولات «دوري العمالقة»، وذلك بعدما سار على خطى ملهمه مزيّناً عنقه بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية في بكين 2008.



كوبي وليبرون «دريم تيم»

ينتظر محبو كرة السلة الأميركية عرضاً مشوّقاً في الصيف المقبل عندما يلعب كوبي براينت وليبرون جيمس جنباً إلى جنب في «منتخب الأحلام»، بعدما اختارهما المدرب مايك كريزفسكي ضمن تشكيلة الـ«دريم تيم»، في محاولة لتكرار إنجاز الألعاب الأولمبية الماضية في بكين 2008 من بوابة أولمبياد 2012 في لندن.