انتهت الحلقة الأولى من «كلاسيكو العالم» بين ريال مدريد وبرشلونة في ربع نهائي كأس ملك إسبانيا. الكلاسيكو الذي شطر العالم إلى نصفين. إنه الكلاسيكو الذي بات يترقبه المتابع بفارغ الصبر. بتنا نضبط حياتنا على توقيت الكلاسيكو. قبل المباراة تحليلات وتوقعات واستفزازات وأمنيات، وخلال المباراة آهات وصرخات ورقصات وحسرات، وبعده مشهدان لا ثالث لهما: إما أفراح هنا، أوأتراح هناك. لا ملل مع الكلاسيكو، حتى لو حل ضيفاً علينا في كل يوم. محظوظون نحن أننا نعيش حالة اسمها الكلاسيكو. حالة أخذت طابعاً تنافسياً مختلفاً في السنوات الثلاث الأخيرة. يوم أمس، عند حلول الساعة الحادية عشرة ليلاً بتوقيت بيروت، توقفت الحياة في كل مكان إلا أمام شاشات التلفاز. في لحظة، شخصت الأنظار باتجاه بقعة واحدة في العالم: ملعب «سانتياغو برنابيو». صمت كبير ودقات قلوب لا تستكين. لا كلمة الآن تعلو فوق كلمتَي البرتغالي كريستيانو رونالدو ورفاقه والأرجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه. بدأت قصة كلاسيكو الكأس الآن. تناسى الجميع ماضياً ليس ببعيد: قبل أيام، كانت الفرحة لا تسع الكاتالونيين بعد الفوز 3-1 في عقر دار الغريم، أما الحزن فقد كان بادياً على وجوه المدريديين. بات الآن الحديث فقط للّحظة الآنية.
لكن البرتغالي جوزيه مورينيو أبى إلا أن يفجّر «المفاجأة» قبل دقائق من اللحظة المنتظرة. تشكيلة لم يكن أحد يتوقعها: البرتغالي فابيو كوينتراو على الميسرة والتركي حميد ألتينتوب على الميمنة وسيرجيو راموس والبرتغالي ريكاردو كارفاليو في قلب الدفاع. أما الوسط، فاحتله الثلاثي الفرنسي لاسانا ديارا والبرتغالي بيبي وتشابي ألونسو، بينما بقي الألماني مسعود أوزيل وخوسيه كاليخون على الدكة، فيما كان رونالدو والأرجنتيني غونزالو هيغواين والفرنسي كريم بنزيما ثلاثياً في خط الهجوم. أما في الجهة المقابلة، فلا جديد، سوى وجود خوسيه مانويل بينتو في حراسة المرمى مكان فيكتور فالديس، وهذا ما وعد به بيب غوارديولا قبل المباراة.
بيد أن مفاجأة الـ«مو» انقلبت عليه. من تابع الدقائق الـ11 الأولى حتى لحظة افتتاح التسجيل لريال عبر رونالدو، كان سيعتقد أن «الداهية» سيتمكن من فك «شيفرة» برشلونة: ضغط على حمل الكرة من منطقة الكاتالوني وهجمات مرتدة خطيرة. لكن الهدف انعكس سلباً على الملكي؛ إذ إن مورينيو أعطى تعليماته بالعودة إلى الوراء للمحافظة عليه.
كرر «الداهية» خطأه مرة جديدة. هنا، سيطر برشلونة كاملاً على المباراة. هجماته كانت أكثر خطورة. أُربك مورينيو. وفي الوقت الذي كان يجب عليه إقحام أوزيل أو كاليخون تحديداً على حساب هيغواين الغائب، اختار الرجل المتابعة على النسق نفسه. اعتقد مورينيو لوهلة أن اليوم ليس يوم ميسي.
إذاً، ضغط من برشلونة، لكن من دون توفيق المهاجمين. عندها، لم يبق مدافعو الـ«بلاوغرانا» مكتوفي الأيدي. في برشلونة لا فرق بين مهاجم ومدافع. أطلق كارليس بويول الرصاصة الأولى (49). انهار ريال كما عادته عند تلقي هدف أمام الغريم. استغل الفرنسي إيريك أبيدال الموقف وأطلق الرصاصة الثانية القاتلة بتمريرة سحرية من «البرغوث» (77). استسلم ريال بالكامل. أطلق الحكم صافرته معلناً انتصاراً جديداً لبرشلونة في «برنابيو».
... إنه كابوس الـ «برسا» الذي يبدو أنه لن يصل إلى نهاية.



ميلان إلى ربع النهائي

تغلّب أتلتيك بلباو على ضيفه ريال مايوركا 2-0، سجلهما فرناندو ليورنتي (35) وايكر مونيان (59) في ذهاب ربع نهائي كأس إسبانيا. وفي إيطاليا، بلغ ميلان ربع نهائي الكأس بفوزه على نوفارا 2-1 (بعد التمديد)، سجلها ستيفان الشعراوي (24) والبرازيلي ألكسندر باتو (100) لميلان، وإيفان رادوفانوفيتش (88) لنوفارا.